ابتسمت ركلات الجزاء لفرنسا على حساب البرتغال بنتيجة 5-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، أمس الجمعة، بالدور ربع النهائي من كأس أوروبا لكرة القدم.

وتلتقي فرنسا مع إسبانيا التي تغلبت على ألمانيا 2-1 بعد التمديد في وقت سابق، الثلاثاء في ميونيخ.

Ad

وكان جواو فيليكس اللاعب الوحيد الذي أهدر محاولته عندما ارتدت من القائم.

وخاض كل اداواردو كامافينغا وراندال كولو مواني اول مباراة لهما كأساسيين، الأول بدلاً من ادريان رابيو الموقوف لتراكم البطاقات، والثاني على حساب ماركوس تورام في خط المقدمة.

في المقابل، لم يقم مدرب البرتغال الإسباني روبرتو مارتينيز بأي تعديل على التشكيلة التي خاضت المباراة الأخيرة ضد سلوفنييا وحسمتها البرتغال بركلات الترجيح، بفضل تألق حارسها ديوغو كوشتا الذي تصدى لثلاث محاولات.

وكانت الأفضلية برتغالية في مطلع المباراة، حيث بادرت كتيبة كريستيانو رونالدو بالهجوم لاسيما من ناحية الجناح الايسر رافايل لياو، لكن من دون خطورة حقيقية على مرمى مايك مينيان.

وكانت أول فرص فرنسا عندما أطلق تيو هرنانديز كرة قوية بيسراه من خارج المنطقة تصدى لها كوشتا بقبضتيه، وتهيأت امام نغولو كانتي، لكن روبن دياش كان الأسرع في تشتيت الكرة (20).

ثم هدأ اللعب في الدقائق العشرين الأخيرة من دون أي خطورة تذكر على المرميين.

وفي مطلع الشوط الثاني اطلق مبابي كرة لولبية بين يدي الحارس البرتغالي (48).

رد برتغالي

رد المنتخب البرتغالي بانفراد لبرونو فرنانديش بمينيان، لكن الأخير تصدى لمحاولته ببراعة (61)، وبعدها مباشرة بتسديدة يسارية لجواو كانسيلو مرت فوق العارضة بقليل.

وتدخل مينيان مرة جديدة لإنقاذ مرماه من هدف مؤكد عندما مرر لياو كرة عرضية باتجاه فيتينيا غير المراقب، لكن مينيان تصدى لمحاولته ببراعة (63).

وأهدر كولو مواني فرصة سهلة عندما انفرد بالحارس البرتغالي، وسدد باتجاه المرمى لكن جواو كانسيلو شتت الكرة في اللحظة الاخيرة (66).

ودانت الأفضلية للمنتخب الفرنسي، وأطلق عثمان ديمبيليه الذي نزل احتياطيا منتصف الشوط الثاني كرة لولبية لمست زاوية العارضة والقائم وخرجت (73).

وظل التعادل سيد الموقف حتى نهاية الوقت قبل ان يخوض الفريقان وقتا اضافيا سنحت فيه فرصة جيدة لرونالدو، بعد مجهود فردي للبديل فرانسيسكو كونسيساو، لكنه لم يحسن التعامل معها من مسافة قريبة (92).

وسنحت فرصة للبرتغال في الثواني الأخيرة امام نونو منديش، لكنه سدد ضعيفة بين يدي الحارس الفرنسي.

وللمفارقة، عندما يتواجه المنتخبان في الأدوار الإقصائية، يحرز الفائز منهما دائما اللقب، وحدث هذا الأمر في نهائي 2016 عندما توّجت البرتغال ضد فرنسا 1-0 في الوقت الإضافي في باريس، وقبلها في نصف نهائي 1984 حين سجل قائد فرنسا الملهم ميشال بلاتيني هدف الفوز في نهاية الوقت الإضافي (3-2) في طريقه إلى منح فرنسا باكورة ألقابها، ثم عندما سجّل زين الدين زيدان هدفاً ذهبياً من ركلة جزاء (2-1) في نصف نهائي عام 2000.

ديشان «فخور»... ومارتينيز «مرفوع الرأس»

أكد مدرب منتخب فرنسا ديشان بعدما قاد منتخب بلاده لبلوغ الدور نصف النهائي لكأس أوروبا 2024 لكرة القدم، بعد أن أقصى البرتغال بركلات الترجيح 5-3 أمس الجمعة في هامبورغ: «كانت مباراة صعبة. كنا نعلم مدى جودة البرتغال. وكان بمقدور الفريقين تحقيق الفوز».

