أكملت تركيا عقد المنتخبات المتأهلة للدور ربع النهائي بفوزها على النمسا 2-1 الثلاثاء في لايبزيغ ضمن ثمن نهائي كأس أوروبا 2024 لكرة القدم.

وسجل مدافع الأهلي السعودي مريح ديميرال هدفي تركيا (1 و59)، وردت النمسا بهدف ميكايل غريغوريتش (66).

Ad

وضربت تركيا موعداً مع هولندا في ربع النهائي السبت في برلين.

وثأرت تركيا لخسارتها الثقيلة أمام النمسا 1-6 في مباراة ودية في مارس الماضي.

وخاضت تركيا المباراة من دون قائدها المؤثر هاكان تشالهان أوغلو الموقوف لحصوله على بطاقتين صفراوين في دور المجموعات فحل بدلاً منه كان ايهان، في حين لعب جناح ريال مدريد الإسباني الشاب أردا غولر في مركز رأس الحربة.

في المقابل، عاد إلى صفوف النمسا قلب دفاعها كيفن دانسو بعد غيابه عن المباراتين الأخيرتين علماً بأنه خاض المباراة الأولى ضد فرنسا وتسبب ارتطامه بكيليان مبابي بكسر أنف الأخير.

وقاد المخضرم ماركو ارناوتوفيتش خط المقدمة بمساعدة من مارسيل سابيتسر وكريستوف باومغارتنر.

هدف مباغت

ولم تمض دقيقة على بداية المباراة حتى تمكنت تركيا من افتتاح التسجيل عندما رفع غولر ركلة ركنية فشل الدفاع النمساوي في تشتيتها فتهيأت أمام ديميرال مدافع الأهلي السعودي فتابعها من مسافة قريبة في سقف الشباك.

وكادت النمسا تدرك التعادل مباشرة عندما سدد باومغارتنر كرة قوية من مشارف المنطقة مرت بمحاذاة القائم.

وعزز مدرب النمسا الألماني رالف رانجنيك الجبهة الهجومية مطلع الشوط الثاني من خلال إشراك ميكايل غريغوريتش صاحب ثلاثية في مرمى تركيا قبل أربعة أشهر.

وضغط المنتخب النمساوي في مطلع الشوط الثاني، وكاد يدرك التعادل عندما انفرد ارناوتوفيتش بالحارس التركي الذي تصدى لمحاولته ببراعة.

لكن تركيا نجحت في إضافة الهدف الثاني عبر ديميرال أيضاً الذي ارتقى فوق الجميع ليسدد كرة رأسية داخل الشباك من ركلة ركنية رفعها غولر (59).

وللمفارقة سجل ديميرال هدفين في أول 47 مباراة دولية له، قبل أن يسجل العدد ذاته في مباراته الـ 48.

ونجح غريغوريتش في تقليص الفارق عندما وصلته الكرة على القائم البعيد اثر كرة رأسية لشتيفان بوش من ركلة ركنية فسددها في سقف الشبكة (66).

وأطبق المنتخب النمسوي على منافسه وكاد باومغارتنر يدرك التعادل لكنه سدد رأسية فوق العارضة (83).

وتصدى حارس تركيا ميرت غونوك ببراعة لكرة رأسية لباومغارنتر في الثواني الأخيرة ليتحاشى فريقه خوض الوقت الإضافي.

مونتيلا: فوز ثأري بنكهة خاصة

المدرب فينتشنتسو مونتيلا
رأى المدرب الإيطالي فينتشنتسو مونتيلا «قلب تركيا هذا المساء وهو ما أحبه في هذا البلد»، بعد الفوز على النمسا 2-1، أمس الثلاثاء، والتأهل للدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2024 المقامة بألمانيا.

وقال مونتيلا إنه «فخور جداً بالحالة الذهنية التي أظهرناها على أرض الملعب، بعيداً عن الخطط التكتيكية. أنا سعيد من أجل الفريق، من أجل المجموعة التي أنشأناها، الجميع قدموا شيئاً إضافياً، الفريق كانت لديه روح اليوم».

واعتبر أن الانتصار على النمسا حمل نكهة خاصة، لأنه كان ثأرياً بعد الهزيمة الودية القاسية التي تعرض لها فريقه أمام المنافس ذاته 1-6 في مارس.

وقال مونتيلا بعد التأهل: «تم انتقادنا بشدة بسبب نتائجنا في المباريات الودية. لم تكن الأمور على ما يرام والأسوأ كان ضد النمسا» حين خسر فريقه 1-6 في 26 مارس الماضي على ملعب إرنست هابيل في فيينا.

