أطاح المنتخب الإسباني نظيره الألماني، صاحب الضيافة، من الدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2024 لكرة القدم بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني (2 - 1) عن طريق البديل ميكيل ميرينو، الجمعة، في شتوتغارت.

افتتح البديل داني أولمو التسجيل لإسبانيا (51)، قبل أن تعادل ألمانيا قبل دقيقة واحدة من نهاية الوقت الأصلي عبر البديل الآخر فلوريان فيرتس (89)، لكن كلمة الفصل كانت لميرينو (120).

Ad

وتلتقي إسبانيا في نصف النهائي، الثلاثاء، فرنسا، بعد فوزها على البرتغال بركلات الترجيح 3-5.

جاءت بداية اللقاء بدنية بامتياز، لاسيما من الجانب الألماني، الذي كان واضحاً تركيزه على كسر عزيمة اللاعبين الإسبان، من خلال إظهار شخصية صارمة على أرض الملعب.

ودفع المنتخب الإسباني الثمن مبكراً، من خلال إصابة لاعبه الشاب بيدري (21 عاما)، إثر عرقلة من توني كروس، ليضطر المدرب لويس دي لا فوينتي إلى إجراء تبديل مبكر من خلال الدفع بأولمو (8).

وسيطر الحذر على المباراة مع أفضلية طفيفة للمنتخب الإسباني، فتقدَّم ابن الـ 16 عاماً لامين جمال على الجهة اليمنى، قبل أن يمرر إلى فابيان رويس المتمركز على مشارف المنطقة، ليسدد الأخير فوق العارضة (17).

استمر الإيقاع الحذر بين الفريقين مع أفضلية طفيفة في المبادرة الهجومية للمنتخب الإسباني، فيما عوَّل «دي مانشافت» على الهجمات المرتدة. وحظي هافيرتس بفرصة أخرى، إثر تمريرة طويلة من المدافع أنتونيو روديغر، لكن تسديدته تصدى لها سيمون (35).

وكان الحارس مانويل نوير بالمرصاد أيضاً لمحاولة أولمو، الذي سدد كرة منخفضة بالجانب الآخر (39).

تقدم إسبانيا

أجرى المدربان سلسلة تبديلات في مستهل الشوط الثاني، فأخرج المدرب يوليان ناغلسمان الثنائي لوروا سانيه وإيمري دجان، اللذين حل مكانهما روبرت أندريش وفيرتس، فيما دفع دي لا فوينتي بالمدافع ناتشو مكان روبان لو نورمان.

وبدا أن المنتخب الإسباني أكثر تصميماً في بداية الشوط الثاني، فهدد مرمى نوير بعد دقيقتين فقط من بدايته، بعد تمريرة رائعة من جمال إلى ألفارو موراتا، الذي ارتدت كرته من الجهة الخارجية للقائم (47).

ولم يتأخر المنتخب الإسباني لهز شباك ألمانيا، بعد أن تقدم جمال مجدداً على الجهة اليمنى، قبل أن يمرر كرة متقنة لأولمو، الذي تابعها مباشرة في الزاوية المنخفضة اليسرى لمرمى الحارس نوير (51).

احتاج المنتخب الألماني لدقائق عدة لاستيعاب الصدمة، فسارع ناغلسمان للدفع بمنقذه أمام سويسرا في ختام الدور الأول، نيكلاس فولكروغ الذي دخل مكان غوندوغان.

وقبل دقيقة واحدة من نهاية الوقت الأصلي أثمر الضغط الألماني أخيراً التعادل، إثر كرة عرضية وصلت إلى كيميش، الذي أعادها برأسه إلى فيرتس المتمركز داخل المنطقة، فسددها قوية بالشباك الإسبانية (89).

وكاد البديل توماس مولر يمنح ألمانيا فوزاً قاتلاً، لكن تسديدته، إثر كرة عرضية، مرت قريبة جداً من المرمى (90+2).

الوقت الإضافي

وفي الوقتين الإضافيين، كان المنتخب الألماني الجانب الأكثر خطورة، وتجاهل حكم اللقاء مطالبة الألمان بركلة جزاء، إثر تسديدة لجمال موسيالا ارتدت يد مارك كوكوريا (107).

