تؤدي مؤسسة انتصار دوراً مهماً في علاج الصدمات النفسية والعنف الذي تعانيه المرأة العربية من جراء الحروب والاضطرابات، باستخدام برامج متخصصة تعنى بالصحة النفسية وحالات العنف ضد المرأة بالمنطقة.

وتعد المؤسسة التي تشرف عليها الشيخة انتصار العلي منظمة خيرية غير ربحية وهي الأولى في العالم العربي التي تسعى لإحداث تغيير اجتماعي «منهجي» لتسهيل التعافي النفسي وتمكين النساء العربيات اللاتي تعرضن لصدمات الحروب والعنف.

Ad

وكان آخر مساهمات المؤسسة تقديم منحة 200 ألف دولار إلى المعهد العربي للمرأة التابع للجامعة اللبنانية الأميركية لتنظيم 3 محاضرات سنوية متخصصة اعتباراً من العام المقبل بهدف إيلاء قضية المرأة وصحتها النفسية الأولوية في المجتمع العربي.

وستستفيد من هذه المنحة كل امرأة تناضل من أجل نيل حقوقها عبر برامج متخصصة يقدمها المعهد العربي حول قضايا حقوق المرأة في العالم العربي وزيادة الوعي بأهمية دعم المرأة نفسيا وتعزيز السلام في العالم.

دعم قضايا المرأة

من جهتها، أعربت مديرة المعهد العربي للمرأة ميريم صفير لـ «كونا»، أمس، عن تقديرها للدور «المهم» الذي تضطلع به مؤسسة انتصار لدعم قضايا المرأة وحقوقها في العالم العربي.

وتقدمت بالشكر إلى الشيخة انتصار العلي على تقديمها منحة ستعطي «دافعاً قوياً» للجامعة لبذل المزيد من أجل قضية تمكين المرأة في العالم العربي.

انتصار العلي ورئيس الجامعة اللبنانية الأميركية وممثلو سفارة الكويت لدى لبنان ومسؤولو مؤسسة انتصار والمعهد العربي المرأة

وأكدت أن منحة مؤسسة انتصار ستخدم برامج المعهد بهدف دعم المرأة نفسياً ومساعدتها على التصدي للمشكلات النفسية التي تواجهها، مشيرة إلى أن المعهد يعمل ضمن 5 محاور رئيسة تستند إلى برامج إنمائية وأبحاث ودراسات، إلى جانب التواصل مع مهتمين في العالم العربي.

وقالت إن المعهد يسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في التشريعات والاهتمام بقضايا المرأة والأمن والسلام، حرصاً منه على تعزيز المشاركة السياسية للمرأة والوصول إلى الفئات المهمشة.

وأشارت صفير إلى أهمية تعزيز التعليم والأبحاث بهدف التغيير الاجتماعي وتغيير السياسات من خلال تبادل المعلومات حول قضايا المرأة وبناء شراكات لتعاون استراتيجي لعلاج ظاهرة العنف ضد المرأة.

العلاج «بالدراما»

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة انتصار، كريمة عنبر، إن المؤسسة تعد أول منظمة خيرية في العالم العربي تسعى لإحداث تغيير اجتماعي منهجي لتسهيل التعافي النفسي للنساء العربيات من صدمات الحروب والعنف.

وأضافت أن مؤسسة انتصار تعد كذلك أول منظمة خيرية تستخدم العلاج «بالدراما» من أجل تسهيل شفاء المرأة وتعافيها من الصدمات النفسية، موضحة أن العلاج بالدراما يعد نوعا من العلاج النفسي تستخدم فيه تقنيات المسرح لتحقيق أهداف علاجية.

وذكرت أن العلاج بالدراما يتميز بنشاط وتمرين تجريبي يمكن الفرد المشارك فيه من الحديث عن قصته الشخصية وتحديد هدفه وحل مشكلته من خلال التعبير عنها وذلك بالاستعانة بأخصائيي العلاج بالدراما في الشرق الأوسط للمساهمة بخبراتهم ضمن ثقافاتهم ومجتمعاتهم لدعم مبادرة «مليون امرأة عربية».

وقالت إن المبادرة تعد خطة شاملة تمتد 30 عاماً، وتهدف إلى معالجة مليون امرأة من الصدمات النفسية الناجمة عن وحشية الحرب والعنف باستخدام القوة التحويلية للعلاج بالدراما.

خلق السلام

وأضافت أن المؤسسة تعمل على خلق السلام، وإحداث تغييرات دائمة ذات معنى داخل المجتمعات، والتركيز على أن دعم المرأة هو المفتاح لتعزيز التغيير المجتمعي الإيجابي باعتبارها قادرة على أن تصبح صانعة للسلام.

وأوضحت أن مؤسسة انتصار نفذت أكثر من 449 جلسة علاج بالدراما ونشرت ثلاثة تقارير بحثية، إضافة إلى الوصول إلى أكثر من 3852 مستفيدة بطريقة غير مباشرة و642 مستفيدة بطريقة مباشرة.

وأكدت أن نحو 94 في المئة من النساء اللاتي تواصلت معهن الجمعية شعرن بتراجع في أعراض الاكتئاب و44 في المئة شعرن بتراجع أعراض القلق و75 في المئة شعرن بتحسن مستوى الرضا عن الحياة بعد انخراطهن في برامج المؤسسة.