في محاولة لإحداث حلحلة بمواقف طرفي حرب غزة المتصلبة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى فتح نافذة لإنهاء القتال بينهما بشكل مستدام ويحتوي خطر انفجار جبهة جنوب لبنان، ذكر موقع أكسيوس، أمس، نقلا عن 3 مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق الذي طرحه الرئيس الديموقراطي جو بايدن لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس أواخر مايو الماضي.

وبحسب الموقع، تم العمل على الصياغة الجديدة بالاشتراك مع وسطاء المفاوضات، قطر ومصر، حيث تركز على أحد بنود الاتفاق المتعلقة بالمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس» خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة بهدف تحديد شروط محددة للمرحلة الثانية، التي تشمل التوصل إلى «الهدوء المستدام» في القطاع الفلسطيني.

Ad

ونقل «أكسيوس» عن مصادره، أن المسؤولين الأميركيين أعدوا صياغة جديدة للمادة 8 من أجل سد الفجوة بين إسرائيل و«حماس»، ويعملون مع مصر وقطر لإقناع الحركة بقبول الاقتراح الجديد.

وأوضحت المصادر أن «حماس» تريد خلال المفاوضات مناقشة مسألة تبادل الأسرى فقط، وفي المقابل تخطط إسرائيل لإثارة مسألة نزع السلاح في غزة.

من جهتها، أكدت «حماس» أنها تلقت رسالة أميركية جديدة عبر الوسطاء تضمنت تعديلات طفيفة على بندين من بنود خطة بايدن التي حظيت بدعم مجلس الأمن الدولي.

طلب وخططوفي وقت تواجه جهود واشنطن الدبلوماسية لاحتواء تداعيات أزمة غزة ومنع تحولها إلى صراع إقليمي أوسع استعصاء، ذكر مصدر فلسطيني أن الممثل الخاص للولايات المتحدة للشؤون الفلسطينية هادي عمرو، طلب من مسؤولين بالسلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله بالضفة الغربية المحتلة مقراً لها، تقديم خطة تفصيلية لإدارة غزة مدنياً في اليوم التالي للحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأوضح المصدر أن السلطة «أبدت استعدادها لتولي زمام الأمور في القطاع وفق الرؤية التي قدمتها منظمة التحرير للسداسية العربية»، في إشارة إلى المجموعة التي تضم مصر، والسعودية، والإمارات، والأردن، وقطر، إضافة إلى السلطة الفلسطينية.

وتزامن ذلك مع كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن خطط تتعلق بمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، التي تسعى إسرائيل من خلالها إلى القضاء على «حماس»، يجري تداولها بين مجموعات رسمية وغير رسمية في إسرائيل.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن من بين الخطط، هناك واحدة تحظى بقبول واسع في الحكومة والجيش، تتضمن إنشاء «جزر» أو «فقاعات» جغرافية، حيث يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بـ «حماس» العيش في ملاجئ مؤقتة، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته ضد المسلحين المتبقين.

تهديد وانقسام

في غضون ذلك، حذرت إيران من شن عدوان عسكري إسرائيلي واسع النطاق على «حزب الله» اللبناني، قائلة إن ذلك سيترتب عليه «حرب مدمرة»، وذكرت أن جميع الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة «بما في ذلك المشاركة الكاملة لجميع جبهات المقاومة».

وقالت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عبر منصة إكس: «على الرغم من أن إيران تعتبر دعاية النظام الصهيوني حول اعتزامه مهاجمة لبنان بمنزلة حرب نفسية، فإنه إذا شن عدواناً عسكرياً واسع النطاق، فسيترتب على ذلك حرب مدمرة. جميع الخيارات، بما في ذلك المشاركة الكاملة لجميع جبهات المقاومة، مطروحة على الطاولة».

وتزامن ذلك مع تقرير لصحيفة الأخبار اللبنانية، ذكر أنه في ظل الاستعدادات لحرب شاملة بين إسرائيل والحزب تقوم الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران في المنطقة بتدريب مئات المقاتلين في صفوفها، تحت إشراف خبراء إيرانيين، مشيرة إلى أن وسائل قتالية متقدمة، بينها قذائف ومسيّرات وصلت إلى العراق من إيران وروسيا، وتتطلب تجهيزاً خاصاً بغرض تشغيلها.

كما تزامن التهديد الإيراني بشن «حرب إبادة» ضد إسرائيل، مع تسريب عبري رسمي عن تفاصيل حول انقسام حاد داخل «الكابينت» الإسرائيلي بشأن الحرب الشاملة ضد لبنان، بعد أن كان الانطباع السائد هو أن هناك إجماعاً إسرائيلياً عليها داخل المجلس.

وبعد ساعات من اجتماع متوتر لـ «الكابينت» جدد وزير الدفاع يوآف غالانت تأكيده استعداده للحرب مع «حزب الله»، لكنه شدد على أن الدولة العبرية «تفضل الحل الدبلوماسي» لإعادة سكانها إلى مناطقهم قرب الحدود، بينما هدد وزير الأمن المتطرف اتماير بن غفير بسحب حزبه «عوتسما يهوديت» من الائتلاف الحاكم بزعامة بنيامين نتنياهو إذا أحجم عن شن هجوم واسع النطاق على الجماعة اللبنانية المدعومة من الجمهورية الإسلامية، والتي تتبادل شن الهجمات مع إسرائيل بشكل شبه يومي منذ اندلاع حرب غزة.

تحذير وتنديد

في هذه الأثناء، طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة وسريعة لتفادي انزلاق المنطقة إلى دائرة جديدة وغير مسبوقة من الصراع، مشددا على ضرورة تكاتف الجهود الدولية للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإغاثية إلى غزة بصورة عاجلة ومكثفة.

وذكرت الرئاسة المصرية أن السيسي اتفق، خلال لقاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على أن التوصل لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية، سيظل السبيل الأمثل لضمان الاستقرار المستدام بالمنطقة.

وجدد السيسي تحذير القاهرة من احتمالات توسع الصراع التي تتزايد حالياً على نحو يتسم بالخطورة البالغة.

في موازاة ذلك، دان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط القرارات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية، ووصفها بـ «الانقلاب على اتفاقية أوسلو» للسلام، في حين استنكرت وزارة الخارجية السعودية توسيع الاستيطان الإسرائيلي «السافر» في الضفة المحتلة.

معارك وسيطرة

ميدانياً، اندلعت معارك عنيفة بين عناصر حركتي حماس والجهاد والجيش الإسرائيلي على عدة محاور بشمال ووسط وجنوب القطاع، إذ أعلن الأخير أنه سيطر على 70 في المئة من رفح، بعد مرور شهر ونصف على بدء العملية بالمدينة الحدودية مع مصر.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن «أطر عمليات حماس قد تفككت»، وأن الحركة «تحولت من القتال المنظم والتسلسل الهرمي إلى حرب العصابات في فرق صغيرة».

في سياق قريب، أردى شرطي صربي مسؤول عن أمن السفارة الإسرائيلية في العاصمة الصربية بلغراد رجلاً هاجمه بسهم. ونقل الشرطي الذي أصيب بجروح خطيرة إلى مستشفى الطوارئ، حيث ستُجرى له عملية جراحية لإزالة السهم من رقبته.