ونجح المنتخب الإسباني في خطف هدف الفوز بالدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، إثر كرة عرضية لأولمو تابعها البديل ميرينو برأسه في زاوية المرمى (120).

أولمو: قد تكون الأمسية الأكثر خصوصية في مسيرتي

اللاعب داني أولمو

قال الإسباني داني أولمو، لاعب لايبزيغ الألماني، الذي اختير أفضل لاعب في مباراة ربع النهائي ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024) أمام ألمانيا، لهدفه وإسهامه في تسجيل آخر، إنها قد تكون الأمسية «الأكثر خصوصية» في مسيرته.

وصرح أولمو، في مؤتمر صحافي، «قد تكون الأمسية الأكثر خصوصية بالنسبة لي، لكني توجت أيضاً بدوري الأمم الأوروبية. المهم أنه كان يتعين علينا تقديم مباراة كبيرة وقمنا بذلك».

وأبرز تلميذ المدرب لويس دي لا فوينتي منذ أعوام أهمية المدرب في مسيرته، وتابع: «دي لا فوينتي يلعب دوراً مهما جدا في مسيرتي. وثق في عندما كنت في كرواتيا. استدعاني للمنتخب تحت 21 عاما، وتوجنا بالبطولة أمام ألمانيا. الآن لدينا فرصة التواجد في المنتخب الأول وسنبذل ما في وسعنا».

ناغلسمان: لم نستحق الخسارة

المدرب يوليان ناغلسمان

حاول يوليان ناغلسمان، المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم، حبس دموعه، حيث قال إن فريقه لم يكن يستحق الخسارة أمام المنتخب الإسباني، في المباراة التي جمعتهما يوم الجمعة، بدور الثمانية بالبطولة.

وفاز المنتخب الإسباني على نظيره الألماني 2 - 1، بعد الوقت الإضافي في شتوتغارت، بفضل ضربة رأس من ميكيل ميرينو.

وأكد ناغلسمان أنه ليس لديه أي فكرة عما سيفعله، حيث إنه لم يخطط للخروج من البطولة، وقال وهو يكاد يبكي لشبكة «أيه أر دي»: «بذل اللاعبون قصارى جهدهم في آخر ستة أسابيع».

وأضاف: «عدنا للقاء بشكل جيد، كان رد فعلنا جيدا. لم نكن في أفضل حالاتنا في الشوط الأول»، وأردف: «كان يبدو أننا نقترب من تسجيل هدف الفوز أكثر من المنتخب الإسباني. هذا مؤلم، كنا الفريق الأفضل».

ودخل ناغلسمان لغرفة خلع الملابس عقب المباراة ولم يكن مستعدا نهائيا للحالة النفسية السيئة التي سيطرت على فريقه، وقال: «سواء كان ما قلته صحيحاً أم لا، لا أعرف، ولكنني حاولت. لا أعرف ما هي الخطة، لأنني لم أتوقع الخروج».

وأوضح: «كانت الجماهير تتابع كرة القدم على أجهزة التلفاز بطريقة لم يفعلوها في السنوات الأخيرة»، وأضاف: «لهذا فإن الهزيمة والخروج من البطولة يؤلم، لقد استمتعنا».

وذكر أولاف شولتش، المستشار الألماني، الذي تواجد في المباراة، «قاتل الفريقان بشكل جيد للغاية. هذه النسخة من اليورو حققت نجاحا كبيرا. إذا قاتلنا بهذه الطريقة يمكننا الخروج بشرف». وكانت أكثر اللقطات المثيرة للجدل، عندما لمست الكرة يد الإسباني مارك كوكوريلا في منطقة الجزاء، عندما كانت النتيجة هي 1/1، ولكن الحكم قرر أن ذراعه كانت في وضع طبيعي ولذلك لم يحتسب ركلة جزاء.

وأقر ناغلسمان أنه وفقا للقواعد المعمول بها حاليا فإنها لا تحتسب لمسة يد، وقال: «حاولت على مدار سنوات فهم وجهات نظر مختلف الحكام»، ولكنه أضاف: «عندما تكون الكرة متوجهة إلى المرمى، هو يمنع هدف. هذه حقيقة».

