نصر الله يطلب وخامنئي يمنحه 3 مليارات دولار وصواريخ بالستية
المرشد الإيراني رداً على رسالة من الأمين العام لـ «حزب الله»: لا تفكروا في التكاليف المادية
• الحزب طلب من طهران صواريخ برؤوس تزن طنين ومسيّرات شبحية ودفاعات جوية
• «الحرس» سلّم لحليفه اللبناني خلال الأشهر الأخيرة أسلحة توازي 5 أضعاف ما تلقاه منذ 2006
في حين قال كمال خرازي، مستشار السياسة الخارجية للمرشد الإيراني علي خامنئي لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن إيران ستدعم «حزب الله» اللبناني «بكل السبل»، في حال شنّت إسرائيل حرباً شاملة ضده، كشف مصدر في مكتب خامنئي لـ «الجريدة»، أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله وجّه رسالة خاصة للمرشد طلب فيها تمويلاً مالياً إضافياً وأسلحة نوعية ثقيلة من ضمنها صواريخ بالستية.
وانعقد اجتماع الأسبوع الماضي لـ «محور المقاومة»، الذي يضم عملياً إيران وأحزاباً موالية لها أو متحالفة معها في العراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين، لبحث التطورات في لبنان، شارك فيه رئيس المكتب التنفيذي لـ «حزب الله» هاشم صفي الدين ممثلاً عن نصرالله.
ولم يكشف المصدر إذا كان صفي الدين، الذي تجمعه صلة قرابة مع نصرالله، هو مَن حمل الرسالة العاجلة، لكنه أكد أن الأمين العام للحزب برر مطالبه الجديدة بأن حزبه يحتاج إلى إيجاد توازن ردع مع إسرائيل، وأن يكون قادراً على استهداف أي منشآت حيوية إسرائيلية، إذا قامت تل أبيب بتنفيذ تهديداتها بشن هجوم واسع على جنوب لبنان قد يشمل منشآت حيوية لبنانية.
وتزامناً مع تعليق ألمانيا جميع الرحلات الليلية لطيرانها فوق لبنان حتى انتهاء يوليو الجاري، ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية، أمس الأول، نقلاً عن مصادر، أن إسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد «حزب الله» بجنوب لبنان في النصف الثاني من الشهر الجاري.
وفي حين تسبب القصف الإسرائيلي في أضرار اقتصادية هائلة في جنوب لبنان وخلق «منطقة ميتة» بعمق 5 كيلومترات على الحدود غير قابلة للحياة حسب تقرير لـ «فايننشال تايمز»، قال المصدر الإيراني لـ «الجريدة»، إن نصرالله أشار أيضاً في رسالته إلى أن حزبه يحتاج إلى تمويل مالي إضافي لتغطية تكلفة الخسائر التي يتحملها سكان المنطقة الحدودية، وتأمين متطلبات عشرات الآلاف الذين نزحوا من الشريط الحدودي، وكذلك توفير الدعم لعائلات قتلى الحزب ومصابيه. ولا يعلن الحزب عدد إصاباته، لكن الإحصاءات تفيد بمقتل 356 من عناصره على الأقل منذ 8 أكتوبر 2023، حسبما يفيد إحصاء أجرته وكالة «الأناضول» استناداً إلى إعلانات سابقة للحزب.
وذكر المصدر لـ «الجريدة»، أن خامنئي وافق على جميع مطالب نصرالله، وأمر بدفع ثلاثة مليارات دولار من الأموال الخاصة للمرشد لحزب الله، وأكد في رده على نصرالله أنه إذا ما واجه الحزب ولبنان أي عدوان من إسرائيل فإنه يجب على الحزب واللبنانيين ألا يفكروا في التكاليف المادية التي ستعمل طهران على تغطيتها كلها، وعليهم أن يهتموا بالدفاع عن أنفسهم فقط.
وأوصى خامنئي كذلك «مؤسسة الشهيد» الإيرانية بالمساهمة في تأمين معيشة عائلات قتلى «حزب الله»، كما أمر بتقديم كل ما يحتاج إليه الحزب من أسلحة جديدة بشكل عاجل.
وبحسب معلومات «الجريدة»، كان خامنئي قد أمر بتسليم أسلحة إيرانية متطورة للحزب، وقال المصدر إن الحرس الثوري سلّم إليه خلال الأشهر القليلة الماضية أسلحة تُقدر كميتها بخمسة أضعاف كل ما تم تسليمه للحزب خلال فترة ما بعد حرب عام 2006.
ورغم تسلُّم الحزب لأسلحة نوعية من الترسانة الخاصة بالقوات المسلحة الإيرانية، فإن نصرالله أوضح في رسالته أن ما يحتاجه حزبه هو صواريخ بالستية تحمل رؤوساً يزيد وزنها على الطنين، وصواريخ فرط صوتية، ومسيّرات مشابهة لطائرات الشبح إيرانية الصنع لا تكشفها الرادارات، وأنظمة دفاعات جوية متوسطة وبعيدة المدى.
ويعتبر نصرالله أن هذه الأسلحة هي الوحيدة التي يمكنها ثني إسرائيل عن مهاجمة لبنان، لأنه بمجرد أن يمتلكها الحزب سيعرف الإسرائيليون والأميركيون أنه إذا استهدفت تل أبيب أي منشآت في لبنان فإن الحزب سيكون قادراً نظرياً على استهداف منشآت مشابهة داخل إسرائيل.
من الجدير ذكره، أنه خلال الاجتماع الأخير غير المباشر الذي جرى بين الإيرانيين والأميركيين، وانفردت «الجريدة» بالكشف عن تفاصيله، طالب الجانب الأميركي من طهران وقف إمداد «حزب الله» بالأسلحة الثقيلة أسوة بما قامت به إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بوقفها بعض شحنات القنابل شديدة التدمير لتل أبيب، وذلك لثني الطرفين عن الذهاب إلى حرب واسعة قد تحرق المنطقة.
وبحسب معلومات «الجريدة» فإن ممثلي إيران في الاجتماع أبلغوا واشنطن أن الحزب بات لديه القدرة على إرساء معادلة الرد بالمثل، وأنه سيكون قادراً على استهداف تل أبيب إذا قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف مطار بن غوريون إذا استُهدِف مطار رفيق الحريري الدولي.