في وقت لا يزال تبادل القصف بين إسرائيل و»حزب الله» على جانبي الحدود تحت السيطرة نسبياً، رغم تصاعد حدة الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية وزيادة مخاوف تحولها إلى حرب شاملة، خاصة إذا فشلت جهود وقف النار بغزة المتواصلة حالياً، لوّح القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، بالانخراط المباشر على جبهات القتال.

وقال سلامي، في تصريحات أمس، إن «عملية الوعد الصادق دليل على قوة المسلمين، وأننا سنتحرك إذا تطلّب الأمر ذلك»، في إشارة إلى القصف الصاروخي والجوي المباشر الذي شنته بلده على إسرائيل مطلع مايو الماضي، بعد مقتل قيادي كبير في «الحرس» بغارة جوية دمرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق.

Ad

وأضاف سلامي: «ليس مقرراً أن نقف مكتوفي الأيدي، ونحن لا نجلس ونترك الآخرين في جبهة المقاومة وندعمهم فقط، إذا لزم الأمر، سنشهر السيوف بأنفسنا وندخل ميادين الحرب. لأن عزة المسلمين أوجب من أي شيء آخر».

وتابع: «المقاومة تتعاظم، والصهاينة يتعرضون اليوم للقصف من قبل المقاومين في فلسطين والعراق واليمن ولبنان، وهذا هو أفضل رمز للوحدة بين المسلمين ونقل الحرب إلى داخل الأراضي المحتلة».

جاء ذلك بعد يومين من تأكيد «الخارجية» الإيرانية أن طهران لن تتوانى في الدفاع عن لبنان ضد أي اعتداء إسرائيلي عليها، محذّرة من أن ذلك سيزيد من حدة التوتر في المنطقة ويستهدف الأمن والسلم فيها. في غضون ذلك، أكَّد الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله أن «المقاومة في لبنان» ماضية في مساندة غزة، ولا يمكن أن تتراجع، حتى «تصل إلى الهدف الذي تتطلع إليه في جميع جبهات الإسناد»، في إشارة إلى وقف العدوان على القطاع الفلسطيني. وفي حين رأى رئيس كتلة الحزب البرلمانية، محمد رعد، أن إسرائيل عاجزة عن مواصلة معاركها في غزة وفتح حرب شاملة في لبنان، تحدثت تقارير عبرية عن حالة من الغضب تنتاب مستوطني الجولان السوري الذي يصفه بعضهم بأنه صار «مضمار رماية» لعناصر الحزب اللبناني المنتشرة به.وفي تصريحات منفصلة، أكد نصرالله أن «حماس» تفاوض باسم كل «محور المقاومة» وما ترضى به سيرضى به الجميع، مشددا على أن العالم كله أيقن أن إسرائيل غير قادرة على «الحسم العسكري»، ويجب أن توقف النار، وعدم التهديد باجتياح لبنان، لأن جيشها سيفشل حتماً في تغطية الجبهة من الجنوب حتى الليطاني نظراً لفشله في رفح الضيقة.

وأتى ذلك غداة وابل الصواريخ الذي أطلقه الحزب اللبناني المتحالف مع طهران ودمشق، وأدى إلى مقتل مستوطن وزوجته، إضافة إلى العديد من الحرائق التي اندلعت في المنطقة منذ بدء هجماته الموازية لحرب غزة المتواصلة منذ 10 أشهر.

وذكرت قناة الأخبار الـ 12 العبرية، أن نحو 40 صاروخًا أطلقها «حزب الله»، أصاب أحدها سيارة مستوطن وزوجته بشكل مباشر، بينما كانت على الطريق السريع 91، وهو الوحيد الذي يؤدي إلى شمال الجولان. ولفتت القناة إلى أن الحزب أراد أن يُظهر لإسرائيل أنه زاد مدى صواريخه، إلا أنه حتى الآن يحذّر من ضرب تجمعات السكان.

ومع تزايد مخاطر توسّع القتال لجرّ أطراف إقليمية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم منشآت للجيش السوري النظامي «بسبب تجاوزها المنطقة العازلة، في انتهاك لاتفاق فصل القوات بهضبة الجولان».