قال الكاتب علي النقي إن مُسابقة كأس العالم لكرة القدم التي نهضت على يد المُحامي الفرنسي الراحل جول ريميه وتُقام منذ عام 1930م لا تُعد مُجرد حدث رياضي وحسب، أو يُنظر لها من الزاوية الإقتصادية فقط، فأبعادها الحضارية كثيرة وكبيرة إن تم تسويقها بالشكل الصحيح، وهو ما راﻫﻨﺖ عليه دولة قطر الشقيقة وقيادتها الحكيمة في تنظيمها للبطولة لأول مرة في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط، فلقد وازنت ما بين تقديم ثقافتنا وقيمنا وثوابتنا الخليجية والعربية والإسلامية في أجمل مظاهرها، والإنفتاح الرزين على الشُعوب الأخرى.

وأضاف النقي أن مُسابقة كأس العالم أثارت الإعجاب بجمع الأصالة والحداثة، وكشفت اﻟﻮﺟﻪ الحقيقي ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺪول والجهات والمنظمات التي تدّعي إحترام الخُصوصيات الدينية والأعراف، وتهاوت مُباشرةً في مسألة تحديهم الدنيء للسماء والفطرة بدعمهم المثلية، وأثبتت أن الاستمتاع بأضخم تجمع رياضي عالمي لا يحتاج -كما هو مُتعارف- إلى شرب الكُحول (المُحرّمة لمصلحة البشر وفق الشريعة الإسلامية)، وقد أدى حظرها خلال المباريات وحول مُحيط الملاعب إلى منع حالات الشغب والفوضى والإشتباكات، وخلق أجواء نظيفة وآمنة.. لن تُنسى!

وذكر النقي «بكل إعتزاز، كان المُحتوى التُراثي -الذي يعكس بمضامينه عُمق الهويّة- حاضراً ومُعرّفاً ومُشيّداً سواء من خلال هندسة الإستادات المُستوحاة من خيمة بيت الشَّعَر لأهل البادية، وأشرعة المراكب لصيد الأسماك والبحث عن اللؤلؤ، وشكل «القحفية» التي تُلبس تحت الغترة والعقال للرجال، أو ضمن فقرات حفل الإفتتاح، أو التصميم الفني لشعار ومُلصق البطولة، أو الفعاليات المُصاحبة، فوقف آلاف الزوّار على الموروث الشعبي وعملية حِفظِه، وتقدير الدولة الرمزي لعطاء الآباء والأجداد، فضلاً عن المُبادرات العفوية التي قام بها عدد كبير من أبناء الشعب القطري المضياف الكريم في ذات الصدد، الأمر الذي إستُثمر ببراعة لتغيير الصورة النمطية للمُواطن الخليجي العربي المُسلم.

وأضاف «هكذا يتم تسويق الأهداف والرسائل والأفكار بنجاح وإبهار وإمتاع، ونُجزم باختصار الزمن على قطر وُفق حجم مُنجزات مُونديال 2022 ممّا سَيَهب الأجيال القادمة مُمارسة حقهم المُطلق للحُلم بما هو أفضل.. وأجزل!»

Ad