يحذر الخبراء من الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية بسبب ارتفاع درجات حرارة الأرض، كما حذرت باستمرار منظمة الصحة العالمية من التحورات الجديدة للفيروسات، فضلا عن الحروب والنزاعات القائمة في مختلف بقاع الأرض، وقد تتوسع في أي لحظة كونها متصلة بمصالح الدول الصناعية الكبرى وتكتلاتها الاقتصادية المتنازعة على الموارد الطبيعية والمالية وثروات الأمم غير القادرة على الدفاع عن مصالحها أمام القوى الكبرى المتعددة الأقطاب. وبالأخص الدول الصغيرة التي لا تملك إلا أن تكون ضمن تكتل اقتصادي وإقليمي مستقر يمكنها من العبور إلى بر الأمان، فنحن أمام تغيرات عالمية جديدة تتطلب يقظة من الحكومات ورصداً مستمراً لكل متغير عالمي وإقليمي، اقتصادي أو سياسي وحتى مناخي وصحي، على أن تقوم بتهيئة الظروف الداخلية لمواكبة التغيرات الخارجية، حتى لا نتحرك فقط عندما تحل علينا الكوارث!
إن التخطيط الاستراتيجي السليم يضمن لنا استمرارية الأعمال من دون خسائر في الأرواح والأموال، إننا بحاجة إلى خطط ملزمة، وإدارة ذات كفاءة عالية، ومتابعة تنفيذ جادة وبأعلى معايير الجودة، بحيث تضمن لنا استدامة البنية التحتية للدولة أثناء فترات السلم والرفاهية، والحروب والكوارث، فهل خططنا للكوارث؟ ورصدنا كل المتغيرات والتنبؤات المناخية والاقتصادية والسياسية؟ ووضعنا سيناريوهات المواجهة لكل منها؟ وأنشأنا فرقاً متخصصة لإدارة الأزمات في حالات الطوارئ؟
كل هذه الخطوات الاحترازية المتصلة ببعضها ستخفف عنا التبعات والمخاطر الناجمة عن الكوارث الحالية والمستقبلية.