عندما أعلنت شبكة «ITV» البريطانية أنها ستبث مباراة دور الـ16 أمام السنغال، امتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بكلمة واحدة.. «اللعنة».
ويعود ظهور هذه الشبكة إلى عام 1998، عندما نأت شبكة «يوروسبورت» بنفسها عن نقل بطولة كأس العالم، وتولت المهمة الشبكتين المفتوحتين «ITV» وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» العامة.
وتوصل الشبكتان إلى اتفاق لنقل مباريات إنكلترا في البطولات الكبرى بالتبادل فيما بينهما، وذلك بهدف منع الشبكات الخاصة الكبرى من دخول المعادلة، وكذلك الامتثال للقانون الذي يقضي ببث هذه المباريات ذات الاهتمام العام على الشبكات الحكومية.
وفي بعض المباريات المهمة، مثل نهائي كأس الأمم الأوروبية الأخير، تستطيع «ITV» و«بي بي سي» بثها في الوقت نفسه.
ومنذ عام 1998، لم تترك الأرقام مجالاً للشك، حيث كان أداء إنكلترا أسوأ بكثير عندما بُثت مبارياتها على شبكة «ITV».
وفاز منتخب «الأسود الثلاثة» في 3 من أصل 16 مباراة بثتها هذه الشبكة، بنسبة 19% فقط، مقارنة بـ 71% من الانتصارات التي حققها على شبكة «بي بي سي»، بـ 12 فوزاً من أصل 17 مباراة.
وفي الواقع، حققت «بي بي سي» ست انتصارات متتالية، وكانت الهزيمة الأخيرة التي تعرض لها منتخب إنكلترا على شاشتها في كأس العالم في دور المجموعات عام 2014، عندما سقط أمام إيطاليا.
وكانت مسؤولة هذا العام عن البث التلفزيوني لمباراة إيران، التي حققت فيها إنكلترا الفوز 6-2، ومباراة ويلز أيضاً، التي أنهتها بثلاثية نظيفة، بينما نقلت «ITV» مباراة الولايات المتحدة التي تعادل فيها منتخب «الأسود الثلاثة» سلبياً.
وتستغل شبكة «ITV» ما حدث قبل أربع سنوات في دور الـ 16 أمام كولومبيا للدفاع عن نفسها في مواجهة «اللعنة»، حيث فازت إنكلترا، ولأول مرة في تاريخ كأس العالم، بركلات الترجيح.
وكانت تلك هي المرة الأولى منذ الفوز 2-0 على ترينيداد وتوباغو في عام 2006، الذي تبث فيه شبكة «ITV» فوزاً لإنكلترا بشكل حصري.
وكانت هذه هي المرة الثانية التي يحقق فيها الإنجليز فوزا في دور الـ 16، بالإضافة إلى الفوز في دور ثمن النهائي عام 1998 أمام الدنمارك «3-0».
ووصل التنافس بين الشبكتين، كما أوضح مدير في موقع «The Athletic» الإلكتروني، إلى درجة أن من يبث كل مباراة يتم تحديده عن طريق قطعة نقود في الهواء.
وتُدرك شبكة «ITV» أن أفضل برامجها الواقعية «I'm a Celebrity... Get Me Out of Here» سينتهي بعد دور المجموعات، لذا فضلت بث دور ثمن وربع النهائي «خوفاً من خطر الإقصاء بالفعل»، بينما بثت «بي بي سي» مباراتي إيران وويلز.
وتظهر اللعنة في المشهد اليوم مجدداً، حيث ستواجه إنجلترا منتخب السنغال الليلة على شاشة شبكة «ITV»، وإذا تجاوزتها؟ ستلعب أمام فرنسا أو بولندا أيضاً على شاشة الشبكة نفسها.