هدد أصوليون متشددون في إيران بعدم السماح للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بإكمال ولايته التي تبلغ 4 سنوات، متعهدين بإنهائها بكل الطرق قبل نهاية العام الإيراني الحالي (خلال أقل من ثمانية أشهر)، وذلك في رد فعل عنيف على خسارة المرشح الأصولي المتشدد سعيد جليلي للانتخابات الرئاسية، وسط خلافات قوية داخل تيار الأصوليين.

وقامت الشرطة الإيرانية، أمس، بإقفال مكاتب الطيران التركي في طهران، بحجة عدم التزام هذا المكتب بالقوانين الإيرانية التي تفرض على المراجعين لبس الحجاب الإجباري، بعد يوم واحد من لقاء قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان، الذي يعتبر من أنصار جليلي، ومن أشد الأصوليين المتطرفين في البلاد، مع بزشكيان، الذي شدد خلال اللقاء على أنه يعارض تحركات شرطة الأخلاق بشكلها الحالي.

Ad

كما جاء ذلك بعد يوم واحد من اتصال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببزشكيان، الذي ينحدر من أصول أذرية، وقرر الرجلان أن يتحدثا بالتركية التي يتحدثها بزشكيان بطلاقة.

واعتبر تحرك الشرطة الإيرانية باتجاه مكتب الطيران التركي رسالة إلى بزشكيان بأنه لن يُسمح له بالتحرك كيفما يشاء في البلاد. وكان رادان استغل منصبه لأهداف سياسية سابقاً، فقد سمح لبعض المتطرفين الأصوليين بمهاجمة السفارة البريطانية في طهران، ما أثار وقتها أزمة دبلوماسية كبيرة، وتكرر الأمر بالنسبة للهجوم على السفارة السعودية بطهران، والقنصلية في مشهد، حيث تذرع رادان بأن قيادة الشرطة حينها لم تمنع الأصوليين من مهاجمة السفارة، لأن قرار رئيس الجمهورية حينها حسن روحاني بالتصدي للمحتجين وصل متأخراً.

يأتي ذلك وسط اشتداد الحرب الإعلامية في الأيام الأخيرة بين الأصوليين، واتهم أنصار جليلي، الذي يمثل الجناح المتشدد في الأصوليين، رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بالخيانة ودعم المرشح الإصلاحي في الاقتراع، وتقديم الوعود له بمساعدته في ضمان نيل حكومته ثقة النواب.

وعلى عكس السائد سابقاً، حينما كان هذا الأمر مقتصرا على الإصلاحيين، اتهم بعض الأصوليين مجلس صيانة الدستور «بهندسة الانتخابات»، وتشتيت آراء الأصوليين وإفساح المجال لبزشكيان للفوز. وكتب النائب عن مدينة قم محمد منان رئيسي، على موقع «اكس»، «أعضاء مجلس صيانة الدستور جلسوا تحت المكيفات، وسلموا البلاد مرشحين لا يمكن تركيبهم على بعضهم البعض بأي شكل من الأشكال».

وكشف مصدر في مكتب المرشد علي خامنئي أن بعض أنصار جليلي انهالوا بالرسائل على المرشد، يطالبونه بإقالة الأمين العام لمجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، بحجة كبر سنه، وقاموا بترشيح محمد رضا مدرسي يزدي للحلول مكانه.

وغرد النائب أمير حسين ثابتي، رئيس الحملة الانتخابية لجليلي، معتبراً أنه «يجب أن يتم تشكيل أركان حكومة في الظل من قبل جليلي». ومن غير المعلوم إذا كان ذلك يشمل تعيين خليفة للمرشد أيضاً في حكومة الظل، لكن هذه التغريدة عكست غضبا عارما من قبل أنصار جليلي حتى ضد خامنئي الذي عادة يعتبر خطا احمر بالنسبة للاصوليين.

وطالب حميد رسائي، أحد النواب المحسوبين على جليلي، بإقالة قاليباف من منصبه كرئيس للبرلمان.

وقال النائب حامد عاقل، أحد المقربين لقاليباف، في تغريدة، إن النواب التابعين للجناح المتشدد في الأصوليين، بقيادة رسائي وثابتي، بدأوا عملية التوقيع على سحب الثقة من بعض النواب بذريعة دعم بزشكيان في الانتخابات الرئاسية.