وطالب المدرب الذي قاد فرنسا إلى لقب مونديال 2018 بعدم «تسخيف» بلوغ فرنسا نصف النهائي أربع مرات في آخر خمس بطولات كبرى قائلاً: «واجهنا صعوبة في الوقت الإضافي، ربما لأننا كنا مرهقين واستحوذوا على الكرة أكثر، لكن حافظنا على هدوئنا ونفّذنا ركلات الترجيح بشكل جيّد».

وأردف «أنا فخور بلاعبي فريقي حتى لو لم نقم بكلّ شيء بشكل مثالي. لا نستسلم ونحن مجدّدا في نصف النهائي».

في المقابل، قال الإسباني روبرتو مارتينيز مدرب البرتغال إن فريقه خسر «مرفوع الرأس»: «أظهرنا أننا فريق يقاتل، لكن يريد الفوز أيضاً من أجل جماهيره».

وتابع المدرّب الذي اعتبر ان فريقه كان يستحق الفوز «خسرنا مرفوعي الرأس على الطريقة البرتغالية من خلال تقديم كلّ شيء».

وأشاد بقلب الدفاع بيبي (41 عاماً)، أكبر لاعب في تاريخ البطولة الذي بكى بعد المباراة «كان مقاتلاً... ما قام به بيبي اليوم وفي البطولة مثالي».

وعن مستقبله مع المنتخب، قال بيبي «سيكون لدي الوقت للحديث عن مستقبلي، علينا التغلّب على هذا الألم الكبير، كانت لدينا القدرة على تحقيق الفوز في البطولة، وعلينا الآن أن نرفع رؤوسنا».

ديمبيلي: تدربنا على ركلات الترجيح

قال عثمان ديمبيلي، لاعب منتخب فرنسا، إن فريقه تدرب على ركلات الترجيح قبل مواجهة البرتغال، وأكد أنه وجميع زملائه كانوا «واثقين جداً» قبل تسديد ركلات الترجيح أمام البرتغال، في ربع نهائي بطولة أمم أوروبا، أمس.

ولم يهدر أي من اللاعبين الفرنسيين تسديداته، وتأهلت فرنسا إلى نصف نهائي أمم أوروبا عقب فوزها على البرتغال بركلات الترجيح (5-3)، بعد انتهاء الزمنين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، أمس، ليضرب منتخب «الديوك» موعداً مع إسبانيا في الدور قبل النهائي.

وصرَّح ديمبيلي، في مؤتمر صحافي عقب المباراة: «تدربنا على ركلات الترجيح، وشعرنا بالثقة قبل تنفيذها. تعلمنا الكثير من تجربتنا في مونديال قطر (خسرت فرنسا المباراة النهائية بركلات الترجيح أمام الأرجنتين). كنا نستحق هذا الفوز».

وأضاف اللاعب: «عندما تصل إلى هذه المرحلة من المنافسة، تريد أن تصل إلى النهاية. منذ عام 2016، وصل هذا الفريق إلى مراحل متقدمة بالبطولات الدولية، باستثناء عام 2021، الذي كان صعباً. لقد بنينا شخصيتنا، ونحاول دائماً الذهاب إلى أبعد حد. إنها منافسات صعبة، ونحن بلغنا الدور قبل النهائي، وقوة هذا الفريق هي التي جعلتنا هنا».

مبابي: كنت أشعر بالإرهاق الشديد

أقر الفرنسي كيليان مبابي، مهاجم المنتخب الفرنسي لكرة القدم، بأنه طلب التغيير من المدرب ديدييه ديشامب في الاستراحة بين الشوطين الإضافيين أمام البرتغال في ربع نهائي كأس أمم أوروبا، لأنه كان «مرهقاً للغاية».

وعقب المباراة التي انتهت في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت بفوز فرنسا بركلات الترجيح بعد انتهاء الزمنين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، قال مبابي «لقد تحدثت مع المدرب في نهاية الزمن الأصلي. قلت له سأحاول، لكن بين الشوطين الإضافيين لم أكن أشعر أنني على ما يرام. كنت أشعر بإرهاق شديد. ووافق على تغييري».

