كتب ابن النديم في «الفهرست»: «الرجل أمرهُ أظهر، وأشهر، وتصنيفاته أعظم وأكثر، وكتبه في شتى العلوم هي الأقدر».

***كان والد جابر يعمل في بيع الأدوية والعقاقير في الكوفة، وكان من المتحمسين للعباسيين، مما جعل جابراً يغدو صديقاً للبرامكة وشاطرهم - كما يروي التاريخ - منفاهم عندما رحلوا عن بغداد.

Ad

***

ومما وصلنا من كتب علم كيمياء جابر بن حيان، والتي تتضمن صفة الإكسير، والميزان، والتبخير، والتقطير، والتكليس، والإذابة، والتبلور، والتصعيد، وغير ذلك من عمليات الكيمياء التي كان البعض يراها سوف تتمكن من استخراج الذهب بواسطة طبخ مواد نباتية ومعدنية، فعمل جابر بعض التجارب في هذا المضمار واكتشف استحالة إمكانية اكتشاف الذهب.

فاتجه إلى استحضار حامض الكبريتيك، واستحضر - كذلك - حامض النتريك، كما عكف على اكتشاف الصودا الكاوية، واستحضر ماء الذهب، وتوصل إلى فصل الذهب عن الفضة بواسطة الحامض، وله دراسات مطولة في السموم والزئبق.

***أغلب المفردات الكيميائية التي جئت عليها، والقليل من المعلومات عن جابر بن حيان، هما مما ذكرته المصادر الأوروبية، والتي نسبت له في القرون الوسطى أكثر من مئتي كتاب، المشهور منها واحد وعشرون كتاباً موزعة في المكتبات الشهيرة بأوروبا ومترجمة إلى اللاتينية، والألمانية، والفرنسية، وذكر المشاط الإسطرلابي أنه قرأ لجابر بن حيان ألف مسألة.

والمكتبات العالمية، والجامعات العريقة، حافلة بالمؤلفات والكتب والدراسات التي تضع جابر بن حيان كواحدٍ من عظماء خدموا البشرية منطلقاً من بلاد حضارة المسلمين العرب.

***واليوم يأتي الداعية السيد عثمان الخميس - رعاهُ الله - لينفي وجود جابر بن حيان، دون إعطاء سبب جوهري، غير أن جابراً كان يفخر بأنه تتلمذ على جعفر الصادق، وإن كان قد قال ذلك فأين المشكلة؟!