بايدن يتشبث بترشُّحه ويرفض استطلاعات الرأي
ديموقراطيون بـ «الكونغرس» يدعون إلى نقاش بشأن استمرار دعم الرئيس في الانتخابات
تعمقت أزمة الحزب الديموقراطي الأميركي حول ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر، مع رفض الرئيس الأميركي جو بايدن بشدّة التخلي عن ترشحه لولاية ثانية، معتبراً أنه «لا يوجد أحد مؤهّل» أكثر منه «لكي يكون رئيساً أو للفوز» على سلفه الجمهوري دونالد ترامب.
وفي إطار خطوات اتخذها فريقه لشنّ هجوم مضاد على الانتقادات التي طالت أداءه خلال المناظرة الرئاسية الأولى، قال بايدن، في مقابلة متلفزة لشبكة إيه بي سي، مساء أمس، «أعتقد أن لديّ القدرات العقلية والجسدية لرئاسة أميركا لأربع سنوات أخرى. ما كنت لأترشح لو لم أكن أعتقد أنني أتمتع بتلك القدرات»، مضيفاً: «أنا أترشح مرة أخرى، لأنني أعتقد أنني أفهم بشكل أفضل ما يجب القيام به لأخذ هذه الأمة إلى مستوى جديد تماماً».
ورفض بايدن عرض نفسه على طبيب مستقل لتحديد أهليته للرئاسة، أو الخضوع لاختبار إدراكي، قائلاً: «أنا أخضع لاختبار إدراكيّ كل يوم، ولا أقوم بحملتي الانتخابية فحسب، بل أقود العالم».
ووصف الرئيس (81 عاماً) المناظرة مع ترامب بأنها «ليلة سيئة»، بسبب نزلة برد وإرهاق شديد من رحلات السفر الطويلة.
وتحدّث بايدن خلال المقابلة التي استمرت 22 دقيقة بطلاقة أكثر مقارنة بالمناظرة، لكن رغم ذلك كان صوته مشوشاً وجُمَله غير مكتملة في بعض الأحيان أو مفكّكة بعض الشيء.
وشدد على أنه «لا يُصدّق» استطلاعات الرأي التي تمنح منافسه الأفضليّة على الصعيد الوطني وفي الولايات الرئيسية.
جاء ذلك فيما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن 86 بالمئة من الديموقراطيين قالوا إنهم سيصوّتون لبايدن. ووفقا لاستطلاع الرأي الحديث تقل تلك النسبة عن السابقة التي بلغت 93 بالمئة من الديموقراطيين الذين قالوا في فبراير إنهم سيصوتون له.
ويعقد بايدن مؤتمراً صحافياً على هامش قمة حلف شمال الأطلسي الخميس المقبل، وتبدو الأيام القليلة المقبلة حاسمة لناحية تبيان ما إذا كان الحزب الديموقراطي سيبقى موحدا ويدعم الرئيس أو سيقرر موحداً دعم مشرح آخر في حال اقتنع بايدن بالانسحاب، وهو الأمر الذي يبدو صعباً أقله حتى الآن. أما الخيارات الأخرى فتبدو قاتمة بالنسبة للديموقراطيين، بما في ذلك إمكانية حدوث انشقاقات بصفوفه. ويدأ النقاش حول هذه الأزمة يؤثر سلباً ليس فقط على حظوظ الحزب في الاحتفاظ بالبيت الابيض، بل كذلك على انتخابات «الكونغرس» التي تواكب الاقتراع الرئاسي.
وبعد المقابلة التلفزيونية، نقل موقع أكسيوس عن نواب ديموقراطيين قولهم: «صدمنا من رفض بايدن الاعتراف بواقع استطلاعات الرأي وفشله في تبرير رغبته بالترشح»، مشيرين إلى أننا «سنعمل على زيادة الضغط حسب الحاجة لدفعه للانسحاب من السباق الرئاسي». وشددوا على أن «المقابلة لم تنجح في تهدئة المخاوف بشأن ترشحه».
وقال عضو مجلس النواب الديموقراطي، لويد دوجيت، الذي دعا بالفعل بايدن إلى التنحي، «كل يوم يتأخر فيه يزيد من صعوبة انضمام شخص جديد لهزيمة ترامب». ويخطط العضو الديموقراطي في مجلس الشيوخ عن فرجينيا، مارك وارنر، لعقد اجتماع غداً الاثنين لبحث مسألة ترشّح بايدن.
وقبل بث المقابلة كاملة، قال مساعد كبير للديموقراطيين في مجلس النواب لوكالة رويترز: «لا أرى كيف سيستمر (بايدن) هذا الأسبوع كمرشح». مع ذلك، قال مسؤول كبير في اللجنة الوطنية الديموقراطية إن أداء بايدن كان «أفضل» من الأداء الذي قدّمه في المناظرة.
وبعد يوم من إعلان الرئيسة التنفيذية لمجموعة ليدرشيب ناو بروجيكت، دانييلا بالو آريس، استمرار الأعضاء في دعم بايدن، وقّع 168 عضواً من قادة الأعمال والممثلين للمجتمع المدني أمس رسالة حثّوا فيها بايدن على الانسحاب.
وأثار بايدن جدلاً بزلّة لسان جديدة خلط فيها بينه وبين نائبته كاميلا هاريس، بقوله لمحطة إذاعة Wurd في فيلادلفيا: «بالمناسبة، أنا فخور بأن أكون - كما قلت - أول نائب رئيس، أول امرأة سوداء تخدم مع رئيس أسود»، وكان بايدن يشير - على ما يبدو - الى أنه خدم نائبا الرئيس مع باراك أوباما أول رئيس أسود لأميركا، كما عيّن بعد فوزه بالرئاسة كامالا هاريس نائبة للرئيس، وهي أول امرأة وأول شخص أسود يتولى المنصب.