مع حمله بقوة على منافسه الديموقراطي الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تمكّن من ترميم صورته في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بخطاب وُصف بالدرس الصارم الواضح في التاريخ، يبحث الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب عن شخص كفء ومخلص، ليشغل منصب نائب الرئيس بشرط أن يبقى في ظله ولا يتجاوزه.

فهل يختار ترامب، الذي يتعين عليه إعلان نائبه رسمياً قبل انعقاد المؤتمر الجمهوري في ميلووكي الأسبوع المقبل، السناتور المؤثر من فلوريدا ماركو روبيو؟ أم حاكم داكوتا الشمالية دوغ بورغوم غير المعروف جماهيرياً؟ أم جي دي فانس، المؤلف الشاب الذي يحظى بشعبية كبيرة في الكونغرس؟ أم يحدث مفاجأة عن طريق اختيار شخص غير متوقع؟

Ad

ولزم ترامب الصمت بشأن خياره لنائبه المثالي، واكتفى بتأكيد أنه «سيكون نائباً عظيماً»، قبل أن يعدد شروطاً ينبغي أن تتوافر في ذراعه اليمنى. وقال: «نحن بحاجة لشخص يساعدنا على الفوز»، ويؤدي انضمامه إلى توسيع قاعدة الناخبين. ولكن أيضاً «قادر على القيام بعمل ممتاز كرئيس».

أما الصفة الأخرى التي يبحث عنها ترامب، ربما أكثر من أي شيء آخر، فهي الوفاء، التي نزعها عن نائبه مايك بنس، لرفضه عرقلة التصديق على فوز بايدن في الكونغرس، خلافاً لأوامره في يناير 2021.

وفي خطاب زخر بالمبالغات في نادي دورال للغولف الذي يملكه بفلوريدا، حمل ترامب بقوة، أمس الأول، على بايدن وصحته، معتبراً أن «هذه أكبر عملية تستر في التاريخ السياسي، والجميع مشاركون في المؤامرة المشؤومة لخداع الرأي العام حول القدرات المعرفية للرئيس» البالغ 81 عاماً.

وفي الخطاب، الذي استمر 75 دقيقة، اتهم بايدن بأنه فاسد وغير كفؤ ويعاني اضطرابات إدراكية، ويختفي بانتظام من المكتب البيضاوي تاركاً نجله هانتر، المُدان بحيازة سلاح بطريقة غير قانونية، يحكم الولايات المتحدة بمساعدة زوجته جيل.

وتحدى ترامب بايدن في مناظرة أخرى من دون مشرف على النقاش ودعاه إلى خوض مباراة غولف، مؤكداً بسخرية «سيكون ذلك أكثر الأحداث الرياضية متابعة في التاريخ، وأكثر أهمية من رايدر كاب أو حتى الماسترز، وفي حال فاز سيتبرع لمنظمة خيرية بمليون دولار».

وفي أوج الشكوك حول قدرته على الفوز بولاية ثانية، تعافى بايدن من آثار مناظرته الكارثية مع ترامب، ورحّب بحلفائه في واشنطن على هامش قمة «الناتو»، وألقى خطاباً اعتبرته هيئة الإذاعة البريطانية صارماً ودرساً في التاريخ، ووصفته شبكة «سي إن إن» وموقع بوليتيكو بـ «الواضح والحيوي» يشير إلى مرشد لا يتزعزع لـ «الناتو»، وحجر الزاوية للديموقراطية في العالم.

في المقابل، أفاد موقع «أكسيوس» بأن عضو مجلس الشيوخ مايكل بينيت أصبح أول سناتور ديموقراطي يعلن انفصاله بشكل علني عن بايدن، معتبراً أن ترامب يسير على الطريق الصحيح للفوز بالانتخابات، وربما بأغلبية ساحقة، ويمكن أن «يأخذ معه الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب أيضاً».

وحسب «أكسيوس»، فإن بينيت «كان أول واحد من 3 ديموقراطيين في مجلس الشيوخ، قالوا، أمس الأول، إنهم يشكون في قدرة بايدن على التغلب على ترامب، مشيراً إلى أن العديد من الأعضاء طالبوا خلال اجتماعاتهم بالكونغرس «بإجراء محادثات بشأن ما إذا كان يجب أن يظل بايدن مرشحهم، لكنهم غادروا دون حدوث أي تغيير في المواقف».