«صفقة غزة»: محادثات بمصر... و«حماس» تنفي انقسامها
قادة بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية يتهمون نتنياهو بالعرقلة... وسموتريتش يرفض «صياغة الهزيمة»
في وقت تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح الأبرياء، مع بلوغ حرب غزة يومها الـ 276 أمس، توجّه وفد إسرائيلي بقيادة رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، رونين بار، إلى القاهرة لحلحلة الخلافات بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين وإقرار هدنة بالقطاع قد تؤدي إلى وقف إطلاق النار، وفق الخطة المعدلة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر مايو الماضي.
وأفادت هيئة البث العبرية الرسمية بأن رئيس «الشاباك»، ديفيد برنياع، سيبحث في القاهرة ترتيبات لمحاولة إعادة تشغيل معبر رفح، وإمكانية بناء حاجز تحت الأرض لمنع حفر أنفاق تهريب بين المنطقة الفلسطينية وسيناء المصرية، ضمن الجهود الرامية لتمرير اتفاق التهدئة بالقطاع المنكوب.
وجاء وصول الوفد الإسرائيلي قبل حضور رئيس الاستخبارات الأميركية (سي إي آي)، وليام بيرنز، إلى القاهرة ضمن جولة إقليمية تقوده إلى العاصمة القطرية، للمشاركة في مفاوضات التهدئة التي تؤدي الدوحة دوراً رئيسياً بها.
صدمة وخلافات
في غضون ذلك، كشفت أوساط عبرية أن قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل شعروا بـ «الصدمة» من الشروط التي طرحها رئيس الائتلاف اليميني الحاكم بنيامين نتنياهو للمُضيّ قدماً في الصفقة مع «حماس».
وعبّر قادة الأجهزة عن موقفهم خلال مناقشة أمنية جرت ليل الأحد ـ الاثنين في مكتب نتنياهو.
وذكرت أن مكتب رئيس الوزراء وضع قائمة بمطالب قال إنها «غير قابلة للتفاوض» أمام فريق مفاوضيه الذي يستعد للسفر إلى القاهرة والدوحة، وسط محاولات لاستئناف مفاوضات التهدئة واستعادة الأسرى.
ونقل موقع واينت عن مسؤول أمني قوله إن نتنياهو أصدر بيانه بشأن شروطه للصفقة من أجل عرقلة المحادثات مع مصر والمسّ باحتمالات تقدّم الصفقة، معتبرا أن «هذا السلوك ليس لائقا، وسيضر باحتمالات إعادة المخطوفين إلى ديارهم».
وأطلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، تصريحات لوسائل إعلام أميركية، ألمح فيها إلى وجود قناعة لدى قادته بأن الجيش غير قادر على تحقيق الهدف المركزي للحرب بـ «القضاء على حماس وقدراتها العسكرية»، خلافا للتصريحات المتكررة حول «الانتصار المطلق» التي يكررها رئيس الحكومة ووزراء الجناح اليميني المتشدد. وقال هغاري في تصريحاته خلال جولة بمدينة رفح، التي وصفها نتنياهو بآخر معاقل كتائب «حماس» المقاتلة، بالتزامن مع بدء عملية عسكرية طاحنة بها منذ شهرين: «إن الانتصار هو إعادة المخطوفين وإعادة السكان الإسرائيليين إلى بيوتهم في جميع الحدود، مع شعور بالأمان» في إشارة إلى مناطق غلاف غزة والمناطق المقابلة لحدود جنوب لبنان.
واعترف هغاري بعدم قدرة الجيش على القضاء على قدرات «حماس» العسكرية، بقوله لمراسل شبكة ABC: «على ما يبدو أننا سنتحدث بعد 5 سنوات أيضا عن الحركة الإرهابية حماس».
في المقابل، حذّر وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، من أن «وقف الحرب سيكون خطأ فادحاً، ووصف صياغة الاتفاق المحتمل بأنها هزيمة لإسرائيل واستسلاما لحماس لن يشارك بها».
وقال سموتريتش، الذي يهدد إلى جانب وزراء اليمين المتطرف بتفكيك حكومة نتنياهو إذا ابرم الصفقة إن «حماس تنهار وتتوسل من أجل وقف إطلاق النار. هذا هو الوقت المناسب للضغط بقوة لحين كسر وسحق العدو.. التوقف الآن قبل النهاية مباشرة وإتاحة فرصة للتعافي، ثم يقاتلنا مرة أخرى هو حماقة لا معنى لها».
ووسط احتجاجات وضغوط متزايدة في الداخل لإبرام الصفقة، قام أفراد أمن «الكنيست» بطرد وسحل شقيق أحد الأسرى المحتجزين بغزة، وسط صراخ الحضور، فيما أظهر استطلاع للرأي أن حزب ليكود بزعامة نتنياهو سيتجرع هزيمة إذا أجريت انتخابات مبكرة أمام ائتلاف يميني بقيادة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ورئيس «الموساد» السابق، يوسي كوهين، ووزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان.
انقسام وإيجابية
على الجهة المقابلة، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين في المنطقة ومسؤولين أميركيين وجود رسائل من قادة «حماس» بغزة حثّت القيادة السياسية للحركة في الخارج على قبول مقترح وقف إطلاق النار.
ونقلت «أسوشتيد برس» نفي قيادي بـ «حماس» وجود انقسام في صفوف الحركة، بعد أن نقل عنها أن مراسلات كبار قادتها العسكريين تظهر انقساما بشأن قبول خطة وقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن زعيمها بالقطاع يحيى السنوار «لا يدرك حجم الخسائر»، مع استمرار القتال والدمار للشهر العاشر على التوالي.
وقال القيادي إن الحركة وافقت على «أن تنطلق المفاوضات» بشأن الرهائن الإسرائيليين «من دون شرط وقف إطلاق نار دائم»، الذي عارضته حكومة إسرائيل بشكل حازم في الأشهر الماضية.
وأضاف: «هذه الخطوة تم تجاوزها، حيث إن الوسطاء تعهدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار».