أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية اليوم، إجراء جولة ثانية للانتخابات الرئاسية المبكرة بين المرشحَين، الإصلاحي مسعود بزشكيان، والأصولي سعيد جليلي، لعدم إحراز أي مرشح النسبة المطلوبة من أصوات الناخبين (50 في المئة + 1) للفوز بالجولة الأولى، التي جرت أمس.

وقال المتحدث باسم اللجنة، إن بزشكيان حصل على 10 ملايين و415 ألفاً و991 صوتاً، أي بنسبة 6. 42 في المئة من إجمالي عدد أصوات المقترعين البالغة 24 مليوناً و535 ألفاً و185 صوتاً.

Ad

وأضاف أن جليلي، وهو ممثل المرشد الأعلى في مجلس الأمن القومي، حلّ ثانياً بحصوله على 9 ملايين و473 ألفاً و298 صوتاً، أي بنسبة 8. 38 في المئة من إجمالي الأصوات.

في المقابل، حصل المرشح محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الحالي، على 3 ملايين و383 ألفاً و340 صوتاً بنسبة 8. 13 في المئة.

ورغم دعوة المرشد الأعلى إلى مشاركة واسعة في الاقتراع، فقد بلغت نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات 40 في المئة من إجمالي الذين يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم أكثر من 61 مليوناً، وتعتبر هذه النسبة أدنى نسبة مشاركة منذ انتصار الثورة.

وسجلت الجولة الأولى مفاجآت عدة، كان أبرزها صعود جليلي بدلاً من قاليباف، الذي كان متوقعاً على صعيد واسع أن يكون هو ممثل الأصوليين في الجولة الثانية.

وقال مراقبون لـ «الجريدة»، إن سبب هذا التغيير هو مشاركة أنصار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في الاقتراع لمصلحة جليلي، في وقت قاطعت نسبة كبيرة من الناخبين الأصوليين التصويت، احتجاجاً على الانقسامات في صفوف هذه الجبهة، وهو أمر غير مسبوق ويحصل للمرة الأولى منذ الثورة.

وكشف قيادي كبير في «جبهة بايداري» (جبهة استقرار الثورة الإسلامية) لـ «الجريدة»، أن صادق محصولي، الذي موّل حملة جليلي الانتخابية، استطاع إقناع الأخير بإعطاء مكاسب كبيرة لأنصار نجاد في الحكومة.

وقال قاليباف إنه يدعم جليلي في الجولة الثانية، لكن بعض وسائل الإعلام الاجتماعي المرتبطة برئيس البرلمان عكست انقساماً حاداً بين دعاة المقاطعة ودعاة الاصطفاف وراء جليلي المحسوب على الجناح الأكثر تشدداً في الأصوليين.

وبحسب مسؤول انتخابي، فإن الناخبين الإصلاحيين لم يشاركوا بقوة في الجولة الأولى، واعتمد بزشكيان على أصوات محافظات الأقليات من الآذريين والأكراد واللر والبلوش، وكان لافتاً أن المناطق السنية في البلاد صوّتت لمصلحته. ونجح بزشكيان في جذب آراء هذه القوميات بسبب زياراته لمحافظاتها وهو يتكلم الآذرية والكردية، إضافة إلى أن هناك شائعات عن أن والدته كردية سنية، وهذا ما رفع رصيده بين أهل السنة والأكراد.

ولكن النسب المتدنية جداً للمشاركة في المدن الكبرى عكست فشل الإصلاحيين وبزشكيان في إقناع سكان هذه المدن بالتصويت لمصلحتهم.

وبدأت حماوة المعركة تتصاعد فور إعلان النتيجة، ووصف أنصار بزشكيان جليلي بأنه يسعى إلى تشكيل حكومة طالبانية متشددة، في حين اعتبر أنصار جليلي أن بزشكيان ضعيف الشخصية ومُسيطَر عليه من الإصلاحيين، وانتخابه يعني عودة اليسار التقليدي للسلطة.

وبحسب خبير انتخابي إيراني، فإن احتمال فوز المتشددين قائم في الانتخابات بعد ضم أصوات جليلي وقاليباف في حال بقيت نسبة المشاركة على حالها، مضيفاً أنه إذا استطاع بزشكيان تغيير أدائه وتشديد موقفه ضد الأصوليين وإطلاق خطاب إصلاحي ذي لهجة مرتفعة فمن المحتمل أن يستطيع جذب الجمهور الرمادي أو المتردد والفوز بالجولة الثانية، لأن أفكار جليلي المتشددة ليست شعبية في إيران.