السفير الإسباني لـ «الجريدة•»: الكويت ستبقى في قلبي

أغيلار في ختام مهمة استمرت 4 سنوات: سأفتقد التقاليد والديوانية والأكل الكويتي الرائع

نشر في 09-07-2024
آخر تحديث 08-07-2024 | 22:58
«لم أشعر يوماً أنني في الغربة... وستبقى الكويت دائماً في قلبي، جزءاً مهماً جداً من حياتي»... بهذه العبارة، ودّع السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو أغيلار، الكويت والكويتيين، في نهاية مهمته التي استمرّت نحو 4 سنوات، تمكّن خلالها من تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، ونقلها إلى مستوى أرفع وعلى مختلف الصعد. أغيلار، الذي خصّ «الجريدة» بلقاء وداعي عشية سفره عائداً إلى بلاده، تحدّث عن أول يوم منذ وصوله إلى الكويت مع عائلته، في ظل انتشار وباء كورونا، وكيف استطاع أن ينسج شبكة كبيرة من الأصدقاء الكويتيين والمقيمين، لافتاً إلى أنه سيفتقد بعد رحيله، - «إضافة إلى الأكل الكويتي الذي أكسبنا وزناً إضافياً، والديوانية - الكويتيين الرائعين الذين لا يزالون يحافظون على تقاليدهم العائلية التي نجدها في إسبانيا». وفيما يلي نص الحوار:، «لم أشعر يوماً أنني في الغربة... وستبقى الكويت دائماً في قلبي، جزءاً مهماً جداً من حياتي»... بهذه العبارة، ودّع السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو أغيلار، الكويت والكويتيين، في نهاية مهمته التي استمرّت نحو 4 سنوات، تمكّن خلالها من تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، ونقلها إلى مستوى أرفع وعلى مختلف الصعد. أغيلار، الذي خصّ «الجريدة» بلقاء وداعي عشية سفره عائداً إلى بلاده، تحدّث عن أول يوم منذ وصوله إلى الكويت مع عائلته، في ظل انتشار وباء كورونا، وكيف استطاع أن ينسج شبكة كبيرة من الأصدقاء الكويتيين والمقيمين، لافتاً إلى أنه سيفتقد بعد رحيله، - «إضافة إلى الأكل الكويتي الذي أكسبنا وزناً إضافياً، والديوانية - الكويتيين الرائعين الذين لا يزالون يحافظون على تقاليدهم العائلية التي نجدها في إسبانيا». وفيما يلي نص الحوار:

• 4 سنوات قضيتها في الكويت، أخبرنا عن هذه الرحلة.

- فعلاً هي 4 سنوات، لكن المدّة ليست طويلة لأنها مرّت بسرعة، لكنها بالتأكيد كانت جزءاً جميلاً من حياتي.

وصلت مع عائلتي إلى الكويت مع منتصف وباء كورونا، أي في يوليو 2020، آتياً من جنوب شرق آسيا، وكان حينها المطار لا يزال مغلقاً. وعلى الرغم من الوضع المعقّد آنذاك، فإنه، منذ البداية رأيت أن الكويتيين، كانوا حريصين على الالتقاء معي للتحدث عن بلدي، وكانوا مهتمين جداً أيضاً بمسألة التأشيرة، بسبب وجود الآلاف من الذين يملكون عقارات في إسبانيا. لقد اختبرت العديد من الأشياء خلال هذه السنوات وأعتقد أنها كانت كلها مثمرة، وفي الغالب بسبب العلاقة الجيدة مع الشعب الكويتي.

• خلال هذه السنوات، كم بلغ عدد الكويتيين الذين أصبحوا أصدقاء لك؟

- في إسبانيا لدينا مقولة مفادها أن الشخص الذي لديه صديق فلديه كنز، وبالتأكيد لديّ علاقة وثيقة جداً مع الكثير من الكويتيين والمقيمين هنا، لذا أعتقد أنها كانت علاقة جميلة، وشعرت بها في الآونة الأخيرة، حيث الكثير من الناس الذين يريدون أن يودّعوني أو أن يعبّروا عن امتنانهم للصداقة التي تشاركناها معاً في الكويت، لذلك لا أستطيع أن أحصي العدد الكبير من هؤلاء الأصدقاء.

