الجيش الإسرائيلي يتخوف من «حرب أبدية» في غزة
نتنياهو: نقترب من القضاء على «جيش حماس»
• بعد إندونيسيا... ماليزيا مستعدة لإرسال قوات للقطاع
يؤيد كبار قادة هيئة الأركان العسكرية الإسرائيلية بدء وقف حرب غزة حتى لو أدى ذلك إلى بقاء «حماس» بالسلطة الوقت الراهن رغم معارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أكد اقتراب القضاء على «جيش الحركة»، في حين قصفت قوات إسرائيلية عدة مناطق في خان يونس ورفح بجنوب القطاع الفلسطيني وسط موجة نزوح جديدة.
مع بروز الانقسام داخل الدولة العبرية بشأن مسارات ومستقبل إدارة الصراع الذي اشتعل عقب هجوم السابع من أكتوبر الماضي، كشفت «نيويورك تايمز» أن كبار قادة الأركان بالجيش الإسرائيلي يريدون بدء وقف إطلاق النار في غزة؛ حتى لو أدى ذلك لبقاء «حماس» في السلطة.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين، أمس، تأكيدهم أن «الهدنة ستكون أفضل طريقة لاستعادة المحتجزين الذين يقدر عددهم بـ120».
ولفت المسؤولون إلى أن جنرالات الدولة العبرية يعتقدون بأن قواتهم تحتاج وقتاً للتعافي في حال تقرر خوض حرب برية ضد «حزب الله» اللبناني، كما يظنون أنه يمكن للهدنة مع «حماس» أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع الحزب المتحالف مع إيران.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله، إن الجيش يدعم بالكامل صفقة التبادل ووقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر مايو الماضي، وذكر أن مسؤولي الجيش يعتقدون بإمكان العودة والاشتباك مع «حماس» لاحقاً.
وأوضحت «نيويورك تايمز» نقلاً عن المسؤولين أن الجيش يخشى من حرب وصفها بـ«الأبدية تتآكل فيها طاقاته وذخائره تدريجياً».
وقال المسؤولون، إن «إبقاء حماس في السلطة حالياً لاستعادة المحتجزين يبدو وكأنه الخيار الأقل سوءاً لإسرائيل».
«جيش حماس»
وخلافاً للإشارات التي تصدر عن المستوى العسكري بالرغبة في سلوك مسارات تفاوضية لتحرير المحتجزين وإعادة ترتيب الأوراق بعد مضي 9 أشهر من الحرب والقتال الشاق بالقطاع المنكوب، صرح رئيس الائتلاف اليميني المتشدد بنيامين نتنياهو، بأن الجيش يتقدم إلى «نهاية مرحلة القضاء» على ما وصفه بـ«جيش حماس» في غزة.
وأضاف نتنياهو متحدثاً أمام مجموعة من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والدوليين الذين يدرسون في كلية الأمن القومي: «لقد عدت اليوم من جولة في فرقة غزة، وشاهدت هناك إنجازات عظيمة جداً للقتال الذي يجري في رفح. إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس».
وتابع: «سنواصل ضرب فلول حماس»، مشيراً إلى أنه سيتم تحقيق أهداف الحرب من إعادة المختطفين، والقضاء على القدرات العسكرية والحكومية للحركة الإسلامية، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً، بل وأكثر من ذلك إعادة سكاننا في الجنوب وفي الشمال إلى منازلهم سالمين» في إشارة إلى عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تركوا منازلهم بالمناطق المتاخمة لجنوب لبنان وغلاف غزة.
وأتى حديث نتنياهو الذي يتمسك بعدم إنهاء الحرب في وقت رجحت تقديرات عبرية انحسار خيارته المستقبلية للتعامل مع غزة بـ«فرض حكم عسكري»، رغم معارضة وزير الدفاع يوآف غالانت للخطوة الباهظة من جهة التكلفة البشرية على أفراد الجيش والمالية على ميزانية الدولة العبرية، أو «عودة حماس».
بقاء وإمدادات
وغداة تأكيد هيئة البث الرسمية أن القيادة السياسية في تل أبيب أعطت ضوءاً أخضر للقيادة العسكرية لإنهاء المرحلة الحالية من حرب غزة والانتقال تدريجياً خلال الشهر الجاري للمرحلة الثالثة من العمليات المركزة والخاطفة بالقطاع، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في محور «فيلادلفيا» بالمنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية، كذلك في «ممر نتساريم» الذي يفصل المناطق الشمالية عن الجنوبية بالقطاع.
كما أعلنت سلطات الاحتلال أنه تم مد خط كهرباء من إسرائيل إلى منطقة دير البلح في غزة بهدف تشغيل منشأتي تحلية المياه والصرف الصحي، بمصادقة وزير الدفاع.
