في إطار مواصلة المساعي والجهود الدولية والدبلوماسية لخفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وتحضيراً لرفع تقرير جديد حول آلية تطبيق القرار 1701 والتحضير للتمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» وصلت إلى إسرائيل المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام. ومنذ توليها منصبها تواصلت بلاسخارت بشكل مكثّف مع القيادات اللبنانية والأطراف المعنية لبحث سبل وقف التصعيد عبر الخط الأزرق. وتأتي زيارة المنسقة الأممية إلى إسرائيل تمهيداً لجلسة المشاورات المقرر أن يعقدها مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701 (2006) قبل نهاية الشهر الجاري. من المتوقّع أن تُركّز مناقشاتها مع المسؤولين الإسرائيليين على الحاجة لاستعادة الهدوء وافساح المجال لحلٍّ دبلوماسيٍّ يمكن من خلاله للمدنيين النازحين من الجانبين العودة إلى ديارهم، بالإضافة إلى معالجة البنود العالقة في القرار 1701.

في الموازاة، يترقب لبنان للمزيد من الخطوات الدبلوماسية لوقف التصعيد، خصوصاً مع ما تشير إليه مصادر أممية حول اقتراب الوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن، لاسيما أن هذه المصادر تؤكد عدم قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب بسبب الضغوط الداخلية والخارجية واستنفاد المسارات العسكرية وما يمكن أن تحققه، كما أن الانتقال إلى المرحلة الثالثة الذي يشير إليه نتنياهو لا يبدو أنه يلقى استجابة داخل إسرائيل لأنه سيؤدي إلى التضحية بالرهائن وعدم القدرة على استعادتهم أحياء ما يعني التضحية بهم وهذا مرفوض في الداخل الإسرائيلي ولدى الكثير من أعضاء الحكومة.

Ad

في لبنان، لا يزال هناك تضارب في قراءة المسارين السياسي والدبلوماسي حول إمكانية توفير ظروف وفرص نجاح الصفقة، هناك تفاؤل لكنه حذر ومشوب بالكثير من العقبات التي قد يخرجها نتنياهو في سبيل العرقلة، وبحسب التقديرات اللبنانية فإن هناك مهلة أسبوعين أمام الوصول إلى هذه الصفقة، أما بحال عدم الوصول فستنتقل إسرائيل إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وحينها لا بد من مراقبة تداعيات ذلك على الجبهة اللبنانية.

وقد استأنف رئيس المخابرات الأميركية وليم بيرنز نشاطه بزيارة قطر ومصر لتفعيل مفاوضات الوصول إلى هدنة والإفراج عن الرهائن والمراحل التالية. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية غربية فإن الضغط الأميركي على نتنياهو لايزال يتواصل مع ضغط إسرائيلي داخلي تمثل في التسريبات التي نشرتها صحيفة «هآرتس» حول اعتماد الجيش الإسرائيلي لبروتوكول هنيبعل يوم حصول عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 من خلال إطلاق النار وقتل الخاطف والمخطوف معاً، وهو من شأنه أن يشكل عنصر ضغط كبير على نتنياهو وحكومته.

وتشير المصادر المتابعة إلى أنه في حال نجح بيرنز بتحقيق تقدم ونتائج إيجابية خلال مفاوضاته في قطر ومصر يمكن أن يختم جولته على المنطقة بزيارة إلى بيروت أيضاً لعقد لقاءات مع مسؤولين حول التأسيس لمواءمة الهدنة في غزة على جنوب لبنان والعمل على تحقيق وقف إطلاق النار في الجنوب أيضاً، ضمن المسار الذي تعمل عليه الولايات المتحدة الأميركية عبر المبعوث آموس هوكشتاين. وفي حال الوصول الى اتفاق على الهدنة فإنها ستنسحب على لبنان ليعود هوكشتاين وينطلق في مساره التفاوضي لوقف النار، وإعادة السكان والبحث في إعادة الإعمار وتثبيت ترسيم الحدود البرية.