• وزارة المعارف: هي الوزارة التي ترعى شؤون التربية.
• وزارة التعليم والتربية: هي الوزارة المسؤولة عن تلقين أبناء الشعب المعارف ومبادئ العلوم.
• وزارة التربية: هي وزارة حكومية تهتم بتربية المواطنين عن طريق إنشاء المؤسسات التعليمية. (لاحظ تربية المواطنين كلهم، وليس أبنائهم فقط).
هذه تعريفات وجدتها يوم أمس على الإنترنت، ولم أخترع أياً منها. وإذا دققت عزيزي القارئ بعين ثاقبة وفكر حذر، فستجد أن وزارة المعارف ترعى شؤون التربية والتعليم، أي أنها ترعى الوسائل والمؤسسات والمناهج... إلخ. وليس لها علاقة بالنشء أو الناس بوجه عام، والأهم أنها لا تلقن ولا تربي.
من جهة وزارة التعليم والتربية وظيفتها، وفق التعريف، أن تلقن، نعم تلقن أبناء الشعب، المعارف ومبادئ العلوم.
أما الطامة الكبرى ووليدة الفكر المتخلف، ففكر السلف والتلف.
أما وزارة التربية، فهي تهتم بتربية المواطنين... لاحظ المواطنين، يعني كل الناس.
هذه تعريفات «غوغل» العربي للمعارف وللتعليم وللتربية، ولم آت بشيء من عندي. وطبعاً المشكِّك بإمكانه أن «يقوقل» كما قوقلت، وسيصل إلى ذات النتائج.
هذا قد يبدو شيئاً عادياً، وليس حدثاً يستحق التوقف عنده، لكنك ستغيِّر رأيك عزيزي القارئ إذا علمت أننا في الكويت بدأنا أول ما بدأنا بوزارة المعارف أيام عبدالله الجابر وعبدالعزيز حسين، الله يرحمهما. يعني كنا - حسب التعريف - نرعى شؤون التربية والتعليم، أي أننا لا نلقن ولا نربي.
وبالمناسبة، فإن الذي اختاره الكويتيون لرعاية شؤون التربية والتعليم هو المسيحي العراقي متى العقراوي. صدِّق أو لا تصدِّق! بعدها تحوَّلت المعارف إلى تعليم. يعني - حسب التعريف - صارت الوزارة «تلقن» التلاميذ، ولا تعرفهم أو تبصرهم، كما كانت في السابق. بعدها أتينا إلى الطامة الكبرى، بفعل هيمنة السلف والتلف، أي وزارة التربية، فصرنا نربي النشء، أو حسب تعريف الإنترنت أعلاه، نربي المواطنين جميعاً.
اليوم نحن بفضل خضوع الحكومة - لكي أكون دقيقاً الحكومات السابقة، فماية الحكومة الحالية لم تتبين بعد - نربي المواطنين، ولا نعرفهم أو نطلعهم على ما هو حولهم، كما كنا نفعل أيام الأجواد من الآباء الأوائل؟!
دستورنا يحدد بكل وضوح في مذكرته التفسيرية أن التعليم الإلزامي يجب ألا يتجاوز المرحلة المتوسطة «لأن في هذا التجاوز مساساً بحُرية الوالدين في توجيه أولادهم».
أعد قراءة هذه الفقرة من المذكرة التفسيرية للدستور، عزيزي القارئ... الدستور يحذر من مجرَّد «المساس بحُرية الوالدين في توجيه أولادهم»، يعني تربية. واليوم، تحت هيمنة السلف والتلف، وبفضل تخاذل السُّلطة، يُضرب بحُرية الأهل عرض الحائط، ويُفرض عليهم تلقين أبنائهم خزعبلات السلف والتلف بالقوة... وحتى في التعليم الخاص.
العهد الدولي لحقوق الإنسان، الذي وقَّعت عليه ومن المفروض أن تحترمه أيضاً دولة الكويت، ينص في المادة 18 فقرة 4 على أن «تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد باحترام حُرية الآباء، أو الأوصياء عند وجودهم، في تأمين تربية أولادهم دينياً وخلقياً وفقاً لقناعاتهم الخاصة»، لكن لا الدستور ينفع ولا العهد الدولي يشفع، فحكوماتنا يطقها «عقر بقر» عند ذكر السلف أو التلف.