طهران - فرزاد قاسمي

للمرة الأولى منذ عقدين أصبح لإيران رئيس إصلاحي، بعد أن فاز مسعود بزشكيان، وهو جراح يبلغ من العمر 69 عاماً، بأكثر من 53 في المئة من الأصوات، متغلباً على منافسه الأصولي المنتمي إلى التيار المتشدد سعيد جليلي (58 عاماً).

Ad

وشارك نحو 50 في المئة من الناخبين في التصويت بارتفاع نحو 10 نقاط على الجولة الأولى، في خطوة قال مراقبون، إنها ترجع بالدرجة الأولى إلى رفض وصول متشدد إلى الحكم مجدداً. وهنأ المرشد الإيراني علي خامنئي بزشكيان ونصحه بمواصلة نهج الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، كما أكد قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي الاستعداد «للتعاون مع الحكومة» وفقاً للسياسات العامة المعلنة من خامنئي لـ«تلبية احتياجات البلاد».

إلى ذلك، أكد مصدر مقرب من بزشكيان لـ «الجريدة»، أن هناك اتصالات جرت في الأيام الأخيرة بين ممثلين عن الرئيس الجديد والجانب الأميركي بسلطنة عمان، لبحث عودة واشنطن للاتفاق الأميركي وبدء تنفيذه من جانب إيران.

وحسب المصدر، فإن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، الذي يمكن أن يُعيّن نائباً للرئيس، نسّق هذا اللقاء مع صديقه القديم وزير الخارجية السابق جون كيري، الذي يشغل منصب مبعوث الرئيس جو بايدن للمناخ.

وتمثّل بزشكيان في الاجتماع بأحد الإعلاميين الإيرانيين المرموقين في العلاقات الدولية المقرب منه جداً، إلى جانب أحد مندوبي اللجنة الاستراتيجية للسياسة الخارجية في مكتب المرشد التي يرأسها كمال خرازي، في حين تمثلت واشنطن بشخصية أميركية عضو بمجموعة المجلس الوطني الإيراني ــ الأميركي (NIAC)، فضلاً عن مندوب من مكتب إيران بالخارجية الأميركية، واستمرت هذه المفاوضات المباشرة والمكثفة 3 أيام.

وأفاد المصدر بأن الأميركيين أبلغوا الجانب الإيراني أنهم مستعدون للمفاوضات مع السلطة الجديدة، ولديهم رغبة في العودة للاتفاق النووي الموقع في 2015 حتى قبل الانتخابات الأميركية الرئاسية إذا كانت الظروف ملائمة، مضيفاً أن وفد إيران نقل عن بزشكيان دعمه لاستمرار المفاوضات، وأنه لا يمانع الانتقال لمفاوضات مباشرة إذا وافق خامنئي.

ورغم تأكيده أن الخطوط العريضة للسياسات الخارجية يضعها المرشد، أبدى الفريق المفاوض، خلال الاجتماع، انفتاحاً على الحد من التقارب مع الصين وروسيا وتحويل العلاقات معهما لعلاقات عادية إذا وافقت واشنطن على رفع العقوبات عن إيران، واتخذت خطوات للتقارب معها واحترام مصالحها، بحسب المصدر.

وذكر أن فريق بزشكيان أكد أن الرئيس يعارض إعطاء امتيازات وحسومات ضخمة لبيع النفط للصين، ويرفض مستوى العلاقات المالية والاقتصادية الحالية بين طهران وبكين، لكنه يرى أن إبقاء العقوبات ضد طهران يصب حالياً في مصلحة بكين، إذ ليس لدى إيران خيارات أخرى غير التقارب معها.

على مستوى آخر، قال المصدر إن بزشكيان معروف بدعمه لـ «جبهة المقاومة» التي تقودها طهران، ولبناء برنامج بالستي إيراني قوي وداعم للحقوق الفلسطينية، ويدعم الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، وأن ذلك لن يتبدل.

وفيما يخص الجوار، خصوصاً الدول الخليجية، قال مصدر مقرب من بزشكيان، إن الأخير سيواصل سياسة الانفتاح على الدول الخليجية، وبينها الكويت التي هنأت أمس الرئيس المنتخب.

وبين المصدر أن بزشكيان يعتقد أنه إذا كانت علاقة إيران جيدة مع الخليج فذلك يعطيه ورقة قوة في مفاوضاته مع واشنطن، مضيفاً أن بزشكيان متأثر جداً بما يجري في السعودية، خصوصاً الإصلاحات الاجتماعية، ويعتقد أن الشارع الإيراني بات رافضاً للتطرف والتعصب ويريد الانفتاح والحداثة.