وبرر الجيش الخطوة التي تعارضها الأوساط اليمينية المتشددة بأن «أنظار العالم، وبالتأكيد أنظار الولايات المتحدة، متوجهة إلى مسألة كيف سنعنى بالقضية الإنسانية والمدنية تمهيداً للعملية العسكرية في رفح. وهدف ربط الكهرباء هو تشغيل منشأة تحلية المياه الذي سيزود مياه الشرب للمنطقة التي يسكنها حالياً معظم سكان القطاع. وهذه المياه للحفاظ على النظافة العامة ومنع انتشار أمراض، تشكل خطراً على جنودنا وكذلك على مخطوفينا».
وجاء ذلك في وقت لاتزال مسألة إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من غزة بينهم مدير مستشفى الشفاء د. محمد أبوسلمية، تثير سجالاً في إسرائيل، إذ اتهم وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، رئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار، بإطلاق سراح أبو سلمية، وادعى أن رئيس الجهاز الأمني العام «هددني وفعل ذلك عمداً».
وزعم بن غفير أن هناك خروقاً في إسرائيل وأن هناك «دولة داخل دولة وهذه هي الطريقة التي يعمل بها جهاز الأمن ورونين بار».
معارك وإخلاء
ميدانياً، أقرّ الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة 11 آخرين في هجوم على محور «نتساريم» وسط غزة، فيما قدّرت وكالة «أونروا» أن الأمر الجديد الذي أصدرته سلطات الاحتلال بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح يطال نحو ربع مليون شخص.
وقصفت القوات الإسرائيلية مناطق عديدة في خان يونس جنوب القطاع ما دفع الآلاف للفرار من منازلهم فيما قد يكون جزءاً من الفصل الأخير من العمليات العسكرية المكثفة خلال الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن.
وقال مسعفون إن 17 فلسطينياً قتلوا، أمس، عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعاً في حي الزيتون المكتظ بشمال غزة. وفي الضفة الغربية، أصيب إسرائيلي قرب مستوطنة «هار براخا» جنوبي نابلس، بطلق ناري من قناص.
وفي مدينة طوباس، دارت اشتباكات بين مسلحين والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت منطقة الجديدة في المدينة، غداة مقتل جندي وإصابة ضابط بجراح خطيرة في تفجير عبوة خلال اقتحام مخيم نور شمس.
عرض ماليزي
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سلام لضمان وقف إطلاق النار بغزة بالتعاون مع إندونيسيا، التي أعلنت في وقت سابق استعدادها للخطوة، إذا طلبت الأمم المتحدة ذلك.
وأمس ، أكدت واشنطن التي تبحث عن حل دبلوماسي بمشاركة إقليمية ودولية لاحتواء تداعيات الأزمة، أنها لن تسمح بـ«إعادة احتلال إسرائيل للقطاع أو عودة حماس لحكمه أو انتشار الفوضى به».
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين، أمس، تأكيدهم أن «الهدنة ستكون أفضل طريقة لاستعادة المحتجزين الذين يقدر عددهم بـ120».
ولفت المسؤولون إلى أن جنرالات الدولة العبرية يعتقدون بأن قواتهم تحتاج وقتاً للتعافي في حال تقرر خوض حرب برية ضد «حزب الله» اللبناني، كما يظنون أنه يمكن للهدنة مع «حماس» أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع الحزب المتحالف مع إيران.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله، إن الجيش يدعم بالكامل صفقة التبادل ووقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر مايو الماضي، وذكر أن مسؤولي الجيش يعتقدون بإمكان العودة والاشتباك مع «حماس» لاحقاً.
وأوضحت «نيويورك تايمز» نقلاً عن المسؤولين أن الجيش يخشى من حرب وصفها بـ«الأبدية تتآكل فيها طاقاته وذخائره تدريجياً».
وقال المسؤولون، إن «إبقاء حماس في السلطة حالياً لاستعادة المحتجزين يبدو وكأنه الخيار الأقل سوءاً لإسرائيل».
«جيش حماس»
وخلافاً للإشارات التي تصدر عن المستوى العسكري بالرغبة في سلوك مسارات تفاوضية لتحرير المحتجزين وإعادة ترتيب الأوراق بعد مضي 9 أشهر من الحرب والقتال الشاق بالقطاع المنكوب، صرح رئيس الائتلاف اليميني المتشدد بنيامين نتنياهو، بأن الجيش يتقدم إلى «نهاية مرحلة القضاء» على ما وصفه بـ«جيش حماس» في غزة.
وأضاف نتنياهو متحدثاً أمام مجموعة من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين والدوليين الذين يدرسون في كلية الأمن القومي: «لقد عدت اليوم من جولة في فرقة غزة، وشاهدت هناك إنجازات عظيمة جداً للقتال الذي يجري في رفح. إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس».
