إسرائيل تضغط عسكرياً في غزة بمواكبة تقدم مفاوضات الهدنة

• مدير «CIA» يبحث بالقاهرة والدوحة سد الفجوات
• «حماس»: نتنياهو يتمسك بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا

نشر في 10-07-2024
آخر تحديث 09-07-2024 | 19:46
فلسطينيون يحصلون على مياه للشرب في دير البلح وسط غزة أمس (أ ف ب)
فلسطينيون يحصلون على مياه للشرب في دير البلح وسط غزة أمس (أ ف ب)
صعّدت إسرائيل حملتها العسكرية في أحياء مدينة غزة، مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه لليوم الثاني على التوالي، وبمواكبة حديث عن نشاط وتقدم بمفاوضات إقرار الهدنة وتبادل المحتجزين مع «حماس»، التي تستضيفها القاهرة والدوحة بمشاركة مسؤولين أميركيين.

بمواكبة جولة مفاوضات غير مباشرة مع «حماس» تستضيفها مصر وقطر حالياً بمشاركة مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى لدفع خطة الرئيس جو بايدن المعدلة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، كثّفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية على نطاق واسع في مدينة غزة مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه أمس، لليوم الثاني على التوالي، ما تسبب بتهجير عشرات آلاف الفلسطينيين مرة أخرى ومقتل 18 وإصابة العشرات.

وأغلقت دبابات إسرائيلية كل الطرقات وسيطرت على حي الرمال وأجزاء من تل الهوى والصبرة بمساندة قصف جوي ومدفعي يكاد لا يتوقف، إلى جانب إطلاق نار من مسيرات تملأ الأجواء للحيلولة دون نصب أكمنة من قبل عناصر «حماس» التي نجحت في إعادة ترميم صفوفها بالمنطقة التي انطلقت منها الحملة البرية في 27 أكتوبر الماضي.

ورأى مراقبون أن الضغط العسكري الميداني جزء من محاولة إسرائيل للضغط على الحركة عشية انطلاق مباحثات غير مباشرة معها في الدوحة، بإشراف مباشر من الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف جسر الهوة وتقريب وجهات النظر حول النقاط الخلافية في الاتفاق المرتقب، خصوصاً ما يتعلق بالفيتو الإسرائيلي بشأن 100 من الأسرى، ذوي الأحكام العالية، ومطالبة «حماس» بالانسحاب الإسرائيلي من معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي مع سيناء.

السيسي وبيرنز

في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، موقف القاهرة الرافض لاستمرار العمليات العسكرية بالقطاع الفلسطيني، وذلك خلال لقاء مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، «CIA» ويليام بيرنز، الذي يجري «زيارات ماكوكية» بالمنطقة بهدف إتمام اتفاق وقق إطلاق النار.

وأصدرت الرئاسة المصرية بياناً، أكدت فيه أن السيسي شدد على «أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف الحرب، وضمان إنفاذ المساعدات الإغاثية، بما يكفي للتخفيف الحقيقي من الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون بالقطاع، وضرورة اتخاذ خطوات جادة ومؤثرة لمنع اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وأهمية إنفاذ حل الدولتين، في إطار تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية».

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المقربة من المخابرات، عن مصدر رفيع المستوى أن «مفاوضات الهدنة تتم وسط نشاط مكثف للوفد الأمني المصري لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف». وذكر أن هناك اتفاقاً على الكثير من النقاط التي كانت عالقة بين طرفي الحرب المتواصلة منذ 10 أشهر.

وأشار المصدر إلى أن «المفاوضات ستعود إلى القاهرة بعد الدوحة» التي انتقل لها بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنيع أمس.

تحذير وتشكيك

جاء ذلك في وقت حذرت «حماس» على لسان رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية من أن «ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلبه إخلاءها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير سيكون له تداعيات كارثية».

وأبلغ هنية في اتصالات الوسطاء أنّ «من شأن التصعيد أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر»، مؤكداً أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه يتحملان المسؤولية الكاملة عن «انهيار هذا المسار».

وأكد مصدر بالحركة، أمس، أن التسريبات الإعلامية بأن «حماس» وافقت على أن تنطلق المفاوضات بشأن الرهائن من دون وقف إطلاق النار كلام غير دقيق، مشدداً على أن الخوض بالتفاصيل لا يفيد المفاوضات.

وأوضح لـ»العربية/الحدث»، أن موقف الحركة ثابت، وهو ينطلق من أساسيتين، الأول وقف إطلاق نار شامل، والثاني انسحاب كامل من القطاع.

وجاء ذلك بعد أن ذكرت تقارير نقلاً عن مصادر بالحركة الإسلامية أنها تخلت الأسبوع الماضي عن مطلبها المتمثل في التزام إسرائيل بوقف الحرب التي تريد الدولة العبرية من خلالها تدمير قدرتها على حكم وإدارة القطاع. ونقل عن مصدر آخر أنّ إسرائيل لم تُبدِ أيّ مواقف مرنة بخصوص الانسحاب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا.

إمكانية وتفكيك

على الجهة المقابلة، أفادت أوساط إسرائيلية بإمكانية إبرام صفقة إنقاذ الرهائن لكنه سيأتي على حساب انهيار الائتلاف الحكومي الخاضع لهيمنة التيار اليميني المتطرف، معتبرة أن «المشكلة بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي أنه لن تكون لديه حكومة إذا توصل إلى اتفاق».

وجاء التقدير بإمكانية إبرام الصفقة بعد أيام من كشف مصادر مطلعه في القدس لـ»الجريدة»، أن نتنياهو طلب من سياسيين وسطيين بينهم الوزير السابق بيني غانتس وزعيم المعارضة يائير لابيد دعمه في البرلمان بحال إقدامه على الخطوة التي يعارضها اليمين المتطرف بشدة.

وتزامنت تلك التطورات مع احتدام الخلافات بين التيارات السياسية المختلفة في الكنيست حيث توقع وزير وزير كبير من «الحريديم» احتمال حل البرلمان، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوافي غالانت «بدء استدعاء اليهود المتدينين للخدمة العسكرية الشهر المقبل.

احتجاج وتخلي

وعلى الصعيد الدولي، اعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أوامر الإخلاء الجديدة التي شملت سكان أغلب أحياء مدينة غزة مروعة. واحتج المكتب الأممي على خطوة التهجير القسري إلى مناطق تجري فيها عمليات عسكرية وسط غياب للمأوى والاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب.

وفي لندن، صرح رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر أنه يعتقد أن للفلسطينيين حقاً لا يمكن إنكاره في دولة فلسطينية، فيما رجحت «الغارديان» أن يتخلي الرجل الذي تولى السلطة بدلاً من المحافظين في بريطانيا، عن الطعن أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرة الاعتقال الصادرة عنها بحق نتنياهو.

back to top