يا خالةَ الزهراءِ

وشقيقةَ العلياءِ

Ad

قد جاءَ صوتُكِ صادحًا

كالرَّنَّةِ الغنَّاءِ

يشجو به القلبُ الذي

كالكوكبِ الوضَّاءِ

بالزوجةِ الأم التي

كاللمسةِ السمحاءِ

بخديجةَ الكبرى التي

كمليكةِ الجوزاءِ

مرتْ سنونَ ثقيلةٌ

محزونةُ الآناءِ

تلك التي كانتْ لهُ

في اليُسرِ والبأساءِ

حقًّا وصدقًا لم تزلْ

هـــــــــــــــي دُرَّةُ الآلاءِ

يا للحنينِ وما به

من لوعةٍ وعناءِ!

الصوتُ يُحيي صوتَها

في ومضةِ الإيحاءِ

كالنسمةِ الولهى التي

تهفو معَ الأنداءِ

بالنبضةِ العطشى التي

ترنو مع السِّيماءِ

فيها من الذكرى شذًا

من منحةِ الخُلَصاءِ

حبٌّ نقيٌّ يُستقى

كالماءِ بعدَ ظَماءِ

ورباطُهُ لا ينتهي

بالموتِ والضراءِ

أنعِم بها من وقفةٍ

للود والإيفاءِ!

صلى إلهُ العالميــــنَ

على الأبِ المعطاءِ

الصادقِ البَرِّ التقيْيِ

الطيِّبِ الأسماءِ

وإمامِ كلِّ الأكرميـنَ

وسيدِ البطحاءِ

والآلِ والصحبِ الأُلى

تبعوا الهدى بوفاءِ

* بعد مدة من وفاة السيدة خديجة، استأذنت أختها هالة على النبي، صلى الله عليه وسلم، فعرَف استئذان خديجة، أي: تذكر صفَته، لشبه صوتها بصوت أختها (وفي رواية الطبراني: فشبَّهَه باستئذان خديجة) يعني: كأن نغمة هالة كانت تشبه نغمة خديجة، فتذكَّر خديجة بذلك، فارتاع لذلك، من الرَّوع، أي: فزِع وتغيَّر، واهتم بذلك، وقال ابن الأثير: كأنه طار لبُّه لما سمع صوتها، (وفي رواية مسلم: فارتاحَ) أَيِ: اهْتَزَّ لِذَلِكَ سُرُورًا، وهشَّ لبرِّها، ونشطتْ نفسه، وحنَّ لمجيئها، فقال: (اللهم) هالة، أي: يا الله اجعلها هالة، وكما نقول: (يا رب تكون هالة)، قال ابن حجر: وذلك أن مَن أحب شيئًا أحب محبوباته وما يُشبهه.