اشتباكات بين جماهير إنكلترا وألمانيا

جانب من الاستباكات بين الجماهير

أفادت تقارير بوقوع اشتباكات بين جماهير إنكلترا وألمانيا بمدينة دوسلدورف، مساء الجمعة، بعد خروج المنتخب الألماني من بطولة الأمم الأوربية (يورو 2024).

ويتواجد الآلاف من المشجعين البريطانيين في المدينة الألمانية قبيل مباراة إنكلترا وسويسرا في الدور ربع النهائي في يورو 2024 في وقت لاحق من اليوم السبت، وفقاً لوكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا).

وتردد أن الاشتباكات وقعت بعد انتهاء مشاركة ألمانيا في البطولة لتعرضها للهزيمة أمام إسبانيا بهدفين لهدف.

انتهاء مسيرة كروس بشكل درامي

اللاعب توني كروس

انتهت مسيرة توني كروس، لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم، بشكل درامي، يوم الجمعة، بعدما سجل المنتخب الإسباني هدف الفوز باللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي للمباراة التي جمعتهما بدور الثمانية ببطولة أمم أوروبا «يورو 2024»، والتي انتهت بفوز إسبانيا 2 - 1.

وأعلن كروس (34 عاماً) قبل البطولة أنه سيعتزل عقب نهاية اليورو، حيث كان عاد للعب مع المنتخب الوطني، بعدما جرى تعيين يوليان ناغلسمان مديرا فنيا في العام الماضي.

وأنهى كروس مسيرته على مستوى الأندية مع ريال مدريد، بتتويجه للمرة السادسة بلقب دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي، حيث فاز أيضا بلقب الدوري الإسباني للمرة الرابعة، ولكن انتهى حلمه بالتتويج باللقب الأوروبي مع المنتخب الألماني على أرضه.

وقال كروس للصحافيين: «أعتقد ان بإمكاننا كلنا أن نشعر بالفخر، لأننا قدمنا أداء أفضل من الذي قدمناه في مشاركتنا السابقة».

وأضاف: «سعيد لأنني ساعدت ألمانيا قليلا في ضمان أن يكون لديها الطموح والأمل في الازدهار مرة أخرى. واثق أن الفريق سيحقق هذا في المستقبل. ولكنه أيضا جزء من الرياضة أن نشعر كلنا بالحزن».

وقال كروس، الذي فاز بكأس العالم 2014 وثلاثة ألقاب للدوري الألماني مع بايرن، إن الفريق يشعر بالحزن «حتى لو أدركنا في الأيام القليلة الماضية أننا قدمنا عروضا جيدة بالبطولة». وأكد كروس: «بذلنا أقصى جهد لنا حتى لا نخسر».

وهناك تكهنات كبيرة بأن ثنائي بايرن ميونيخ مانويل نوير 38عاماً وتوماس مولر 34 عاماً سيعتزلان اللعب الدولي ولكن لم يتحدث أي منهما عقب المباراة رغم أنهما عادة ما يدليان بتصريحات لوسائل الإعلام.

إسبانيا تنهي لعنتها في بطولات أمم أوروبا

فرحة لاعبي منتخب إسبانيا بعد التأهل

أنهى المنتخب الإسباني لعنة طاردته مدة 90 عاما، عندما تغلب على نظيره الألماني (الماكينات) بصعوبة 2/ 1 في دور الثمانية ببطولة أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2024»، وهي نتيجة أطالت سلسلة خسائر أخرى.

وكان الانتصار الذي حققه المنتخب الإسباني (الماتادور) في شتوتغارت، يوم الجمعة، هو الأول له على بلد يستضيف اليورو أو كأس العالم في عاشر محاولة له.

وفي كأس العالم خسر المتادور أمام المنتخب الإيطالي (الأزوري) في 1934، وفي 1950 خسر أمام البرازيل، وفي 2002 خسر أمام كوريا الجنوبية، وفي 2018 خسر أمام روسيا. وفي اليورو خسروا أمام إيطاليا في 1980، وأمام فرنسا في 1984 وأمام ألمانيا الغربية في 1988، وأمام إنكلترا في 1996، وأمام البرتغال في 2004.

وجاءت الخسارة أمام المنتخب الفرنسي في نهائي نسخة 1984، وهي النسخة الوحيدة التي شهدت تتويج المنتخب صاحب الضيافة ببطولة أمم أوروبا، منذ أن أصبحت بطولة كاملة في 1980.

