كتبت مقال الأسبوع الماضي تحت عنوان «الإخوان راح يذلونا إذا انتصرت حماس» أوصلت فيه فكرة مفادها أنه لا يجوز ومن غير المقبول بعد كل ما جرى من تدمير وإبادة للشعب الفلسطيني الأعزل «38 ألف شهيد» وما أحدثته من تغيرات على مستوى العالم أن يتم تصوير الحرب كأنها بين فصيل للإخوان المسلمين (حماس) وبين الكيان الإسرائيلي وبمعزل عن تداعيات الحرب وأبعادها الوجودية والاستراتيجية وغيرها.
تلقيت عدداً من التعليقات وردود الفعل المتباينة، قسم منها لم ير غير وجه واحد للحرب، وهو تحميل المسؤولية لـ«حماس» ومهما فعلت إسرائيل فهو مبرر طالما أن هذه الحركة لها جذور وأصول فكرية تتبع «للإخوان»!
الحالة هذه أظهرت مدى الانقسام في الرأي العام العربي تجاه القضية الفلسطينية، والتراجع عند عدد من الأنظمة والنخب، وبالتالي النظر إلى الصراع القائم وتقزيمه وتحجيمه وانحرافه عن مساره الطبيعي إلى أن يصبح محصوراً بين «حركة إخوانية» وبين «جيش محتل» يقف الغرب معه وإلى جانبه ويمده بالسلاح والمعونات.
أهم التعليقات والردود نوجزها بالشكل التالي:
• «حماس» فرع من «الإخوان»... دمروا غزة الله يدمرهم! ذلّهم الرحمن (أي الإخوان).
• الكتابة بهذا الموضوع أشبه بالمشي بحقول ألغام، هناك «غمامة» تظلّلنا فكأن الغمامة اليوم ليست القضية الفلسطينية إنما القبول بالدولة الإسرائيلية كأمر واقع.
• خوش مقال «الإخوان» شيء ومناصرة أهل فلسطين شيء آخر.
• حتى لو انهزمت «حماس» أقصد لو اغتالت إسرائيل السنوار... لأنها فعليا وميدانيا انهزمت عسكريا الآن.. سيدعي سفهاؤنا بحماس انتصرت... كعادتهم بعد كل حرب ننهزم فيها، ونخسر فيها الصحة والمال والولد.
• هزت ضمير العالم وأحيت القضية الفلسطينية، وكل شعوب الأرض تعاطفت مع القضية، وأوضحت للعالم كله زيف إسرائيل وأميركا ليست حرب السنوار ولا حماس، حرب كل فلسطيني دفع الثمن ومازال يدفع، الآن أصبحت قضية كل حر في العالم ويا رب تتحقق لها نتائج ملموسة على أرض الواقع لأن الشعب الفلسطيني الحقيقي دفع «ثمن غالي».
• طرحت السؤال الصعب على الاستئصاليين، التذرع بالأخونة تبرير كاذب، الهدف البعيد التخلص من القضية والمضي في طريق معبد نحو تطبيع لا حدود له.
• ربما انهزمت حماس في غزة عسكريا وحتى شعبيا إلى حد كبير... لكن شعبيتها زادت في الضفة والعالم العربي.
• أعتقد أن حركة حماس تعلمت دروساً وعبراً وأنها الآن تمثل كفاح الشعب الفلسطيني وليس مجرد تيار إخواني.. لا بد من استمرار دعمها ما دام هي التي أعادت القضية الفسطينية إلى الواجهة رغم كل التضحيات.
• لسنا عنصريين ولسنا من دعاة الإخوان، الذين جعلوا منهم شماعة يعلق عليها كل العملاء الفاشلين في الوطن العربي فشلهم.. فلسطينيو غزة عرب ومسلمون... ومن واجب كل غيور الوقوف بجانبهم.
• الإخوان كيان هش لا يرقى أن يدير معركة أو قضية أو دولة، لا يعرف سوى الإرهاب والقتل والتفرقة بين المواطنين، لذلك العالم يطاردهم وبعض الدول مثل أميركا تستخدمهم لأغراض الفوضى وتسمح لهم بمساحة معينة ثم توقفهم حسب حساباتها.
• لا أتفق معك بتاتاً.. لعل من يستفيد من كل ذلك هو صراع القوى العظمى.. الصين وروسيا بتأجيج القتال من قبل حماس في مواجهة الغرب والكيان الصهيوني وأميركا التي ساهمت في بقائها على مر العقود، وهل حركة متطرفة مهما كان انتماؤها أو غايتها الدينية شيء يبشر بالخير؟ لعل الثورة الإيرانية خير مثال على انهيار الشرق الأوسط وضياع الحقوق وما لبثت أن أخفت نزعتها العرقية المتعصبة والمزدرية للعرب بثوب الوقار والدين.