واعتبر تلك الهزيمة المذلة «وصمة عار فظيعة في مسيرتي. كنت بانتظار هذا الفريق (النمسا) لإبعاد هذا (الثقل) عن ظهري»، مضيفاً: «نحن المدربين، مثل اللاعبين، نحب التنافس ولدي غريزة تنافسية كبيرة بداخلي لعكس هذه النتيجة».

وتابع مهاجم روما السابق: «كي نكون دقيقين، لم يكن هذا انتقاماً لكني أضع الأمور في نصابها لأني لم أخسر أبداً بهذه النتيجة في مسيرتي التدريبية» التي بدأت أوائل 2011 كمدرب مؤقت لفريقه السابق روما قبل الانتقال للإشراف على كاتانيا، فيورنتينا، سمبدوريا، ميلان، إشبيلية الإسباني، فيورنتينا مجدداً، وأخيراً أضنة دميرسبور التركي، الذي دربه من 2021 حتى 2023، قبل استلام مهمة الإشراف على تركيا في 21 سبتمبر الماضي.

رانجنيك: هزيمة مؤسفة

المدرب رالف رانجنيك
أعرب الألماني رالف رانجنيك، المدير الفني لمنتخب النمسا، عن شعوره بالأسف لخروج فريقه من دور الـ16 لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، المقامة حالياً في ألمانيا.

وقال رانجنيك، عقب المباراة، «لقد تعرضنا لهزيمة مؤسفة جداً. أتيحت لنا العديد من فرص التسجيل، كما حدث في المباراة الودية معهم في مارس الماضي، وسيطرنا بالكامل على الشوط الثاني».

وأضاف: «إنه شعور غريب أنه بات يتعين علينا العودة إلى المنزل الآن»، متابعاً: «لم يحالفنا الحظ بالشكل المطلوب. أعتقد أنه لو امتدت المباراة إلى وقت إضافي لأتيحت لنا فرصة الفوز، الأتراك كانوا مرهقين في النهاية، وكانت لنا أفضلية من الناحية البدنية».

وأردف: «الفريق حاول بشتى الطرق، وقد سجلنا، وأتيحت لنا الفرص، لكن الأمور تكون صعبة عندما تواجه جوردون بانكس في المرمى»، في إشارة إلى حارس إنكلترا الراحل الذي تصدى لمحاولة خطيرة، ليحرم الأسطورة بيليه من التسجيل للبرازيل بكأس العالم 1970، والتي وصفت فيما بعد بـ«إنقاذ القرن».

أيهان: كانت مباراة صعبة

اللاعب كان أيهان
أبدى المدافع التركي كان أيهان سعادته البالغة بصعود الفريق لدور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، بعد الفوز على النمسا 2-1.

وصرح أيهان لمحطة «ماجنتا» التلفزيونية: «لقد كانت مباراة صعبة. النمسا كانت أقوى منافس واجهناه في البطولة. لم نلعب أفضل ما لدينا، ولكننا تركنا قلوبنا على أرض الملعب وحققنا الانتصار في النهاية».

من جانب آخر، احتفلت قناة تي آر تي سبورت التركية بصعود منتخب بلادها لدور الثمانية في «أمم أوروبا»، بينما خرج الآلاف من منازلهم إلى الشوارع وهم يهتفون للفريق ويتوقعون ما هو أكثر، وكانوا يرددون «أولادنا قادمون. لقد وصلنا لدور الثمانية».

ديميرال يحطم رقماً قياسياً

اللاعب ميريح ديميرال
أحرز التركي ميريح ديميرال هدفاً بعد مرور 57 ثانية فقط، الثلاثاء، ليحطم الرقم القياسي لأسرع هدف في تاريخ الأدوار الإقصائية ببطولة أوروبا لكرة القدم.

واستفاد المدافع التركي من تعثر مدافعي النمسا مرتين في التعامل مع ركلة ركنية، ليسدد كرة قوية في سقف الشباك، ليفتتح النتيجة في مباراة دور الـ 16 المقامة بألمانيا.

وبات هذا الهدف هو الأسرع لتركيا بالبطولات الكبرى (كأس العالم أو اليورو) منذ أن سجل هاكان سوكور هدفاً في كوريا الجنوبية بعد مرور 11 ثانية من مباراة الفريقين في كأس العالم 2022.

ولم تشهد أول 16 نسخة من بطولة أمم أوروبا (1960- 2020)، فيما شهدت النسخة الحالية (يورو 2024) تسجيل هدفين في الثواني الأولى.

وأصبح منتخب تركيا أيضاً أول فريق في مراحل خروج المغلوب يعتمد على ثنائي مراهق في التشكيل الأساسي، هما كينان يلديز وأردا غولر منذ المجر أمام الدنمارك عام 1964.

