يبذل الرئيس الأميركي جو بايدن (81 عاماً)، وطاقمه بالبيت الأبيض، كما حملته الانتخابية، جهوداً حثيثة لحل الأزمة العميقة وردم الهوّة التي تسبب بها الأداء الذي وُصف بالكارثي للرئيس في المناظرة الرئاسية الأولى مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب، فيما يقول مراقبون إن الأيام المقبلة ستكون حاسماً بالنسبة لقرار الديموقراطيين حول استمرار بايدن في السباق من عدمه.

وغذى أداء بايدن الضعيف في المناظرة التساؤلات حول اللياقة البدنية والقدرات الإدراكية لدى المرشح الديموقراطي، ودفع جهات وأطرافاً في الحزب الديموقراطي إلى التساؤل إذا كان بايدن مناسباً لخوض السباق الرئاسي والفوز به، ومن ثم حكم البلاد لولاية ثانية تمتد للسنوات الأربع المقبلة.

Ad

ومع تصاعد الدعوات العلنية من قبل مشرعين ديموقراطيين لانسحاب بايدن، وسط تقارير عن تحركات ديموقراطية تجري في الكواليس لتقييم الموقف، عقد بايدن أمس الأول اجتماعات حضورية وعن بعد مع 24 من حكام الولايات الديموقراطيين ورئيس بلدية واشنطن والنواب الديموقراطيين وأعضاء حملته، وتعهّد خلالها بالبقاء في السباق الرئاسي، وأصرّ على أنه لائق للترشح لفترة جديدة. وقال بايدن، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع أعضاء فريق حملته: «دعوني أقول بأعلى صوت، سأترشح، لن يدفعني أحد إلى خارج السباق، لن أغادر، أنا سأظل في هذا السباق حتى النهاية وسننتصر»، حاثاً أنصاره على «المساهمة ببضعة دولارات» للمساعدة بهزيمة ترامب في الخامس من نوفمبر.

وفي مقابلة مع الإذاعي إيرل إنغرام بُثّت كاملة أمس، اعترف بايدن بأنه «ارتكب خطأ» خلال المناظرة مع ترامب، لكنّه استدرك قائلاً: «لقد قضيت ليلة سيئة، وحقيقة الأمر هي، كما تعلمون، لقد أخفقت، لقد ارتكبت خطأ هذه الـ 90 دقيقة على المسرح، انظروا إلى ما فعلته خلال 3 سنوات ونصف».

وخلال اجتماعهم في البيت الأبيض، تعهّد جميع حكّام الولايات بدعم بايدن في سعيه للفوز بولاية ثانية. وقالت النجمة الصاعدة في الحزب الديمووقراطي، حاكمة ميشيغان غريتشين ويتمير، التي طرحت على أنها البديلة رقم 2 لبايدن بعد نائبته كامالا هاريس، فكتبت على منصة إكس بعد الاجتماع: «جو بايدن هو مرشّحنا. إنه هنا ليفوز، وأنا أدعمه».

وفي مكالمة مع زملائه الديموقراطيين بمجلس النواب أمس الأول، دعا النائب راؤول غريهالفا، من ولاية أريزونا، بايدن إلى الانسحاب، بينما أشار النائب سيث مولتون من ماساتشوستس إلى عمر بايدن باعتباره عائقاً.

ودعت معظم وسائل الإعلام الليبرالية التي تميل الى الديموقراطيين بايدن للانسحاب، وانضم ريد هاستينجز أحد كبار المانحين في الحزب الديموقراطي والمؤسس المشارك لمنصة نتفليكس إلى الدعوات.

وبذل البيت الأبيض قصارى جهده لإخماد نيران أجّجتها معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز وشبكة سي إن إن، مفادها أن بايدن بات يشكك في مستقبل ترشحه.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، إن الرئيس «لا يفكر على الإطلاق» في الانسحاب.

وردّاً على المعلومات التي نقلتها «نيويورك تايمز» و»سي إن إن» عن مصادر لم تسمّها، قال المتحدث الثاني باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، إنه «من الخطأ الاعتقاد أن هناك أدنى تفكير في إنهاء الحملة». وتبث اليوم مقابلة تلفزيوينة مع الرئيس مع تلفزيون اي بي سي، الذي احتفل أمس بيوم الرابع من يوليو، يوم الاستقلال، وسيجري بايدن مقابلة اليوم ويعقد مؤتمراً صحافياً الأسبوع المقبل لإثبات قدرته على التحدث بطلاقة، وسيزور أيضًا ولايتين حاسمتين، ميشيغن اليوم، وبنسلفانيا بعد غد.

في المقابل، وصف ترامب خصمه الديموقراطي بأنه «كومة تتأرجح» وعلى وشك «الانسحاب من السباق»، وذلك بعد أيام من التحفظ عن التعليق بشكل سلبي على أداء خصمه في المناظرة.

وقال ترامب، بمقطع فيديو وهو جالس في عربة غولف، «لقد ركلت تلك الكومة القديمة، إنه رجل سيئ للغاية، وانسحب للتو من السباق. وهذا يعني أن لدينا كامالا، ولا أعتقد أنها ستكون أفضل، إنها سيئة جداً، ومثيرة للشفقة جداً». وأظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما صحيفتا نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال، أمس الأول، تقدّما واضحا لترامب في نوايا التصويت على المستوى الوطني.

وأظهر استطلاع لشبكة «سي إن إن» أن معظم الأميركيين يعتقدون أن ترامب لن يقر بالهزيمة إذا خسر، خلافاً لما سيفعله بايدن بقبول النتائج.