وأضاف المهاجم الذي لم يسجل إلا هدفا واحدا في أربع مباريات خاضها منذ بداية البطولة القارية: «عليك أن تتغلب على هذه الأمور. إنها لحظات الصعود والهبوط التي يمر بها لاعب كرة القدم. عليك أن تظل ملتزمًا، وأن تكون دائمًا إلى جانب زملائك. المهم هو أن نفوز. لقد سجلت هدفًا واحدًا فقط، لكننا وصلنا إلى الدور نصف النهائي وإنني سعيد جدًا».

وقال مبابي: «لقد سدد الشباب بشكل جيد جدا»، مبرزا جدارة حارس المرمى مايك مينيان، الذي كان مسؤولاً عن «جزء كبير» من نجاح فريقه أمام البرتغال.

بيبي: مستقبلي الشيء الأقل أهمية

أعلن المدافع البرتغالي بيبي، الذي قد يكون خاض أمام فرنسا، أمس، مباراته الأخيرة ببطولة دولية كبرى مع منتخبه الوطني، أن مستقبله «هو الشيء الأقل أهمية» الآن، بعدما ودعت بلاده كأس أمم أوروبا من ربع النهائي بركلات الترجيح (5-3) بعد انتهاء الزمنين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

وقال بيبي «مستقبلي هو الشيء الأقل أهمية الآن، سيكون هناك وقت آخر للحديث عن ذلك. لقد اتخذت قراراً بالفعل وسأبلغكم به».

وأضاف: «في الوقت الحالي، أنا مهتم أكثر بالحاضر، وأبذل قصارى جهدي دائماً. المستقبل بيد الله».

وعن الهزيمة أمام فرنسا، قال صاحب الـ 41 عاماً: «كان الأمر صعباً لأننا فعلنا كل ما في وسعنا. كنا نستحق نتيجة مختلفة. نشعر بالحزن، لكنني أريد أن أهنئ زملائي بالفريق، الذين قاتلوا طوال الوقت».

هل خفت نجم رونالدو نهائياً؟

كان كريستيانو رونالدو شبحاً للهدَّاف الخارق في العقدين الأخيرين، وخاض على الأرجح البطولة الكبرى الأخيرة مع بلاده.

بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام فرنسا في هامبورغ، لم يجهش بالبكاء، كما فعل في الدور السابق عندما أهدر ركلة جزاء في الوقت الإضافي ضد سلوفينيا.

بقي ابن التاسعة والثلاثين متماسكاً، قبل أن يهمس بكلمات المواساة لزميله الباكي قلب الدفاع بيبي الذي يكبره بسنتين.

اللعب بهذا العُمر يؤكد التعطُّش لإحراز المزيد من الأرقام وتحطيم الحواجز، لكن البرتغالي لن يحرز لقب كأس أوروبا مرة ثانية، بعد الأولى في 2016 أمام فرنسا بالتحديد.

كما لن يحطم رقماً قياسياً جديداً كان يطارده، بأن يصبح أكبر هداف في تاريخ البطولة القارية.

في خمس مباريات من النسخة الألمانية، لم يسجل «الدون» أي هدف، كما أخفق بهز الشباك للمرة التاسعة توالياً في البطولات الكبرى.

كانت الفرصة متاحة له أمام تركيا، لكن من دون أنانية، مرَّر الكرة لزميله برونو فرنانديش.

مساء الجمعة، قدَّم مباراة لا طعم لها مع «سيليساو داس كويناس»، رغم دعم الجماهير البرتغالية الحاضرة خلال عملية الإحماء.

وحتى خلال بعض اللمسات المهارية، مثل الكرة التي مرَّرها بين قدمَي لاعب الوسط الفرنسي إدواردو كامافينغا مطلع الشوط الثاني، عبَّرت الجماهير عن سعادتها لمشاهدة أفضل لاعب في العالم خمس مرات.

قبل الاستراحة، لم يكن «سي آر 7»، الذي يعشق الاستحواذ، لمس الكرة سوى 11 مرة، إذ واجه الثنائي الدفاعي الصلب المؤلَّف من وليام صليبا ودايو أوباميكانو. وللتأثير، حاول هدَّاف ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي السابق أن يلعب دور المهاجم المخادع لتسهيل مهام زملائه.