Ad

تأمل البرازيل الساعية إلى إحراز لقبها السادس وتعزيز رقمها القياسي، استعادة خدمات نجمها نيمار عندما تلاقي كوريا الجنوبية في الدور ثمن النهائي في مونديال قطر 2022 كرة اليوم على استاد 974، حيث تريد توجيه رسالة أمل لأسطورتها بيليه الذي يعاني المرض.

ونُقل بيليه (82 عاما)، الوحيد المتوج بلقب المونديال ثلاث مرات، إلى مستشفى في ساو باولو في وقت سابق من هذا الأسبوع لإجراء ما وصفه الأطباء بأنه «إعادة تقييم» للعلاج الكيميائي الذي يخضع له منذ جراحة استئصال ورم في القولون في سبتمبر من العام الماضي.

أما نيمار، فقد أصيب بالتواء في كاحله أواخر المباراة الأولى ضد صربيا (2 - صفر) وغاب عن المباراتين التاليتين ضد سويسرا (1 - صفر) والكاميرون (صفر- 1)، علماً أن اللقاء الأخير أراح فيه المدرب تيتي تشكيلته الأساسية بشكل شبه كامل.

وخضع نيمار لعلاج مكثف في الأيام الأخيرة ولم يغادر الفندق حتى الجمعة، عندما تواجد على أرضية ملعب لوسيل لتشجيع زملائه ضد الكاميرون وبدا مرتاحاً ومبتسماً، كما أنه شارك في فترة التحمية لفريقه على مشارف الملعب.

وعموماً، لم تبتسم نهائيات كأس العالم لنيمار حتى الآن، ففي المونديال الذي استضافته بلاده عام 2014، تعرض لإصابة بالغة في ربع النهائي في ظهره ضد كولومبيا ولم يكمل البطولة التي مني فيها «سيليساو» بخسارة تاريخية أمام ألمانيا 1-7 في نصف النهائي، ثم أنهاها رابعاً بخسارة جديدة أمام هولندا بثلاثية نظيفة.

وفي مونديال روسيا، عانى نيمار من إصابة في مشط القدم قبل نحو ثلاثة أشهر منها وخاضها ولم يكن في كامل لياقته البدنية.

ولم يحرز نيمار أي لقب كبير مع منتخب بلاده حتى الآن واكتفى بالميدالية الذهبية الأولمبية عندما استضافت بلاده الألعاب عام 2016. وحتى عندما أحرز المنتخب البرازيلي لقب بطل كوبا أميركا عام 2019، غاب نيمار عن البطولة بأكملها لإصابته أيضاً.

ولم يشأ طبيب المنتخب البرازيلي رودريغو لاسمار تأكيد مشاركة نيمار من عدمها في المباراة ضد كوريا الجنوبية.

ولا شك أن المنتخب البرازيلي في حاجة إلى مهارة نيمار على أرضية الملعب، وبدا ذلك واضحاً في المباراة ضد سويسرا، حيث افتقد سيليساو إلى لاعب يقوم بتسريع الإيقاع وانتظر حتى الدقيقة 82 ليسجل له كازيميرو هدف المباراة الوحيد.

مشكلة الظهير الأيسر

وعلى الرغم من وفرة المهاجمين في صفوف المنتخب البرازيلي، فقد اكتفى بتسجيل 3 أهداف فقط في 3 مباريات، وهي أدنى نسبة من بين المنتخبات المرشحة لنيل اللقب في المونديال الحالي.

ويواجه المدرب تيتي مشكلة في مركز الظهير الأيسر، فقد أصيب ساندرو في المباراة ضد سويسرا، ثم حذا حذوه أليكس تيليس في المباراة ضد الكاميرون، ليغيب عن البطولة مع مهاجم أرسنال الإنكليزي غابريال جيزوس.

والتقى المنتخب البرازيلي بنظيره الكوري 7 مرات وفاز في 6 منها آخرها بنتيجة 5-1 في يونيو الماضي، وخسر واحدة، لكنها المرة الأولى التي يواجه فيه نظيره الآسيوي في بطولة رسمية.

كوريا منتشية بالفوز على البرتغال

في المقابل، عاد المنتخب الكوري الجنوبي من بعيد في هذه البطولة، فبعد أن انتزع التعادل السلبي من الأوروغواي في مباراته الأولى، خسر أمام غانا 2-3 ثم دخل الجولة الاخيرة والمبادرة ليست في يده، لكن الأمور صبت في صالحه في النهاية من خلال فوزه المتأخر على البرتغال 1-2 وفي الوقت ذاته خسارة غانا أمام الأوروغواي صفر-2 والتي أخرجت المنتخبين الأخيرين رسمياً من السباق.

ويطمح المنتخب الكوري رغم صعوبة مهمته إلى تحقيق مفاجأة جديدة في المونديال، خصوصا أن الفريق يمتلك من الإمكانيات ما يؤهله لذلك، لكن الأمر يتطلب بذل مجهودات مضاعفة.

هيونغ مين سون

سون يأمل تحقيق معجزة أخرى

كان صاحب التمريرة الحاسمة الرائعة التي أهدت لكوريا الجنوبية هدف الفوز القاتل 2-1 على البرتغال، وبطاقة العبور الى الأدوار الإقصائية للمرة الثالثة في تاريخها، ويأمل هيونغ مين سون أن يحقق «محاربو تايغوك» معجزة أخرى أمام البرازيل.