للكويت دور مهم في حل أزمات إقليمية ودولية وكانت نقطة مرجعية في المعالجات

• ما أكثر الأشياء التي ستفتقدها في الكويت؟

- أعتقد أن أكثر ما سأفتقده هو الناس، فعندما جئت إلى هنا، لم تكن المرة الأولى لي في الكويت. فقد زرتها مرتين، إحداهما عندما كنت أعمل في العراق منذ أكثر من 20 عاماً، وكنت حينها نائب رئيس بعثة السفارة الإسبانية في بغداد. وبعد 10 سنوات، عدت أيضاً لإجراء بعض المشاورات السياسية. وفي منتصف 2020 أتيت للمرة الثالثة لأتسلم للمرة الأولى منصبي كسفير في مسيرتي المهنية.

وشعرت بتغييرات، أعني وجدت أبراجاً شاهقة لم أرها في الزيارتين السابقتين. ولكن حتى خلال «كورونا»، سهّل الناس عليّ الأمر من خلال دعواتهم لي الى منازلهم وديوانياتهم، وتعرّفت عليهم أكثر وأكثر.

فسأفتقدهم بالتأكيد، وأعتقد أننا سنكون على اتصال دائم مع بعضنا البعض، خصوصاً أن العديد منهم يذهبون إلى إسبانيا ولديهم ممتلكات.

سأفتقد الطعام اللذيذ، لكنني سأكون سعيداً لأنني سأتوقف عن الأكل، لأن المشكلة في الكويت أننا نكسب وزناً إضافياً بسبب الطعام الرائع.

يعجبني إلى حد كبير الأسلوب العربي في الضيافة عموماً، والكويتي خصوصاً.

سأفتقد الديوانية، حيث نجتمع معاً للتحدث وتبادل الأخبار، والذي نفتقده أكثر فأكثر في هذا العصر السريع بسبب الإنترنت ومواقع التواصل.

ورغم ذلك، لا يزال بإمكانك أن تذهب إلى بعض هذه الديوانيات، حيث تستطيع أن تكوّن صداقات.

والرائع في الكويتيين أنهم لا يزالون يحافظون على تقاليدهم الرائعة من خلال زياراتهم المتبادلة مع عائلاتهم وأصدقائهم في معظم المناسبات، الأمر الذي تجده عند الإسبان حتى يومنا هذا، لذلك، لم أشعر يوماً أنني في الغربة.

•أعلن بعض السفراء أن الكويت هي أفضل بلد لأي دبلوماسي، فهل تتفق مع هذا القول؟

- فعلاً، هذا ما شعرت به. وقد مرّرت بنفس الشعور خلال عملي في بنما، بسبب معاملة الناس معي، إضافة إلى أنهم كانوا يتحدّثون الإسبانية.

وفي الكويت، شعرت منذ البداية بالترحيب الشديد، ووجدت الكثير من الأبواب المفتوحة أمامي، وشعرت أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها معاً، لذلك أعتقد أن الكويت هي من بين أفضل الدول لأي دبلوماسي.

•ماذا أضافت لك هذه التجربة؟

- كانت المرة الأولى التي أخدم فيها كسفير، مما يعني مسؤولية أكبر، لأنني قبل ذلك كنت نائباً للسفير ومستشاراً في سفارات مختلفة.

وأعتقد أن الكويت ساعدتني كثيراً في نسج العلاقات وفي التعامل مع تجارب جديدة، خصوصاً بوجود بعض الأوضاع المعقّدة على الصعيد الدولي، بسبب الأزمة في الشرق الأوسط، لذلك كان علينا أيضاً أن نتعامل مع ذلك بدبلوماسية واسعة جداً.

ولذلك، كانت تجربتي في الكويت مثيرة للاهتمام للغاية، وأعتقد أن الكويت أدت تقليدياً دوراً مهماً في عدة أزمات إقليمياً ودولياً.

وأعتقد أيضاً، أنك تتعلم دائماً من الكويت التي كانت لها أدوار محورية وكانت كان بمنزلة نقطة المرجعية في أزمات الشرق الأوسط، بدءاً الأزمة العراقية والسورية، مروراً بالأزمة اليمنية، ووصولاً إلى الصدع الخليجي، ودورها المهم في بداية الحرب الروسية - الأوكرانية، والطريقة التي تدخّلت بها لمعالجة هذه القضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الكويت من بين أفضل الدول لأي دبلوماسي وتجربتي فيها مثيرة للاهتمام

وأعتقد أن الكويت كانت دائماً ولا تزال وستستمر في صنع الفرق طوال هذه السنوات، من خلال مواقف قيادتها الحكيمة والمعتدلة والهادئة، في مناطق مليئة بالتوتر، وأتمنى أن تستمر في ذلك، لأننا بحاجة إلى المزيد من أصوات العقلانية في هذه الأيام.

