في حدث قد يحدد مصير ترشحه لولاية ثانية، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، مؤتمراً صحافياً له منذ مناظرته الكارثية ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب، في وقت قام فريقه بالاتصال هاتفياً بالمندوبين الأفراد قبل عقد المؤتمر الديموقراطي في منتصف أغسطس بشيكاغو لقياس ولائهم، وخوفاً من حدوث ثورة ضد ترشحه.

وتوجهت أنظار العالم نحو الرئيس، (81 عاماً)، خلال قمة حلف شمال الأطلسي بواشنطن، وهو يواجه امتحانا عسيرا، فيما يحاول تهدئة الدعوات المتزايدة من حزبه الديموقراطي إلى التنحي بسبب سنّه وصحته.

Ad

وأي أخطاء يرتكبها بايدن، خلال هذا الحدث الذي يعقد في مركز المؤتمرات بواشنطن، قد يزيد بشكل كبير من عدد الديموقراطيين الذين سيحضّونه على الانسحاب من السباق الرئاسي.

وأمس الأول، دعا الممثل جورج كلوني الرئيس الأميركي إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، بعد أسابيع فقط من تنظيم حملة لجمع التبرعات للرئيس، كما دعته شخصيات بارزة في الحزب، مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، إلى «اتخاذ قرار»، ما يعني ضمنا أن القرار الذي اتخذه، أي البقاء في السباق، ليس بالضرورة الخيار الصحيح.

وأفاد موقع أكسيوس، أمس الأول، بأن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أخبر المانحين بشكل سري بأنه منفتح على فكرة استبدال بايدن، لكن في بيان أصدره مكتبه مساء اليوم نفسه، قال شومر إنه يدعم الرئيس بايدن، وإنه «مصمم على ضمان هزيمة دونالد ترامب في نوفمبر».

لكن يُعتقد أن العديد من الديموقراطيين ينتظرون لرؤية ما سيكون عليه المؤتمر الصحافي المنفرد لبايدن، لاتخاذ قرارهم. وعقد بايدن مؤتمرات صحافية منفردة أقل من أسلافه، ولم يظهر في الفترة الأخيرة إلا بشكل مشترك مع قادة أجانب، مع أسئلة مقتضبة. ويضاف إلى ذلك عدم إجراء مقابلات، ما دفع المنتقدين إلى اتهام البيت الأبيض بإخفاء تأثير تقدم أكبر رئيس أميركي في السن عن الجمهور.

وتعهدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار مرارا بأن يتضمن المؤتمر الصحافي أسئلة متعددة. ومن شأن أداء ضعيف للرئيس خلال المؤتمر الصحافي أن يزيد المخاوف المحيطة بسنه وصحته، والتي بدأت عندما بدا فاترا وغير متماسك في أحيان كثيرة خلال المناظرة التلفزيونية ضد الجمهوري دونالد ترامب (78 عاما).

ويسعى حلفاء «ناتو» أيضا إلى الحصول على طمأنة بشأن قدرات بايدن القيادية، فيما يتخوفون من أن تتسبب عودة ترامب الانعزالي في مشكلات للحلف، لكن «نيويورك تايمز» ذكرت أن بعض الشخصيات الديموقراطية المهمة، مثل بيلوسي، يحاولون اتباع نهج مختلف، مخاطبة جانبه العقلاني بدل استفزاز عناده الذي طبع مسيرته السياسية.

وخوفاً من حدوث ثورة ضد ترشحه، يقوم مساعدو بايدن بالاتصال هاتفياً بالمندوبين الأفراد قبل عقد المؤتمر الديموقراطي لقياس ولائهم، وفقاً لما أكده 3 مندوبين تلقوا مكالمة هاتفية هذا الأسبوع. وقال المندوبون، لصحيفة بوليتيكو، إن مساعدي بايدن طرحوا عليهم عدداً من الأسئلة، بعد التأكد أولاً من أنهم ما زالوا يخططون لحضور مؤتمر شيكاغو.

وذكر أحد المندوبين أن مساعد بايدن سأله عما إذا كان لديه أي خلافات محتملة مع الرئيس، بينما أشار مندوب آخر إلى أن السؤال الموجه له كان أكثر مباشرة، حيث سأله المساعد: «هل هناك أي سبب يمنعك من دعم الرئيس في المؤتمر؟»، أما المندوب الثالث فقد أوضح أنه سُئل عما إذا كان لديه أي مخاوف تخص استمرار بايدن في السباق الرئاسي.