ويضم منتخب تركيا فريقاً من اللاعبين صغار السن بمعدل أعمار 25 عاماً و254 يوماً في مرحلة الأدوار الإقصائية منذ اعتماد بلجيكا على تشكيلة بمعدل أعمار 24 عاماً و242 يوماً في مباراتها ضد ويلز ببطولة «يورو 2016».

من جانب آخر، فتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» تحقيقاً بحق المدافع التركي مريح ديميرال، بسبب «احتمالية سلوك غير لائق»، خلال مباراة الدور ربع النهائي لكأس أوروبا ضد النمسا «2-1»، حسبما أفاد اليوم الأربعاء.

ونشر ديميرال نفسه صورة له على موقع «إكس» يحتفل فيها بأحد هدفيه في مرمى النمسا، رافعاً يده في إشارة إلى «الذئاب الرمادية» الخاصة بمجموعة من اليمين المتطرف في تركيا.

وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إنه تم تعيين «محقق للبت في مسألتي الأخلاقيات والانضباط»، على أن يتبع ذلك مزيد من المعلومات حول هذا الأمر.

وردت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر على حركة ديميرال بمنشور على «إكس»، قائلة، إن «رمز المتطرفين اليمينيين الأتراك ليس له مكان في ملاعبنا»، مضيفة: «استخدام كرة القدم الأوروبية كمنصة للعنصرية أمر غير مقبول على الإطلاق. نحن ننتظر من الاتحاد الأوروبي التحقيق في القضية والنظر في العقوبات».

جونوك يعيد إلى الذاكرة التصدي الأعظم في تاريخ كرة القدم

جونوك حارس مرمى تركيا يتصدى لمحاولة باللحظات الأخيرة
ربما يكون ميريح ديميرال لعب دوراً مهماً في تأهل منتخب تركيا لدور الثمانية ببطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2024) بتسجيله ثنائية في شباك النمسا، لكن التصدي الاستثنائي لحارس المرمى ميرت جونوك في اللحظات الأخيرة هو الذي أطلق احتفالات تركية صاخبة عقب مباراة المنتخبين.

وقام جونوك بإنقاذ مذهل باللحظات الأخيرة من عمر المباراة، بعدما تصدى لضربة رأس قوية من مسافة قريبة للغاية سددها كريستوف بومجارتنر، نجم منتخب النمسا، ليؤمن حصول المنتخب التركي على بطاقة الترشح لدور الثمانية.

وأعاد التصدي الذي قام به حارس مرمى فريق بشكتاش التركي إلى الأذهان الإنقاذ الذي قام به حارس مرمى منتخب إنكلترا الراحل جوردون بانكس، لضربة رأس من أسطورة الكرة البرازيلية بيليه في كأس العالم عام 1970 بالمكسيك، والتي ينظر إليها على أنها أفضل تصد لحارس مرمى في تاريخ كرة القدم.

وقال لي ديكسون، لاعب منتخب إنكلترا السابق، لقناة (آي تي في) «إنها نسخة طبق الأصل من تصدي جوردون بانكس»، فيما وصفها اللاعب النمساوي مايكل غريغوريتش بأنها «واحدة من أفضل التصديات التي رأيتها على الإطلاق».

ويتمتع المنتخب التركي بقاعدة جماهيرية كبيرة، في ظل تواجد أكثر من ثلاثة ملايين تركي بألمانيا، حيث يعتبر الفريق نفسه بأنه المضيف الثاني للمسابقة المقامة حالياً بألمانيا.

آلاف المشجعينوحضر عشرات الآلاف من مشجعي الفريق المتحمسين مباريات المنتخب التركي الأربعة في يورو 2024 حتى الآن، حيث كان لهم مفعول السحر في مواصلة الفريق مغامرته في المسابقة حتى الآن.

ومن المتوقع أن يحظى منتخب تركيا بمؤازرة جماهيرية ضخمة أيضاً خلال لقائه المرتقب ضد نظيره الهولندي، يوم السبت القادم في دور الثمانية، بالملعب الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين، الذي كان شاهدا على فوز الفريق 3 -2 وديا على ألمانيا في نوفمبر الماضي، والذي سوف يستضيف أيضا المباراة النهائية لأمم أوروبا في 14 يوليو الجاري.

ويستعد منتخب تركيا لتسجيل ظهوره الثالث في دور الثمانية بأمم أوروبا، حيث يحلم بالتأهل للمربع الذهبي في البطولة للمرة الثانية بعد نسخة عام 2008 بالنمسا وسويسرا، التي شهدت أفضل إنجاز له في البطولة.