عالم من الجمال يفيض به «غاليري ديمي»، بضاحية الزمالك بالقاهرة، منذ افتتاح معرض «صيف وألوان» قبل أيام، بالتزامن مع حلول فصل الصيف، الذي تنطلق فيه مخيلة مجموعة من كبار الفنانين وريشاتهم الإبداعية، فترسم انطباعات عن موسم معبّق بالألوان وقصص الصيف الجميلة.

تحت عنوان «صيف وألوان»، يستضيف حاليا «غاليري ديمي» بالقاهرة معرضاً جماعياً لنخبة من الفنانين التشكيليين، ويضم مجموعة مختارة من أعمال 11 من كبار الفنانين في مصر، هم: أسماء خوري، والحسيني علي، وجمال مليكة، وجورج بهجوري، وهشام عبدالمعطي، وهند الفلافلي، وهاني رزق، وميريام حتحوت، ومحسن شعلان، ومحمد دمراوي، وياسر جعيصة.

Ad

وقد يتبادر إلى ذهن المتلقي أن المعرض يتناول موضوعاً محددا تحلق في فلكه كل لوحات الفنانين المشاركين في العرض، لكن الحقيقة أن بعداً فلسفياً أكثر اتساعاً من فكرة الصيف كموسم للبهجة والألوان، جمع كل هؤلاء الفنانين، فقد تنوعت الأعمال في مضامينها ورؤاها ونقطة انطلاقها، لكنها تجمعت في عين المتلقي ووجدانه لترسخ حزمة معانٍ شعورية لا يقدر على صياغتها سوى شاعر أو فنان تشكيلي.

وتنوعت اللوحات ودارت تفاصيلها ورسائلها الضمنية في فضاءات عدة، فهناك من عبر عن الصيف بوجه امرأة مشرق ومفعم بالحياة، كما في عمل يحمل توقيع الفنان جورج بهجوري، وهناك من وجد طريقاً ممهدة للتعبير عن عنوان المعرض في المصايف الساحلية، مثلما الحال في لوحة للفنانة ميريام حتحوت، تضم مجموعة من النساء والرجال بملابس البحر، ومن حولهم تتوزع الشماسي الملونة، بينما سطح اللوحة مكتسٍ بالأزرق، لون السماء والبحر.

أما الفنان علي الحسيني فذهبت لوحته إلى عالم الحياة الشعبية، فجسد الصيف بلون يغلب عليه البرتقالي بدرجاته، وشيد عالمه الخاص في بنايات ذات طابع تراثي أقرب لتلك الموجودة في بلاد النوبة (أقصى جنوب مصر) يتناثر فوقها الحمام، وتتوزع فيها نسوة بملامح مصرية فرعونية وملابس مزركشة بألوان تشبه الحياة، في حين اختار الفنان ياسر جعيصة التركيز على بناية عتيقة في وسط القاهرة، وأضاء زاوية واحدة في واجهتها، وكأن نور الصباح يشرق عليها، بينما يتلاشى الضوء ومعه تخفت التفاصيل تدريجياً في اتجاه الخروج من اللوحة، لتبقى شمس الصيف بطلاً يعلن عن حضوره المرتقب.

وعلى خلاف المتوقع، غادر الفنان محسن شعلانة باليتة الألوان، وصاغ علماً مميزاً بلون واحد هو الأسود على سطح اللوحة الأبيض، حاملاً وجه امرأة جميلة، عبرت عن كل الألوان بـ«الأسود» فقط، وفي أسفل اللوحة كتب عبارة بخط اليد: «في العودة إلى القاهرة، 2009 صباحاً»، وهي العبارة التي ربما تشير إلى إبداعه تلك اللوحة في طريق عودته من رحلة سفر إلى القاهرة.

ويقول مدير الغاليري، الفنان محمد دمراوي، إن المعرض يضم باقة من أعمال كوكبة من الفنانين التشكيليين، ويعد فرصة للجمهور لمشاهدة تنوع في التجارب والأعمال الإبداعية، كأنها بانوراما فنية تزخر باختلاف الأساليب والتقنيات والمضامين والرؤى، كما أن العرض يضم عدداً من الأعمال التي تمثل حواراً بصرياً مدهشاً من حيث الموضوعات والأساليب والصيغ التشكيلية التي تجمع بين مختلف ألوان الفن ومدارسه، ومحملة بطاقة تعبيرية خلاقة.