الفرقة النسائية قدمت التراث الكويتي في ثوب جديد
بإقبال كبير ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي الـ 16 في مجمع 360
قدمت الفرقة النسائية للفنون الشعبية الكويتية، أمس، بمجمع 360، حفلها الغنائي برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» في دروته الـ 16، وسط إقبال جماهيري كبير ومتنوع، كما جاء برنامج الحفل غنياً بالأغنيات التي أحبها الجمهور ورددها بتفاعل كبير.
لم تكن مجرد ليلة موسيقية غنائية، بل لوحة فنية تعكس حجم العشق والفخر بالتراث الكويتي القديم، والأهم من ذلك أن الجمهور من جميع الفئات العمرية، حيث لوحظ إقبال كبير من الشباب والأطفال الذين يحفظون الأغنيات القديمة ويرددونها، ويستمتعون بها، كما يؤدون الصفقات والحركات الشعبية بشكل متناغم، وكأنهم أحد أعضاء الفرقة الكويتية.
ماجدة الدوخي: الشباب يحبون التراث ويقبلون على حفلات الفرق الشعبية
وضمّ برنامج الحفل أكثر من 20 أغنية منها: «آه يا سلمان، دار الهوى شامي، يا سمسمه، يالأسمر يا زين، يا ناس دلوني، متيم، أصيل، إلا يا طير، يا سعود، البارحة، هلا بش، يا تدري ولا ما تدري، مفتون، جويرة، قفلوا باب المشارية، ميدلي نبيل، فز الخفوق، شويخ، أحلى الليالي، عشيري، لولا المحبة، صنع في الكويت».
أزياء مبهجة
كما تميزت أزياء الفرقة النسائية باللون الفيروزي المبهج، والنقشات القديمة، حيث عكسن من خلال الصوت والملابس والموسيقى والأداء الحركي للأغنيات حالة تراثية رائعة أبهجت الجمهور وزادت من تفاعله على مدى ساعتين من الغناء المستمر، وكأنها رحلة عبر الزمان لتراث الأجداد وحياة الكويتيين الأولين التي تعبّر عن الأصالة والتمسك بالتراث الذي تتوارثه الأجيال بحب وشغف وفخر.
من جانبها، قالت رئيسة الفرقة النسائية للفنون الشعبية الكويتية، الفنانة ماجدة الدوخي: «سعداء اليوم بوجودنا بين الجمهور في مجمع 360، بالتعاون مع ورعاية المجلس الوطني ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دروته الـ 16، حيث اعتدنا المشاركة في فعاليات المجلس، نظراً لما نقدمه من أغاني التراث والأغنيات الحديثة التي تعبّر عن التطور والأصالة في نفس الوقت، ولذلك فإن جمهورنا كبير ومن كل الأجيال العمرية».
وأضافت الدوخي: «نقدم برنامجاً غنائياً متنوعاً، حيث نحرص على تقديم التراث في ثوب جديد، وتطوير أعمالنا بشكل مستمر، كما حرصنا على أن يكون الزي الذي نرتديه كعضوات الفريق أيضاً يعبّر عن التراث الكويتي، ولذلك ارتدينا الدرّاعة مع الثوب، وعدد عضوات الفريق 10 سيدات، و10 عازفين وإيقاعيين من الرجال، والحمد لله جمهورنا كبير في مجمع 360، فهي ليست أول مرة نقدم فيه حفلاتنا، ونحظى بإقبال كبير، كما نقدم العديد من الحفلات بالخيران، وتتميز بجمهور واسع أيضاً، فضلاً عن حفلاتنا خارج الكويت».
أذواق فنية
وأكدت الدوخي أن الشباب يحبون التراث ويقبلون على حفلات الفرق الشعبية، لذلك فإن البرنامج الغنائي يتميز بالتنوع ليواكب جميع الأذواق الفنية، ويرضي جميع الفئات، مضيفة أن تداول التراث في المدارس والجلسات يجعل الأطفال على تواصل مستمر مع تراثهم، وهو ما يجعل تفاعلهم مع الحفلات أكبر ويزيد من ارتباطهم بالقديم وإرث الأجداد وفنونهم.
حياة العلي: إننا الفرقة النسائية الوحيدة للفنون الشعبية بالكويت والتي أُسست عام 2012
وأشارت مديرة الكورال، وأحد مؤسسي الفرقة النسائية، حياة العلي: «منذ إنشاء الفرقة عام 2012 ونحظى بدعم كبير من المجلس الوطني للثقافة، وخاصة أننا الفرقة النسائية الوحيدة بالكويت، وأُسّسنا بقيادة ماجدة الدوخي، والراحل الفنان محمد الرويشد، والفنان دوخي الدوخي، وكنا جميعنا من النساء نغني ونعزف، ولكن مع الوقت، انخفض عدد المشاركات النسائية بالفرقة، ولذلك استعنّا بعازفين من الرجال، إلا أن الغناء يبقى لعضوات الفرقة من النساء فقط، حتى نحافظ على طبيعة الفرقة، فنغني «كورال»، كما تغني ماجدة الدوخي فردي».
إقبال الشباب
وأعربت العلي عن سعادتها حين تجد الشباب الصغير يغني ويردد الأغنيات التراثية وليس الأغنيات السريعة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، مضيفة أنه رغم إقبال الشباب على الأغنيات الحديثة، فإنهم يعودون إلى التراث بحب وشغف كبيرين، ويريدون أن يعرفوا أكثر عن قديمهم، ويشعروا بالارتباط بالقديم، وهو ما يجعلنا نقدّم عملنا بحب وفخر، ونحرص على تقديم أعمال تراثية متطورة تجذبهم وتحببهم في القديم.
وقالت معلمة التربية الموسيقية عضوة الفرقة، سارة النصار: «قدمنا خلال الحفل برنامجاً متنوعاً بالفنون الموسيقية الشعبية كالسامري والقادري والطنبورة والمروبع والمثولث أو السامري النقازي، وغيرها من فنوننا القديمة، فضلاً عن أعمال جديدة قمنا بتطويرها على مستوى اللحن».
وأضافت النصار: «نشكر المجلس الوطني على إتاحة هذه الفرصة للفرقة للقاء جمهورها وسط هذا الإقبال الكبير، وهي فرصة ممتازة للقاء الأجيال الجديدة من رواد المجمع التجاري للمزيد من الارتباط في التراث، وخاصة أن الجيل الحالي يفتقر لمثل هذه الأغنيات الطربية الأصيلة، ودورنا كفنانين أن نوصل فننا الكويتي الأصيل للصغار بصورة ممتعة وجذابة، ونشعر بسعادة كبيرة حين نجد هذا التفاعل والإقبال الكبير من الشباب والأطفال على سماع أغنيات الأجداد».