الشيخ عثمان الخميس تساءل عن حقيقة عالم الكيمياء العربي جابر بن حيان... وأنكر وجوده بالطبع. هذا أثار دهشة الكثيرين، وحفيظة الأكثر ممن هم مولعون، وفي الواقع مخدوعون، بالتراث.

ليس جابر بن حيان فقط مَن يفتقد وجوده للدلائل والبراهين... بل التأريخ العربي، وكل ما كتب في العصر العباسي يفتقد الدقة والحقيقة وبالطبع البراهين. في الواقع ليس التاريخ العباسي، ولكن كل التاريخ الديني «الغربي»، وبالذات التاريخ الذي يؤمن به الشيخ الخميس نفسه يفتقد الأدلة والبراهين، خصوصاً تاريخ بني إسرائيل أو كل ما أوردته التوراة بخصوص ذلك، بل إن الحفريات الأركيولوجية والجيولوجية نفت وجود شخصيات التوراة أو حتى مدنها وحوادثها العظيمة.

Ad

بعد احتلال الإسرائيليين صحراء سيناء في عام 1967 انتهزوا الفرصة مباشرة، وقاموا بتشكيل لجنة ترأسها عالم آثار، وهو في نفس الوقت «رابي»، أي إمام أو قس، وبعد سنتين من البحث أعلن رئيس اللجنة أنهم نخلوا تراب سيناء نخلاً، ولم يجدوا أثراً فيه يدل على أن اليهود تاهوا في سيناء أربعين سنة، كما ورد في التوراة.

ليس هناك أي دلائل تاريخية أو أركيولوجية تؤكد وجود الشخصيات الدينية التي زخر بها التراث العربي. جابر بن حيان ليس إلا مثالاً بسيطاً يؤكد ذلك. لا نقوش ولا حفريات ولا حتى مخطوطات، لكننا هنا لسنا في مناقشة ذلك، فهذا أمر معروف طرحه العالم الغربي منذ أن اكتشفت البعثات التنقيبية الفرنسية أنه لا وجود لموسى أو اليهود أو فرعون في الآثار والمخلفات التاريخية المصرية، لهذا ظهرت نظريات تدعي أن وقائع التوراة حدثت في اليمن وليس في مصر وفلسطين.

ما يعنينا هنا هو أن السيد الخميس، وبقية المتحدثين بالدين مثله «أحرار»، ينتقدون ويشككون في مَن يحبون ومَن لا يحبون. يمدحون ويذمون وحتى يدعون على الآخرين بالتعذيب والتنكيل. في ذات الوقت تراثهم هم ومعتقداتهم هم مصونة ومثبتة. من الذات الإلهية إلى الجنة والنار والملائكة والرسل وزوجات النبي، وانتهاء بكل الصحابة، وأخيراً أهل البيت (على ذكر أهل البيت... شلون انسجن وليد الطبطبائي؟؟!)، وذلك بموجب قانون المرئي والمسموع الذي وافق عليه مجلس من أفضل مجالس الأمة عام 2007 بالإجماع... يعني ولا واحد من حماة الدستور اعترض.