أول العمود:
سرقة المال العام يمكن أن تكون في شكل مهمة خارجية لا حاجة للعمل الوظيفي فيها.
***
كثيراً ما يكون الظهور الإعلامي لبعض الوزراء ظهوراً غير موفق لسببين:
1- تكرار الشكوى من أوضاع معلومة منذ سنين مثل: أن اقتصادنا ريعي يعتمد على النفط وليس لدينا مصدر آخر لتمويل عجز الميزانية، أو أن خراب الشوارع هو بسبب ضعف خلطة الإسفلت.
2- الظهور الذي لا حاجة له مثل الحضور إلى موقع عمل زاره وزراء وقياديون قبلهم، ولم تُحل المشكلة، مثل لغز دروازة العبدالرزاق!
هذا الظهور الممل يقلل من قيمة المناصب الكبيرة، كالوزير أو الوكيل أو رئيس هيئة، لأنها مناصب متعلقة برسم سياسات وإجراء تغييرات فارقة في حياة الناس.
الوزراء الحقيقيون معنيون بقضايا توظيف 40% من الكويتيين في القطاع الخاص كمثال، أو اعتماد نظام الشرائح في دفع أثمان الكهرباء والماء، أو تشريع نظام ضريبي عادل، أو تغيير مناهج التعليم وسياسة البعثات، أو تدبير مصدر تمويل للميزانية من مصدر غير البترول.
معظم الوزراء اليوم مشغولون في أعمال وكلاء مساعدين، بل حتى مديري إدارات، ويبدو ذلك في ظهورهم الإعلامي وتصريحات بعضهم التي لا ترقى إلى حساسية الموقف الذي تعيشه الكويت اليوم، فموضوع الكهرباء الذي تفجر هذا الصيف يحتاج نقلة نوعية تدخلنا إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية لا إلى الوعد ببناء محطات توليد طاقة جديدة فقط، وحريق المنقف يجب أن تواكبه سياسة استقدام جديدة للعمالة، وتنظيف البلد من العمالة السائبة التي كشف عورتها وباء كورونا والحريق الأخير والقضاء على منطقة جليب الشيوخ التي هي الموقع الافتراضي لتجارة الإقامات والعمالة السائبة، وزارة التربية عليها البدء بتغيير المناهج وفقاً لمتطلبات العصر ومشاكله لا الاكتفاء بالنصر على مسرّبي الاختبارات.
يعلم الجميع أن الفساد ضارب في مؤسسات الدولة، وأن حجم المسؤوليات كبير، لكن المطلوب كذلك قياديون على مستوى المسؤولية في تغيير الأوضاع.