مناظرة بايدن وترامب بين الحرب والمعركة
تزامناً مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تابعنا المناظرة التاريخية قبل عده أيام بين مرشحي الرئاسة، الرئيس الحالي جو بايدن الذي ساندته زوجته بحضورها، والرئيس السابق دونالد ترامب الذي تغيبت زوجته عن الظهور الإعلامي.
وخلافاً لمناظرات سابقة، شهد الحدث تبادل اتهامات دون الإشارة إلى إنجاز أو حتى وعود وتطمينات للناخب، واحتدم الحوار حول مواضيع شتى كالإجهاض والمهاجرين والاقتصاد والتأمين الصحي وأوكرانيا وغزة.
وهنا أتساءل: ما سبب الجمود الذي انتاب الانتخابات؟ وكيف أوصل النظام الانتخابي مرشحين أحدهما في الثمانينيات من العمر تراجعت قدراته الجسدية وآخر في نهاية السبعينيات متهم وملاحق قضائيا وإن كان قد حصل على الحصانة الجزئية مؤخراً.
ترامب أطلق أوصافاً منتقداً فيها كل السبل التي انتهجها بايدن، ولم تسلم الديموقراطية من انتقاداته حتى وصفها بأنها قد انحدرت إلى ما يشبه ديموقراطية العالم النامي، ومن يدري لعل إصلاح النظم الانتخابية ينطلق من الدول الصناعية الكبرى ليضفي المزيد من الاتزان على مخرجات الانتخابات، خصوصا مع تقدم الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات الأوروبية.
وعودة إلى بايدن، فقد كان بإمكان فريقه التحضير لمناظرته بشكل أفضل وإدراج معلومات حيوية ينتظرها الناخب الأميركي، وبالمناسبة فهي من المرات النادرة التي يتطلع الناخب فيها إلى قدرة الرئيس على التعبير عن أفكاره.
البعض أشار إلى: ماذا لو تم استبدال بايدن بشخصية أخرى من الحزب الديموقراطي، وعالمنا العربي الحائر في قضاياه يتساءل عن عرب ميتشيغان وضعفهم في التأثير على متخذي القرار رغم كثرتهم العددية، بعد محاولات البيت الأبيض بناء الجسور مع المسلمين وسط امتعاضهم من المواقف تجاه جرح غزة الغائر الذي يزداد نزفا وعمقا؟
وفي نهاية المطاف: هل ستتسبب خسارة معركة المناظرة بخسارة حرب الانتخابات؟ لننتظر ونر.
كلمة أخيرة:
انتشرت مؤخراً ظاهرة لجوء بعض الشخصيات من ذوي المهن المهمة إلى العمل كفاشينستا، أي السعي إلى تقاضي الأموال مقابل الإعلان عن مساحيق للوجه أو ملابس أو عيادات تجميل... فهل للنقابات دور في وضع حد لهذا الأمر؟
مهنة المحاماة مهمة جداً ومهنة الطب أيضاً وغيرها من المهن الحيوية، لذا الواجب حماية المنتسبين إلى تلك المهن من الانزلاق إلى الترويج للكسب المادي.