سموتريتش: لا مفر من حرب مع «حزب الله»
نتنياهو: «خطة غزة» لم تتغير ولن نوقف الحرب
• معارك عنيفة لليوم الرابع في حي الشجاعية بغزة
غداة تهديد إيران بشن «حرب إبادة بمشاركة كاملة لمحور المقاومة»، الذي يضم طهران وحلفاءها الإقليميين، في حال شنت إسرائيل هجوماً «واسع النطاق» على لبنان، اعتبر وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أنه لا مفر من «حرب حاسمة وسريعة مع حزب الله اللبناني»، مبرراً دعوته للخطوة، التي تأتي على وقع استمرار حرب غزة المتواصلة منذ 269 يوما، بوجود مخطط إيراني لغزو بلده وتدميرها.
وقال سموتريتش في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت أمس: «توجد لدى النظام الإيراني خطة لإبادة تقليدية لدولة إسرائيل، وهي تستند إلى ضربة نيران هائلة بعشرات آلاف الصواريخ من أماكن كثيرة في جميع أرجاء الشرق الأوسط، مع احتلال بري من عدة ساحات، ومن ضمنها الساحة الداخلية»، في إشارة إلى المناطق التي تسكنها الأقلية العربية بإسرائيل.
السيسي: رفضنا «محاولات خبيثة» لتهجير الغزيين
واعتبر أنه «لا مناص من حرب مركزة وسريعة من أجل إخراج حزب الله من اللعبة وسلب قدراته من أن يكون جزءاً من الخطة الإيرانية. وستكون لحرب في لبنان أثمان، وأنا لا أستخف بذلك. وهي أثمان مختلفة، لكن أي ثمن ندفعه اليوم سيكون أقل بكثير مما سندفعه في المستقبل إذا لم نعمل».
وفي تصريحات منفصلة، وجّه سموتريتش انتقادات حادة لوزير الأمن القومي اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، والشرطة التي تقع تحت مسؤولية الأخير، وذلك على خلفية ما وصفه بـ «انتشار السلاح في المجتمع العربي بإسرائيل»، زاعماً أنه «توجد جبهة يحظر أن نتجاهلها في سلة التهديدات، والإيرانيون يعتمدون على عرب إسرائيل بشكل واضح من أجل احتلال بري».
وناشد سموتريتش أغلبية الإسرائيليين ألا ينجرفوا وراء ما وصفه بـ «الأقلية الصاخبة التي تحاول جر إسرائيل بالقوة إلى حروب داخلية».
وجاء الدفع اليميني باتجاه شن الحرب ضد الحزب المتحالف مع طهران، الذي يشن هجمات شبه يومية على المناطق والقواعد الإسرائيلية منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي، عقب تسريب أميركي عن معارضة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لفتح جبهة جنوب لبنان بشكل واسع حالياً، بعد أن كان يؤيد ذلك في البداية.
تمسك نتنياهو
وتزامن ذلك مع تشديد زعيم الائتلاف اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو على أنه متمسك بمواصلة حرب غزة وعدم وقفها حتى «هزيمة حماس بشكل كامل وعودة جميع المختطفين، والتأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل، والعودة الآمنة لسكاننا في الجنوب والشمال إلى منازلهم».
وقال نتنياهو في تصريحات أمام البرلمان، إنه سيقوم بإجراء تقييم للوضع في القيادة الجنوبية، وسيتابع عن كثب سير القتال، وخطط إسرائيل لاستكمال أهداف الحرب.
وزعم أنه «لا تغيير في موقف إسرائيل من خطة الإفراج عن المحتجزين» التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن، متهماً «حماس» بأنها «العائق الوحيد أمام إطلاق سراح محتجزينا الـ 120 لدينا، الأحياء منهم والأموات».
تحذير وتراجع
في غضون ذلك، حذّر زعيم المعارضة يائير لابيد من أن الحرب ستنتهي من دون إبرام صفقة تبادل للأسرى مع «حماس»، معتبراً أن الهدوء في الجنوب سيؤدي لتهدئة مع «حزب الله»، وهذا هو الخيار الأفضل.
وشدد لابيد على أنه يجب على إسرائيل ألا تهاجم إيران وحدها، وأن تجند العالم لهذه الغاية، ولهذا السبب يجب وقف الحرب الدائرة.
وفي حين اعتبر لابيد أن «المجتمع الإسرائيلي لن يستعيد عافيته إذا لم تتم إعادة المحتجزين وتم تركهم»، وصف موقع أكسيوس الأميركي تصريحات نتنياهو بأنها تدل على تراجعه عن مقترح بايدن الذي يتكون من صفقة من 3 مراحل من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين والتوصل إلى «الهدوء المستدام» بغزة.
وأتى ذلك بعد أن أعلن القيادي في «حماس»، أسامة حمدان، من بيروت أنّ الحركة تلقت مقترحاً جديداً يتضمن تعديلات على خطة بايدن لوقف إطلاق النار في غزّة في 24 يونيو الماضي، مكرّراً موقف الحركة في اشتراطها «وقفاً كاملاً للعدوان».
وقال: «هذا الاقتراح لا يزال حتى اللحظة لا يحقّق وقفاً كاملاً للعدوان أو انسحاباً شاملاً للاحتلال من القطاع. وبالتالي نحن قلنا بكل وضوح ومازال هذا موقفنا، دون أن يتحقق ذلك، كل ما يقدّم من أوراق هو عبارة عن تضييع وقت وتوفير مدى زمني إضافي للاحتلال ليمارس الإبادة الجماعية ضد شعبنا، ومحاولة من الإدارة الأميركية لإنقاذ نفسها».
ميدانياً، تواصلت المعارك العنيفة في حي الشجاعية بمدينة غزة لليوم الرابع على التوالي، أمس، مما دفع عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الفرار.
وشنّ الطيران الحربي سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق مختلفة من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه، ومدينتا رفح، وخان يونس جنوبا.
وتسببت الاعتداءات الإسرائيلية في مقتل 43 شخصا، مما رفع عدد القتلى منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر إلى 37877.
وفي الضفة الغربية، شنت طائرة إسرائيلية مسيرة غارة استهدفت منزلا بـ 3 صواريخ في مخيم نور شمس قرب طولكرم، مما تسبب في مصرع شخص وإصابة 4 بينهم 2 بحالة خطيرة. وذكرت سلطات الاحتلال أن الضربة استهدفت قائد كتيبة طولكرم، الذراع العسكرية لحركة الجهاد، محمد جابر أبوشجاع، فيما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين بإطلاق الرصاص على رؤوسهم، بدلا من إعطائهم المزيد من الطعام، وذلك بعدما دعا في وقت سابق إلى إعدامهم لتخفيف الاكتظاظ بالسجون.
وعلى جبهة جنوب لبنان التي تشهد تصاعدا في حدة الاشتباكات بالآونة الأخيرة، ذكر «حزب الله» أنه أصاب مقر «قيادة الفرقة 91» في ثكنة برانيت بصاروخ بركان ثقيل ودُمر جزءٌ منها.
وأعلن الحزب مقتل 3 من عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي قبالة الحدود، مما يرفع حصيلة قتلاه إلى 356 منذ بدء حرب غزة.
محاولات خبيثة
إلى ذلك، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الحرب الإسرائيلية الغاشمة في غزة غاب فيها ضمير الإنسانية وصمت عنها المجتمع الدولي، مشدداً على أن مصر رفضت محاولات خبيثة لفرض التهجير القسري للغزيين نحو أراضي سيناء.