سوق الهيدروجين يكتسب زخماً في معظم دول «التعاون الخليجي»

النفقات الرأسمالية تظل جانباً مهماً لتحقيق نظام بيئي مستدام للطاقة

نشر في 10-07-2024
آخر تحديث 09-07-2024 | 19:08
No Image Caption

يسهم الهيدروجين الأخضر إسهاماً ملحوظاً في تطور قطاع الطاقة بدول مجلس التعاون الخليجي، ويكتسب زخماً متزايداً نتيجة لذلك، ومن المتوقع أن يؤدي دوراً رئيساً في إزالة الكربون من الاقتصاد عبر قطاعات الاستعمال النهائي.

وتسعى معظم دول الخليج، إلى وضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تطوير سوق الهيدروجين في المنطقة وتأهيل نفسها لتصدير الهيدروجين في المستقبل.

وتتمتع المنطقة بالعديد من المزايا التنافسية التي تمكّن دول «التعاون» من أداء دور رئيس في اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي، فلدى تلك الدول مجموعة مزايا تنافسية تجعلها سبّاقة في مجال إنتاج الهيدروجين، علاوة على تمتعها بدرجة سطوع شمسي عالمي مرتفع، ويشهد العديد من المواقع في جميع أنحاء المنطقة ظروف رياح قوية ومتّسقة لإنتاج كهرباء متجددة موثوقة.

وقد تجعل وفرة هذه الموارد المتجددة من منطقة الخليج موقعاً محتملاً للإنتاج التنافسي للهيدروجين الأخضر، كما يوفر الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج ميزة استراتيجية تمرّ من خلالها طرق التجارة العالمية، إذ تتمتع المنطقة بارتباط قوي مع الاقتصادات المتقدمة في أوروبا، وتوفر شبكة الموانئ والبنية التحتية لخطوط الأنابيب للمنطقة إمكان الوصول إلى الأسواق سريعة النمو في آسيا وإفريقيا.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتقليل تكاليف المحللات الكهربائية ومشروعات الطاقة المتجددة المرتبطة بها، تظل النفقات الرأسمالية جانباً مهماً لتحقيق نظام بيئي للطاقة مستدام ومحايد كربونياً.

واعتماداً على موارد شركات النفط والغاز المستدامة، أنشأت اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي احتياطيات مالية كبيرة تُوَجَّه في كثير من الأحيان من خلال الصناديق السيادية نحو تطوير المشروعات ذات الأهمية الاستراتيجية.

وعلى الصعيد العالمي تهتم البلدان والمؤسسات بالهيدروجين، وخصوصاً القيمة المقترحة للهيدروجين الأخضر، وتسعى إلى وضع خطط وأهداف طموحة للوفاء بالتزامات الحياد الكربوني.

وربما تُعدّ إزالة الكربون أحد أهم العوامل التي تدفع مستقبل الطاقة من خلال استعمال التقنيات التي تستهدف تقليل الوقود الأحفوري وإزاحته من سلسلة القيمة.

وبدءاً من عام 2021، قُدّر إنتاج الهيدروجين العالمي بنحو 94 مليون طن من الهيدروجين، مع تلبية الطلب أساساً من خلال الوقود الأحفوري، الذي يمثّل أكثر من 99% من إجمالي الإنتاج.

تجدر الإشارة إلى أنه يمكن إنتاج الهيدروجين من مصادر متعددة والتقنيات المرتبطة بها، واعتمادًا على نمط الإنتاج المستعمل، يجري التصنيف على أساس اللون بهدف التمييز بين أنواع الهيدروجين المختلفة.

وبالنظر إلى أنه ناقل طاقة متعدد الاستعمالات، فإن الهيدروجين يتمتع بمكانة قوية لمواجهة التحديات الحرجة، نظراً لقدرته على الإنتاج من مصادر متعددة، واستعماله في قطاعات متعددة للاستعمال النهائي، وقدرته على التخزين والنقل عبر الأنظمة التقليدية.

في المقابل، سيكون ضمان نقل الهيدروجين من مواقع إنتاج متعددة عبر المستعملين النهائيين العالميين بأقلّ التكاليف الممكنة، أمراً أساسياً لإطلاق إمكانات إزالة الكربون من الهيدروجين.

back to top