ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته الـ 16، افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. محمد الجسار، معرضاً للفنان التشكيلي الراحل عبدالعزيز آرتي، في قاعة الشهيد مبارك النوت بجمعية الخريجين، بعنوان «عبدالعزيز آرتي... الفنان الحُر»، وحضره الأمينة العامة المساعدة لقطاع الثقافة بالمجلس، عائشة المحمود، ورئيس تحرير مجلة العربي إبراهيم المليفي، وجمع من المهتمين.
وبعد جولته في المعرض، قال الجسار إن آرتي - يرحمه الله - أحد فناني الكويت المشهورين، مبينا أن اللوحات التي تضمّنها المعرض عبارة عن لوحات الكاريكاتير التي عرضت ضمن مجلة العربي، وأن كل لوحة من اللوحات في المعرض لها قصة مع المقالة التي كتبت في وقتها.
وتابع: نحن نفخر بوجود فنان مثل آرتي، يرحمه الله، كأحد الفنانين المشهورين في الوطن العربي، لافتا إلى أن تلك الفعالية من ضمن فعاليات «صيفي ثقافي» في دورته الـ 16، وسيستمر المهرجان لنحو شهرين.
وشدد الجسار على ضرورة الاهتمام بالفنون وإبراز الفنانين الكويتيين الذين كان لهم دور في إثراء الثقافة العربية من خلال رسوماتهم التي تصاحب المقالات العربية في مجلة العربي، مبينا أنها تعطي صورة واضحة عن أن الكويت هي مركز للثقافة العربية، فهي أحد أهم المراكز في الوطن العربي، لذلك فإن الاهتمام بالفنانين والكتّاب والشعراء ضروري ومهم جدا.
وأوضح أن المعرض مستمر 3 أيام، ومفتوح للجمهور، مضيفا: «آمل أن يأتي الجميع لزيارة المعرض، حتى يعرف عن الفنان الراحل عبدالعزيز آرتي ومهاراته، فآرتي ليس فقط فنان كاريكاتير، بل لديه رسومات مختلفة، فهو متنوع بعملية الفن، أما المعرض الحالي فهو معرض كاريكاتير».
المراحل السياسية والفكريةبدورها، قالت المحمود إننا في افتتاح معرض الفنان آرتي، يرحمة الله، الذي يمثّل تاريخا لكل المراحل السياسية والفكرية التي مرّ بها العالم العربي، وأيضا هو أحد الرموز المهمة التي تحتفي بها مجلة العربي، وتحتفظ بها كأحد أهم الأشياء التي تؤرّخ هذه المرحلة، وأضافت «عبدالعزيز آرتي، يرحمه الله، عاصر مجلة العربي في فترة تاريخية جدا مهمة منذ التسعينيات حتى نهاية الألفية، وعاصر تقلّبات فكرية وسياسية واجتماعية بدت واضحة عبر هذه اللوحات المميزة».
وحول هدف امتداد مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ 16 لشهرين عن الدورات السابقة قالت المحمود: «صيفي ثقافي قُدّم بصيغة مختلفة لمدة شهرين، وحرصنا على أن يكون هذه السنة موجها للأطفال، وفئة الشباب بشكل خاص، لذلك كانت الفترة ممتدة وقدّم أنشطة تحاكي تطلعاتهم». وفي الختام، وجهت المحمود كلمة جاء فيها: «أتمنى المشاركة الإيجابية من قبل الجمهور، لأنهم معيار النجاح الحقيقي لفعاليات المجلس الوطني، وأتمنى أن نتلقى الملاحظات والمقترحات الخاصة بالفعاليات الثقافية».
صفحات مجلة العربي
من جانبه، قال المليفي «في البداية نود أن نعبّر عن سعادتنا في المشاركة بهذه المناسبة، وهي مهرجان صيفي ثقافي، وفي كل مرة تحاول مجلة العربي أن تقدّم الجديد، وهذه المرة حاولنا أن نعرّف الجمهور الكويتي أكثر على رسومات الفنان الراحل عبدالعزيز آرتي، الذي كان له نصيب كثير من الأعمال على صفحات المجلة ومطبوعاتها الأخرى، منذ بداية التسعينيات حتى هذه اللحظة».
وتابع المليفي أن آرتي تميّز بعدم التزامه بمدرسة واحدة، فهو كان يرسم بقلم مرن أو ريشة مرنة، بل ويرسم جميع أنواع الفنون التي يمكن أن نعرفها، وعلى سبيل المثال كل مقالات الفكر، والسياسة، والأدب، وغيرها تحتاج إلى رسام يعبّر عن هذه المقالات برسمة تختصر الكثير من الكلمات، وأيضا له أعمال واهتمامات أخرى، مثل رسومات البورتريهات وغيرها، فأيضا هو ساهم فيها، مضيفا: «هذا هو ملخص معرض الاحتفال بالفنان عبدالعزيز آرتي». وعن عدد الأعمال في المعرض، ذكر المليفي أنه يتضمن أكثر من 50 رسمة، لافتا إلى أنها «نقطة في بحر أعماله الكثيرة».
مظاهر حياتية
واحتوى المعرض على أعمال الراحل آرتي التي أنجزها خلال فترات مختلفة من حياته الفنية، التي امتدت لسنوات طويلة، ومن المعروف أنه، إضافة إلى عمله في المجال التشكيلي، كان له دور بنّاء ومشهود في الرسوم الكاريكاتيرية، حيث إنه قدّم الكثير من هذه الأعمال التي سلّط من خلاله الضوء على بعض قضايا المجتمع، وذلك بأسلوبه الظريف الذي تميّز به، وقد نشر معظم هذه الأعمال الكاريكاتيرية في مجلة العربي، وفي بعض الجرائد والمجلات الكويتية، ونال من خلالها استحسان الجمهور. وإضافة إلى ذلك، فإن آرتي كان يميل إلى الرسم من منطلق أفكاره، التي كان يأخذها من محيطه الخارجي، وبالتالي، فقد رصد الكثير من المظاهر الحياتية، وغير ذلك من الأفكار التي تؤكد ما كان يحمله آرتي من موهبة وحب لفن الكاريكاتير والفنون التشكيلية.