وتابع: «سنواصل ضرب فلول حماس»، مشيراً إلى أنه سيتم تحقيق أهداف الحرب من إعادة المختطفين، والقضاء على القدرات العسكرية والحكومية للحركة الإسلامية، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً، بل وأكثر من ذلك إعادة سكاننا في الجنوب وفي الشمال إلى منازلهم سالمين» في إشارة إلى عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تركوا منازلهم بالمناطق المتاخمة لجنوب لبنان وغلاف غزة.
وأتى حديث نتنياهو الذي يتمسك بعدم إنهاء الحرب في وقت رجحت تقديرات عبرية انحسار خيارته المستقبلية للتعامل مع غزة بـ«فرض حكم عسكري»، رغم معارضة وزير الدفاع يوآف غالانت للخطوة الباهظة من جهة التكلفة البشرية على أفراد الجيش والمالية على ميزانية الدولة العبرية، أو «عودة حماس».
بقاء وإمدادات
وغداة تأكيد هيئة البث الرسمية أن القيادة السياسية في تل أبيب أعطت ضوءاً أخضر للقيادة العسكرية لإنهاء المرحلة الحالية من حرب غزة والانتقال تدريجياً خلال الشهر الجاري للمرحلة الثالثة من العمليات المركزة والخاطفة بالقطاع، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في محور «فيلادلفيا» بالمنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية، كذلك في «ممر نتساريم» الذي يفصل المناطق الشمالية عن الجنوبية بالقطاع.
كما أعلنت سلطات الاحتلال أنه تم مد خط كهرباء من إسرائيل إلى منطقة دير البلح في غزة بهدف تشغيل منشأتي تحلية المياه والصرف الصحي، بمصادقة وزير الدفاع.
وبرر الجيش الخطوة التي تعارضها الأوساط اليمينية المتشددة بأن «أنظار العالم، وبالتأكيد أنظار الولايات المتحدة، متوجهة إلى مسألة كيف سنعنى بالقضية الإنسانية والمدنية تمهيداً للعملية العسكرية في رفح. وهدف ربط الكهرباء هو تشغيل منشأة تحلية المياه الذي سيزود مياه الشرب للمنطقة التي يسكنها حالياً معظم سكان القطاع. وهذه المياه للحفاظ على النظافة العامة ومنع انتشار أمراض، تشكل خطراً على جنودنا وكذلك على مخطوفينا».
وجاء ذلك في وقت لاتزال مسألة إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من غزة بينهم مدير مستشفى الشفاء د. محمد أبوسلمية، تثير سجالاً في إسرائيل، إذ اتهم وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، رئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار، بإطلاق سراح أبو سلمية، وادعى أن رئيس الجهاز الأمني العام «هددني وفعل ذلك عمداً».
وزعم بن غفير أن هناك خروقاً في إسرائيل وأن هناك «دولة داخل دولة وهذه هي الطريقة التي يعمل بها جهاز الأمن ورونين بار».
معارك وإخلاء
ميدانياً، أقرّ الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة 11 آخرين في هجوم على محور «نتساريم» وسط غزة، فيما قدّرت وكالة «أونروا» أن الأمر الجديد الذي أصدرته سلطات الاحتلال بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح يطال نحو ربع مليون شخص.
وقصفت القوات الإسرائيلية مناطق عديدة في خان يونس جنوب القطاع ما دفع الآلاف للفرار من منازلهم فيما قد يكون جزءاً من الفصل الأخير من العمليات العسكرية المكثفة خلال الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن.
وقال مسعفون إن 17 فلسطينياً قتلوا، أمس، عندما قصفت دبابة إسرائيلية شارعاً في حي الزيتون المكتظ بشمال غزة. وفي الضفة الغربية، أصيب إسرائيلي قرب مستوطنة «هار براخا» جنوبي نابلس، بطلق ناري من قناص.
وفي مدينة طوباس، دارت اشتباكات بين مسلحين والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت منطقة الجديدة في المدينة، غداة مقتل جندي وإصابة ضابط بجراح خطيرة في تفجير عبوة خلال اقتحام مخيم نور شمس.
عرض ماليزي
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سلام لضمان وقف إطلاق النار بغزة بالتعاون مع إندونيسيا، التي أعلنت في وقت سابق استعدادها للخطوة، إذا طلبت الأمم المتحدة ذلك.
وأمس ، أكدت واشنطن التي تبحث عن حل دبلوماسي بمشاركة إقليمية ودولية لاحتواء تداعيات الأزمة، أنها لن تسمح بـ«إعادة احتلال إسرائيل للقطاع أو عودة حماس لحكمه أو انتشار الفوضى به».