وسط تساؤلات عن كيفية إدارة الوضع السياسي داخل إيران في ظل فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بالرئاسة مع وجود برلمان أصولي، ووسط معلومات عن نية الرئيس المنتخب تشكيل حكومة خبراء، كشف مصدر مقرب من بزشكيان، أن الأخير توصل إلى اتفاق مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف لتتمكن الحكومة الجديدة من نيل ثقة المجلس.

وأبلغ المصدر «الجريدة» أن قاليباف وعد بزشكيان بضمان حصول وزرائه على ثقة النواب، مقابل تعيين شخصيات مقربة منه في مناصب وزارية وإدارية عليا.

Ad

ورغم أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر المرشح الخاسر المتشدد سعيد جليلي بالتعاون مع بزشكيان فإن الأيام الأخيرة بعد الانتخابات شهدت انسحاب أنصار جليلي من بعض المواقع في الحكومة الحالية، لتجنب أي تعامل مع بزشكيان الذي يعتبرونه دمية في يد الإصلاحيين.

وبحسب إحصاء خاص غير علني أجراه مركز دراسات مجلس الشورى الإسلامي توصلت «الجريدة» إلى نتائجه، فإن نحو مليوني صوت من ناخبي التيار الأصولي لم يصوّتوا، أو صوّتوا ضد جليلي.

وفي مفارقة أظهرها الإحصاء، فقد صوت نحو 60 في المئة من الإيرانيين الذين يقيمون في دول الجوار خصوصاً في سورية ولبنان والعراق، أي مناطق نفوذ إيران الحالية، كانت لمصلحة المتشدد جليلي، الذي حصل على 99 في المئة من أصوات الإيرانيين في لبنان ونحو 95 في المئة بالعراق و97 في المئة بسورية، على عكس الولايات المتحدة، إذ حصل بزشكيان على نحو 70 في المئة من الأصوات، وفي مجموع الدول الأوروبية على حوالي 50 في المئة.

من جهة أخرى، تلقى بزشكيان أمس اتصال تهنئة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعربا خلاله، حسب بيان رسمي، عن المستوى العالي من علاقات حسن الجوار، وأكدا استعدادهما لمواصلة العمل. كما تلقى أيضاً اتصالاً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي أمل تطور العلاقات خلال العهد الجديد.

إلى ذلك، ورداً على تهنئة الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، له بالرئاسة، بعث بزشكيان برسالة إليه أكد فيها استمرار الدعم الإيراني لـ «حركات المقاومة في المنطقة»، لأن ذلك له «جذوره في السياسات الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومُثل الإمام الخميني وتوجيهات المرشد، وسيستمر بقوة».

في غضون ذلك، نقلت «رويترز» عن صور أقمار صناعية ومسؤولين إيرانيين أن طهران وسّعت بشكل كبير منشأتين لإنتاج الصواريخ البالستية. وذكر أحد المسؤولين للوكالة أن «بعض المباني الجديدة ستسمح بمضاعفة إنتاج المسيّرات والصواريخ وسيتم بيعها لروسيا ومنحها للحوثيين وحزب الله».

وتزامن ذلك مع إقرار المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني، بعقد مباحثات غير مباشرة مع واشنطن بشأن التطورات الإقليمية والقضايا النووية بوساطة مسقط، عبر «قنوات دبلوماسية ووسائل مختلفة».