وكان المنتخب البرتغالي قريباً من تحقيق نفس الأمر في 2004 عندما خسر المباراة النهائية أمام المنتخب اليوناني، ثم خسر المنتخب الفرنسي في نهائي 2016 أمام البرتغال.

لماذا لم تُمنح ألمانيا ركلة جزاء ضد إسبانيا؟

لحظة لمسة اليد على كوكوريا

وَدَّع الألمان نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم المقامة على أرضهم من الدور ربع النهائي يوم الجمعة على يد إسبانيا (1-2 بعد التمديد) وهم ممتعضون من القرار التحكيمي بعدم منحهم ركلة جزاء مطلع الشوط الإضافي الثاني نتيجة لمسة يد على مارك كوكوريّا.

وانتقد مدرب ألمانيا يوليان ناغلسمان القرار التحكيمي بعدم احتساب ركلة الجزاء لمصلحة فريقه الذي استفاد من لقطة مماثلة في بداية الشوط الثاني من مباراته في ثمن النهائي ضد الدنمارك (2-0)، حين لمس يواكيم أندرسن الكرة بيده بالمنطقة المحرمة، مانحاً البلد المضيف فرصة افتتاح التسجيل.

وحين كان المنتخب الألماني ينطلق في هجمة بداية الشوط الإضافي الثاني والنتيجة متعادلة 1-1، فسدّد جمالا موسيالا كرة ارتطمت بذراع كوكوريا داخل المنطقة المحرمة لكن الحكم الإنكليزي أنتوني تايلور طالب بمواصلة اللعب وحكم الفيديو المساعد «في أيه آر» لم يتدخل لمنح أصحاب الضيافة ركلة جزاء.

الحكم انحاز قليلاً

ورأى ناغلسمان أن «الحكم انحاز لمصلحة إسبانيا قليلاً... كانت ركلة جزاء واضحة»، مضيفاً «لو سدّد جمال موسيالا الكرة باتجاه وسط مدينة شتوتغارت ولمسها كوكوريا، فلن أرغب أبداً بالحصول على ركلة جزاء. (لكن الكرة) كانت متجهة نحو المرمى وأوقفها بوضوح بيده».

لكن قرار الحكم الإنكليزي و»في أيه آر» بعدم احتساب ركلة الجزاء لم يأت من فراغ بل استند إلى القاعدة التي تقول إن ركلة الجزاء تحتسب ضد اللاعب «إذا لمس الكرة «بيده/ذراعه» وجعل جسمه أكبر من الطبيعي»، أي ما معناه أن تكون اليد أو الذراع بعيداً عن جسده.

ولهذا السبب لم يحتسب تايلور ومواطنه حكم الفيديو المساعد ستيوارت أتويل ركلة الجزاء لأن ذراع كوكوريّا لم تكن في «وضعية غير طبيعية» بعيدة عن جسده لجعله أكبر «حجماً».

كانت ملاصقة للجسد

وشدّد الحكم الدولي الإنكليزي السابق مارك كلاتنبورغ الذي يعمل خبيراً تحكيمياً في شبكة «فوكس» على صحّة قرار مواطنيه، معتبراً أن ذراع كوكوريّا كانت ملاصقة لجسده، والأمر ذاته بالنسبة للحكمة الأميركية السابقة كريستينا أنكل التي نشرت على موقع «أكس» تحليلها القانوني للحادثة بالقول، إن ذراع كوكوريّا «تعتبر باتجاه سفلي، بالقرب من جانب الجسم، ومستقيمة».

ثم تطرّقت ثانياً إلى حركة ذراع كوكوريّا التي كانت في وضعها «غير الطبيعي» قبل لحظات من الحادثة وكانت تتحرّك للأسفل باتجاه جانبه في محاولة لتصغير حجم جسمه، قبل أن تشير إلى أن ذراع الإسباني كانت خلف جسده من اللقطة الجانبية التي يمكن رؤيتها من زاوية كاميرا أخرى.

واعتبرت أنه لو كانت أمام جسده، لكان من الأسهل القول إنه كان يتعمد منع التسديدة، لكن نظراً لأنها كانت خلف خصره، فمن المرجح أنه كان يبذل جهداً للابتعاد عن طريقها.