إسرائيل تغتال قيادياً عسكرياً في «حزب الله»

لقاء متوقع بين نتنياهو وبايدن... وغالانت يلوّح بنقل الدبابات من رفح إلى الليطاني

نشر في 03-07-2024 | 15:17
آخر تحديث 03-07-2024 | 20:39
تتجه الجبهة في جنوب لبنان إلى تصعيد محتمل، بعد أن اغتالت إسرائيل قيادياً عسكرياً بارزاً في «حزب الله». وجاء ذلك فيما أعلنت واشنطن أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض في وقت لاحق خلال الشهر الجاري، حيث من المقرر أن يلقي الأخير خطاباً أمام «الكونغرس».

فيما كان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يُجري، اليوم، محادثات حول التهدئة في جنوب لبنان مع مسؤولين في باريس، خصوصاً مع المبعوث الفرنسي للبنان جان إيف لودريان، استهدفت غارة، شنّتها مسيّرة إسرائيلية، سيارة بمنطقة الحوش بمدينة صور الساحلية جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتل القيادي العسكري في «حزب الله»، أبونعمة ناصر، (قائد وحدة عزيز)، في حادث سيتسبب على الأرجح في تصعيد على جبهة الجنوب قد يفاقم المخاطر، المرتفعة أصلاً، باندلاع نزاع واسع على الحدود اللبنانية الجنوبية.

وكانت وتيرة المواجهات الميدانية بين الحزب والجيش الإسرائيلي قد انحسرت نسبياً في الأيام القليلة الماضية، لكن التوقعات تشير إلى أن عملية الاغتيال والرد المرتقب عليها ستيعد التوتر إلى مستوياته العالية.

وتتوالى الإشارات المتضاربة بشأن المسار الذي تتجه له الأوضاع في الجنوب، فقد حذرت دول عدة منها على المستوى العربي الكويت والسعودية والأردن رعاياها من السفر إلى لبنان، وحثت الموجودين هناك على المغادرة، لكن في المقابل، تتحدث أوساط مقربة من حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وأخرى مؤيدة للحزب عن حرب نفسية تشنّها إسرائيل ومحاولات للتهويل.

وتسعى الولايات المتحدة إلى منع حرب واسعة قد تجد نفسها مضطرة إلى الانزلاق عليها عبر اقتراحات دبلوماسية تلبّي المطالب الأساسية لإسرائيل، وهي وقف إطلاق النار وضرورة تراجع الحزب عن خط الحدود ورسم معادلة ردع تمنعه من تنفيذ هجوم مشابه لهجوم «حماس» الذي أطلق حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي وتسمح للدولة العبرية بإعادة الآلاف من سكان الشمال إلى منازلهم قبل موسم عودة المدارس في سبتمبر المقبل.

بدورها، تقول إيران التي تعتبر «حزب الله» أحد أقوى أوراقها الإقليمية إنها تريد تجنّب حرب شاملة قد تحرق المنطقة، لكنها ترفض أي وقف لإطلاق النار بجنوب لبنان قبل وقفه في غزة وتتوعد بردّ قوي ومن «جهات عدة» في حال قررت إسرائيل تنفيذ تهديداتها بشنّ عملية برية لإبعاد الحزب عن الحدود.

مقتل إسرائيلي بعملية طعن داخل الخط الأخضر... ولجنة تصادق على آلاف المستوطنات بالضفة

وقال وزير الخارجية الإيراني المؤقت،علي باقري كني، اليوم إن «لبنان سيكون بالتأكيد جحيماً بلا عودة للصهاينة» في حال اندلاع الحرب. وكان نائب الأمين العام للحزب اللبناني نعيم قاسم قال، أمس، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن السبيل الوحيد لوقف الحرب هو وقف إطلاق النار بالقطاع الفلسطيني. وفي حين نبّه قاسم إلى أنه «إذا شنّت إسرائيل الحرب أو حتى عملية محدودة بجنوب لبنان، فهذا يعني أنها لا تتحكم بمداها أو بمن يدخل فيها»، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تأكيده على تفضيل الحل الدبلوماسي بالشمال، لكن «إذا فُرض علينا الواقع شيئاً آخر فسنعرف كيف نقاتل. والدبابة التي تخرج من رفح قادرة على الوصول إلى الليطاني».

لقاء الحليفين الخصمين

ووسط تباين حاد بين الحليفين بشأن عدة ملفات ساخنة، في مقدمتها حرب غزة وجبهة لبنان، أفاد مسؤول في «البيت الأبيض» بأنه من المتوقع أن يلتقي الرئيس الديموقراطي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة الأخير المقررة للولايات المتحدة في 24 الجاري.

وأتى إعلان البيت الأبيض في ظل دعوات متزايدة لإلغاء خطاب نتنياهو المقرر أمام «الكونغرس» الأميركي، خاصة من أعضاء الحزب الديموقراطي.

كما اتهم 12 مسؤولاً حكومياً أميركياً سابقاً، استقالوا احتجاجاً على الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد غزة منذ 9 أشهر، إدارة بايدن بـ «التواطؤ الذي لا يمكن إنكاره» في قتل الفلسطينيين بالقطاع، محذّرين من أن هذه السياسات تهدد الأمن القومي الأميركي، وتتعارض مع القيم الإنسانية والدولية. ودعا المسؤولون في بيان مشترك، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، إلى «اتخاذ إجراءات فورية» للتصحيح واستخدام جميع الوسائل المتاحة لإنهاء الصراع والكارثة الإنسانية المتصاعدة في القطاع المنكوب الذي يعاني شبح مجاعة.

في هذه الأثناء، قصف الجيش الإسرائيلي، اليوم، مناطق متفرقة من غزة في مقدمتها حي الشجاعية ورفح، مما تسبب في ارتفاع عدد الضحايا بالقطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر إلى «37 ألفاً و953 شهيداً، و87 ألفاً و266 إصابة».

طعن واستيطان

في غضون ذلك، أسفرت عملية طعن نفذها شاب من عرب إسرائيل عن مصرع جندي إسرائيلي وإصابة 2 بجراح وصفت بالخطيرة، بعد اقتحامه مركزاً تجارياً في كرمئيل بمنطقة الجليل، داخل ما يعرف بـ «الخط الأخضر».

وفي حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل منفذ الهجوم الذي وصل إلى المجمع التجاري سيراً على الأقدام، ورجحت أن تكون دوافعه «إرهابية»، ​​​​​​​نقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن شقيقته التي تعمل بمركز التسوق أنها «أخبرته عبر الهاتف بأن هناك مَن يتحرّش بي، وهذا ليس هجوماً بدوافع قومية».

وأتى الحادث داخل المناطق العربية في الدولة العبرية، بالتزامن مع مقتل 4 شبان فلسطينيين في هجوم قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدفهم، بطائرة مسيّرة، خلال زرعهم قنبلة في مخيم نور شمس بطولكرم بالضفة الغربية المحتلة. كما قتل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية خلال مصادمات في جنين.

من جانب آخر، هاجم مستوطنون يهود في الضفة الغربية قوات إسرائيلية وصلت إلى موقع مستوطنة تسور هارئيل العشوائية لتفكيكها، فيما صادقت لجنة التخطيط العليا في الحكومة الإسرائيلية على بناء 5300 وحدة استيطانية بالمنطقة المحتلة، إضافة إلى تسويق 500 وحدة استيطانية.

back to top