7 قتلى سوريين في احتجاجات ضد تركيا على الحدود
أنقرة توقف المئات بعد اعتداءات ضد سوريين وتلمّح إلى «مؤامرة»
قُتل سبعة سوريين على الأقل في احتجاجات دامية مناهضة لتركيا في شمال سورية، اندلعت أمس، بعد أعمال عنف شملت مصالح سوريين في تركيا، وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان بدء مفاوضات بين دمشق وأنقرة حول تحسين العلاقات بينهما تستضيفها بغداد.
وساد هدوء حذر، أمس، بعد تظاهرات على طول الشريط الحدودي الخاضع لسيطرة تركيا وفصائل موالية لها، عبّر خلالها المئات عن غضبهم غداة أعمال عنف اندلعت إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة من جنسيته، واستهدفت أعمالاً تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القتلى السبعة قضوا في تبادل إطلاق نار مع حرس نقاط تركية، مضيفاً أن أنقرة أغلقت أربعة معابر حدودية في شمال سورية بعد هذه الأحداث.
وشهدت الاحتجاجات «أعمال عنف وإطلاق رصاص واعتداءات» في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل متحالفة معها في شمال سورية، وفق المرصد، إضافة إلى «اعتداءات على العربات التركية وقطع طرقات»، وشملت التظاهرات مناطق في إدلب المجاورة تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل متحالفة معها.
ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في بلاده، وقال: «بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع والمنازل هو أمر غير مقبول»، مؤكداً وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
وأعلنت السلطات التركية توقيف نحو 500 شخص بعد «الأعمال الاستفزازية» التي نُفذت ضد سوريين في تركيا.
وفي تلميح إلى إمكانية وجود مؤامرة أو يد خفية وراء الأحداث، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر اليوم، إن «محاولات الإخلال بالنظام العام من البعض سيتم إفشالها بفضل جهود مؤسسات الدولة»، في إشارة إلى أحداث الشغب ضد السوريين الذين تستضيف تركيا نحو 302 ألف منهم كلاجئين.
وأكد غولر، في اجتماع مع قادة القوات المسلحة التركية، «مراقبة التطورات السلبية والتوترات المتزايدة عن كثب، والتي تمت محاولة خلقها مؤخراً فيما يتعلق باللاجئين السوريين».
واتهمت دمشق وأنقرة المعارضة التركية بالتحريض ضد السوريين في محاولة لإثارة المتاعب للحكومة مع دخول الموسم السياحي. ونشرت قناة العربية ووسائل إعلام أخرى اليوم، فيديو لمواطن تركي يهدد بسكين سياحاً خليجيين لمجرد تكلمهم باللغة العربية، وبعد تداول الفيديو بشكل واسع ألقت الشرطة التركية القبض عليه وأحالته إلى التحقيق.
وتحدث البعض عن رابط محتمل بين الأحداث ومحاولة المصالحة بين الأسد وأردوغان، الذي قال قبل أيام، إنه مستعد للقاء الرئيس السوري حتى لو على صعيد «عائلي». وتعارض الفصائل السورية المعارضة أي مصالحة بين تركيا وسورية، لكن الكثير منها بات مرتبطاً بالأجندة التركية.