ولم يسجل بعد نجم توتنهام الانكليزي في مونديال قطر، لكنه مرر الكرة الحاسمة بطريقة رائعة بين كثافة مدافعين كانت الاغلى لمنتخبه الذي تأهل بفضل الاهداف المسجلة على حساب الاوروغواي بعد أن تعادلا نقاطا وبفارق الاهداف.

وبدأ البعض يستعيد ذكريات المنتخب الذي أذهل العالم عند بلوغه الدور نصف النهائي في مونديال 2002 الذي استضافه على أرضه بالشراكة مع اليابان.

وتولى مساعد المدرب البرتغالي سيرجيو كوشتا الإشراف على المباراة ضد منتخب بلاده الجمعة، بسبب ايقاف مواطنه المدرب باولو بينتو، إثر اعتراضه على الحكم في نهاية المواجهة الثانية التي خسرتها كوريا الجنوبية 3-2 ضد غانا.

وقلل كوشتا من شأن هذه المقارنات مع إنجاز 2002 بعد التأهل الثالث للادوار الاقصائية بعد 2010 أيضا.

وفي نسخة 2022 التي تأهلت فيها ثلاثة منتخبات تحت لواء الاتحاد الآسيوي للمرة الاولى لثمن النهائي، إضافة الى أستراليا واليابان التي حققت انتصارين مدويين على ألمانيا وإسبانيا، فضلا عن انتصارات مثيرة لمنتخبات متواضعة أمام عمالقة وأبطال سابقين، قد لا تشكل أي نتيجة «معجزة» بعد الآن في هذا المونديال الجنوني إذا صح وصفه.

تيتي مدرب البرازيل ونيمار

تيتي يعلّق موقف نيمارمن المشاركة!

قال مدرب البرازيل تيتي إن نجم الفريق نيمار ينبغي أن يكون جاهزا للمشاركة في مباراة الفريق أمام منتخب كوريا الجنوبية.

وبسؤاله في المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس عمّا إذا كان اللاعب سيكون متاحا، قال تيتي في البداية: «نعم»، لكنه بعد ذلك أوضح أن «نيمار من المفترض انضمامه للتدريب، وأنه إذا سارت الأمور على ما يرام، سيلعب».

وتابع: «لديه تدريب محدد، لذلك لا أتوقع حدوث أي موقف»، لكنّه لم يوضح بعد ما إذا كان نيمار سيكون ضمن التشكيل الأساسي للفريق أم لا.

وغاب نيمار، وأيضا المدافع دانيلو، عن مباراتي البرازيل في دور المجموعات أمام سويسرا والكاميرون، بسبب إصابة في الكاحل تعرّض لها في المباراة أمام صربيا.

ومن المقرر أن يستمر غياب المدافع دانيلو عن البرازيل أمام كوريا الجنوبية، كما يغيب أليكس ساندرو، الذي تعرّض لإصابة في مباراة سويسرا.

وقال: «إنه ليس في وضع يسمح له باللعب».

أليسون بيكر

أليسون الحارس المتفرج

يتمتع منتخب البرازيل بأحد أفضل خطوط الدفاع في مونديال 2022 حتى الآن، بموازاة مخزون لا ينضب من المهاجمين في صفوفه، لدرجة أن حارس مرماه أليسون بيكر لم يقم بأي تصدٍّ قبل مواجهة اليوم.

لكن النقطة السوداء أن المنتخب البرازيلي هو أحد الأدنى تسجيلاً، برصيد 3 أهداف فقط، بعيداً عن الأهداف التسعة التي سجلها كل من منتخبي إسبانيا وإنكلترا في دور المجموعات.

غير أن البرازيل ربما تبني فريقها على أساس الدفاع، كما يعترف كلاوديو تافاريل حارس المرمى السابق بطل العالم 1994، وهو الفريق الذي كان يملك دفاعاً قوياً عندما توج باللقب.

ومن المتوقع أن يستعيد أليسون مركزه الأساسي بين الخشبات الثلاث ضد كوريا الجنوبية على استاد 974 الاثنين، إضافة إلى ثنائي قلب الدفاع المخضرم ماركينيوس والقائد تياغو سيلفا، وأمامهما لاعب الوسط الدفاعي الخبير كازيميرو.

ويدرك حارس ليفربول الإنكليزي، الذي اختير أفضل حارس في العالم من قبل «فيفا» عام 2019، أنه سيكون لديه المزيد من العمل مع بداية مرحلة خروج المغلوب، حيث يكتسب حراس المرمى أهمية متزايدة، لاسيما في حال الوصول إلى ركلات الترجيح.

ثمة علامة استفهام متبقية، تتمثل في خيار لاعبي الأظهرة خلال مواجهة كوريا، فاللاعبون الأساسيون في هذين المركزين دانيلو واليكس ساندرو لا يزالان يتعافيان من إصابة تعرضا لها خلال المباراة ضد صربيا، كما خرج بديل الأخير اليكس تيليس مصاباً في ركبته ضد الكاميرون، وودَّع البطولة، في حين لم يعد المخضرم داني ألفيش (39 عاماً) يقدم ضمانات دفاعية كاملة.

سيكون إشراك إيدر ميليتاو، مدافع ريال مدريد، على الجهة اليمنى أحد الخيارات، كما فعل في المباراة الثانية ضد سويسرا، وربما يلجأ تيتي إلى إشراك دانيلو في مركز الظهير الأيسر، بعد أن تدرَّب في الأيام الأخيرة، ويبدو متاحاً أمامه.

لكن الأهم بالنسبة للبرازيل أن تحافظ على صلابة دفاعها، وبالتالي أقل قدر ممكن من العمل لأليسون، الذي كان ضيف شرف على المباراتين الأوليين لفريقه.