مع تصاعد الهجمات الروسية، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) تزويد أوكرانيا بـ 5 أنظمة دفاع جوي إضافية، بما في ذلك بطاريات صواريخ باتريوت، متعهداً بمد كييف بعشرات من أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية خلال الأشهر المقبلة.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في افتتاح قمة «ناتو» بواشنطن بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيسه، أن الولايات المتحدة وهولندا ورومانيا وإيطاليا وألمانيا ستزود أوكرانيا بخمسة أنظمة دفاع جوي، بينها 4 بطاريات من نوع باتريوت وصواريخ أرض جو فعالة، خصوصاً في اعتراض الصواريخ البالستية الروسية. وفي اليوم الثاني من القمة، أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن الحلف، ممثلاً في الدنمارك وهولندا، بدأ إرسال مقاتلات «إف- 16» لأوكرانيا.

Ad

غير أن الحلف يواجه «فجوة خطيرة» في إنتاج الأسلحة، وفق صحيفة وول ستريت، لافتة إلى أن الأمين العام ينس ستولتنبرغ أكد أن «حرب أوكرانيا أظهرت فجوات خطيرة في الطاقة الإنتاجية الدفاعية بين الدول الأعضاء».

وكشف ستولتنبرغ، أن الحلفاء سيوقعون تعهداً صناعياً دفاعياً جديداً هذا الأسبوع لزيادة الإنفاق الدفاعي، وتنسيق الإنتاج بشكل أفضل بين مختلف الدول، لكنه أقر بأن الجهود المبذولة حتى الآن لم تكن كافية لتلبية الطلب من ساحة المعركة في أوكرانيا.

ورفض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ضمان الوفاء بالتزامه الرئيسي بشأن الإنفاق الدفاعي خلال فترة ولايته الأولى في المنصب، رغم وعده «القول» بذلك.

وفي خطابه، الذي كان مرتقباً بعد شكوك حول قدرته على الفوز بولاية ثانية، شدد بايدن على أن «روسيا لن تنتصر»، فيما خيم ظل منافسه الجمهوري دونالد ترامب على قمة «ناتو».

لكن بايدن رحب بحلفائه في واشنطن بخطاب وصفته هيئة الإذاعة البريطانية بـ «الناجح والصارم»، حيث قدم «درساً في التاريخ ودعا لحمل السلاح في الوقت نفسه»، مشيرة إلى أنه بدا رجلاً يعالج «أضخم التحديات في حياته السياسية». من جهته، وصف موقع بوليتيكو خطاب بايدن بـ «الواضح والحيوي»، حيث من دون «التعثر في كلماته»، كما يفعل عادة، قدر الثمانيني أن «أوكرانيا يمكنها إيقاف بوتين، وأنها ستفعل ذلك». وأوضحت شبكة سي إن إن أن بايدن كان «مرشداً لا يتزعزع» للحلف الأطلسي وجعل من «بقاء» الديموقراطية في العالم «حجر الزاوية» لرئاسته، لكن هذا الأسبوع ستكون لديه أولوية أكثر إلحاحاً، هي «إنقاذ نفسه». إلا أن المؤرخ والأستاذ في جامعة السوربون غيوم لاسكونجارياس أكد لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، أن «تولي رجل عجوز قيادة الناتو سيزيد من التساؤلات حول قدرة الأميركيين على الحفاظ على قيادتهم للتحالف»، الذي يضم 32 دولة تمثل أكثر من 60% من الإنفاق العسكري العالمي، وتقع 30 منها في الجانب الأوروبي.

وأشار إلى أن الجمهوريين ينتقدون خلال حملتهم الرئاسية مسألة أن «الولايات المتحدة تدفع لبقية العالم»، إضافة إلى أنه يمكن للولايات المتحدة أن تقرر التركيز على الصين ومنطقة المحيط الهادئ والهندي، مقابل السماح للحلف الأطلسي بالاهتمام بروسيا وأوروبا.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه لا يمكنه التنبؤ بما سيفعله ترامب إذا فاز بالرئاسة مجدداً، مشدداً على أنه «حان الوقت للخروج من الظل واتخاذ قرارات قوية والتحرك وعدم الانتظار».

وأعرب عن أمله ألا ينسحب ترامب من «ناتو»، وأن تستمر الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا، في حين دأب المرشح الجمهوري على انتقاد حجم الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، الذي بلغ نحو 60 مليار دولار، ووصف زيلينسكي بأنه «أعظم مندوب مبيعات على الإطلاق». في هذه الأثناء، أعلن ستارمر أن أوكرانيا يمكنها استخدام صواريخ «ستورم شادو» البريطانية طويلة المدى لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا، موضحاً أن مساعداته العسكرية «لأغراض دفاعية، لكن أمر استخدامها متروك لأوكرانيا».

في المقابل، هدد المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف برد إذا سمحت بريطانيا لأوكرانيا بضرب روسيا بأسلحتها، معتبراً أن ذلك سيكون خطوة تصعيدية متهورة. من جهة ثانية، أكد بيسكوف أن الجيش الروسي ما زال يعمل على إقامة «منطقة عازلة» في منطقة خاركيف، لكن ذلك سيستغرق وقتاً.

وفي اليوم الثاني من القمة، أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن دول «ناتو»، ممثلة في الدنمارك وهولندا، بدأت ترسل مقاتلات «إف - 16» الموعود بها الى أوكرانيا.