• من سيكون السفير الجديد، وما نصيحتك له؟

- السفير الجديد هو مانويل غامايو، ولديه مسيرة مهنية طويلة، وسيأتي قريباً جداً إلى الكويت. إنه دبلوماسي متميز جداً ومحنك للغاية، وأنا متأكد من أنه سيقوم بعمل رائع.

لا يحتاج إلى الكثير من النصائح منّي، خصوصاً فيما يتعلّق بالأمور القنصلية، ولكن إذا كان لي أن أقول له شيئاً فسأقول له: لا تفاجأ بالطقس عندما تصل إلى الكويت.

أعتقد أنه يعرف المنطقة بالفعل، لأنه كان نائب رئيس البعثة في السعودية.

•هل تشجّع الكويتيين على زيارة بلدك؟ ولماذا؟

- تعتبر إسبانيا الوجهة السياحية رقم 2 في العالم للسياحة ونحن على وشك أن نكون رقم 1، خصوصاً أننا سنتجاوز 120 مليون سائح خلال السنوات القليلة المقبلة.

زار إسبانيا نحو 86 مليون سائح العام الماضي، وهذا رقم مذهل حقاً في الصيف. لحُسن الحظ، لدينا واحدة من أفضل 10 بنى تحتية في المؤشر الدولي. لدينا مطارات رائعة، وموانئ، وطرق، وقطار فائق السرعة، ولدينا ثاني أطول سكة حديدية للقطارات السريعة في العالم بعد الصين، ونحن الأول في أوروبا من حيث عدد الكيلومترات، لذلك لدينا كل الأشياء الضرورية وكل الخدمات التي يمكنك تخيلها لاستضافة هذا العدد الكبير من الناس. ولكن الحقيقة هي أن هذا أمرٌ مرهق لبعض المناطق، خاصة في المناطق الساحلية بالصيف.

سنواصل الترويج للسياحة، ما نريده هو أن تكون السياحة أكثر تنوعاً على مدار العام ولا تتركز فقط على شاطئ البحر. وأعتقد أن الفضل في ذلك يعود إلى حقيقة أننا تمكنا من فتح خط مباشر من الكويت إلى مدريد وبرشلونة هذا العام، وبدأنا في إعادة اكتشاف وتسويق إسبانيا بالمعنى العالمي وزيارة مناطق أخرى في إسبانيا، ولدينا ثاني أكثر بلد جبلي في أوروبا الغربية. لدينا كل أنواع الرياضات، ونحن واحد من أفضل 5 مطابخ في العالم.

لذلك أعتقد أننا عملنا جاهدين خلال هذه السنوات من أجل توسيع نطاق هذا التصور عن إسبانيا، ونجحنا في ذلك.

أعتقد أن الناس أكثر وعياً الآن عن إسبانيا. كانت هذه واحدة من النقاط الرئيسية التي أصررت عليها أنا وفريقي من أجل الترويج للسياحة بطريقة أكثر توازناً في الكويت.

• كلمة أخيرة؟

- كنت سعيداً جداً لوجودي بينكم هذه السنوات. وأعتقد أن الكويت بلد جميل وفي الغالب، كما قلت، لأن الناس مرحبون جداً. وأنا أعلم وزملائي أيضاً يعلمون أنه في البلدان الأخرى لا نستطيع التواصل بتلك السهولة في الكثير من الأحيان مع السكان المحليين. والكويتيون والمقيمون مثيرون جداً للاهتمام. وتمكنت حقاً من تكوين صداقات جميلة، وإسبانيا بلد صديق مقرّب جداً للكويت، وأنا متأكد من أننا سنستمر في المستقبل من تعزيز علاقاتنا التي بات عمرها نحو 62 عاماً، وشخصياً ستبقى الكويت دائماً في قلبي كجزء مهم جداً من حياتي.

الجريدة• مهمة جداً لسفارتنا وللكويتيين

قال ميغيل أغيلار: «شكراً لصحيفة الجريدة على استضافتي، فصحيفتكم مهمة جداً بالنسبة للسفارة الإسبانية، كما أنها مهمة جداً للشعب الكويتي، وهي واحدة من الصحف الرائدة في البلاد، لذا، تهانينا على ذلك، وشكراً على حضوركم».

back to top