بريطانيا تعاكس أوروبا وتتجه يساراً وتنهي حكم المحافظين

توقعات بنيل «العمال» بزعامة ستارمر أغلبية تاريخية في انتخابات اليوم

نشر في 04-07-2024
آخر تحديث 03-07-2024 | 20:38
ستارمر بين مؤيديه في منطقة كارمارثينشاير أمس (د ب أ)
ستارمر بين مؤيديه في منطقة كارمارثينشاير أمس (د ب أ)

تطوي بريطانيا اليوم صفحة من تاريخها، إذ يتوجه البريطانيون إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تشريعية، من شبه المؤكد أنها ستُقصي عن السلطة حزب المحافظين الحاكم منذ 14 عاماً، والذي يوصف بأنه الحزب الأقدم والأكثر نجاحاً في العالم، قياساً بعدد السنوات التي قضاها في السلطة على مدى الأعوام الـ150 الماضية، لمصلحة حزب العمال من يسار الوسط، بزعامة كير ستارمر.

وبعد سنوات صعبة شهدت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمات اقتصادية وصحية وفضائح وعدم استقرار سياسي مع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين منذ عام 2022، وخمسة منذ عام 2010، يتطلع البريطانيون إلى شيء واحد فقط، هو التغيير، وعلى عكس أوروبا التي تشهد فوزاً تلو الآخر لليمين المتشدد، سيكون التغيير في بريطانيا باتجاه اليسار.

وعشية التصويت، رجّح الوزير المحافظ ميل سترايد، وهو أحد أبرز دعائم حملة رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك، تحقيق «العمال» أكبر أغلبية ساحقة تشهدها بريطانيا على الإطلاق. وتوقع تحليل أجرته شركة «سيرفيشين» أن يفوز «العمال» بنحو 484 مقعداً من إجمالي 650 في البرلمان، بما يزيد كثيراً على 418 مقعداً التي فاز بها زعيم الحزب السابق توني بلير انتصاره الساحق عام 1997 وكانت الأعلى في تاريخ الحزب.

في المقابل، تشير التوقعات إلى أن حزب المحافظين سيفوز بنحو 64 مقعداً فقط، وهو أقل عدد يفوز به منذ تأسيسه عام 1834. ولم يفز أي حزب على الإطلاق بفترة ولاية خامسة على التوالي في بريطانيا.

وفشلت جهود سوناك، منذ 20 شهراً، في إقناع مواطنيه بعدم تقديم «شيك على بياض» لخصمه ستارمر، إذ أظهر استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس الأسبوع الماضي، أن المليونير من أصل هندي، حصل على أعلى نسبة رفض لأي رئيس وزراء يحاول إعادة انتخابه منذ 50 عاماً، إذ يعتقد 75 في المئة من الناخبين أنه لا يقوم بعمل جيد.

وتتجه الأنظار إلى النتيجة التي قد يحققها اليميني الشعبوي نايجل فاراج، الذي قاد حملة الخروج من «الأوروبي»، وأعطت بعض الاستطلاعات حزب الإصلاح الذي يقوده فاراج تقدماً طفيفاً على المحافظين بعد أن دفع بنحو 600 مرشح في 650 دائرة انتخابية، ما يظهر طموحه لقيادة المعارضة اليمينية بدلاً من المحافظين التقليديين بمسعى للفوز في الانتخابات المقبلة في 2029.

إلى ذلك، حذّرت صحف بريطانيا من أن يكون الفوز اليساري مجرد محطة في الطريق إلى اليمين المتطرف.

وقالت «ديلي تلغراف» البريطانية إنه «كما هو الحال في فرنسا، بدأ الدعم للعائلتين السياسيتين التقليديتين يتلاشى»، معتبرة أنه «إذا تحقق الانتصار بفضل انفجار الأحزاب التقليدية، فسيكون ذلك بمثابة تحذير يجعل من ستارمر المحطة الأخيرة للوسطية، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويمكن للثورة اليمينية الجارية على الجانب الآخر من القناة أن تصل إلى بريطانيا».

من جهتها، حذرت صحيفة «مورنينغ ستار»، التي انتقدت برنامج حزب العمال «القريب جداً من الميزانية التي يروج لها المحافظون»، من أن «التصويت الغاضب لمصلحة حزب الإصلاح سينمو في بريطانيا، وسيجد فاراج نفسه حيث تقف (زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا) مارين لوبان اليوم: على عتبة السلطة».

back to top