غداة تبادل جماعة «أنصار الله» وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في اليمن الاتهامات بشأن مقتل شخصين وجرح 7، معظمهم أطفال، سقطوا جراء قصف طيران مسيّر في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، شككت أوسط يمنية رسمية بإعلان زعيم الجماعة المتمردة المسيطرة على صنعاء عبدالملك الحوثي نيته تشكيل حكومة جديدة الأحد الماضي ووضعتها في خانة محاولة إنهاء الشراكة الصورية مع حزب الرئيس الراحل علي صالح.

وقال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة المعترف بها أسامة الشرمي، في تصريحات نقلت عنه أمس: «يبدو أن ميليشيا الحوثي تتوقع هبّة شعبية للمطالبة بالمرتبات وبعض الحقوق التي سُلبت من المواطنين في مناطق سيطرتها».

Ad

وأضاف المسؤول بالحكومة، أن الحركة المتمردة «تسعى من خلال هذا الإعلان إلى تهيئة الأجواء لإقصاء شريكها في مناطق سيطرتها، تحديداً المؤتمر الشعبي العام، الذي لا يزال أحد قياداته، عبدالعزيز بن حبتور، يرأس ما يسمى بالحكومة في مناطق الحوثيين». وتابع الشرمي، أن هذه «حكومة لا يعترف بها أي أحد، حتى الحوثيين أنفسهم، وما هذا الإعلان إلا خطوة استباقية لجس نبض المؤتمرين، ومحاولة لتهيئة الأجواء أمام سيطرة الحوثيين بشكل كامل على مفاصل الإدارة المدنية والقضاء».

وأوضح الشرمي: «طبعاً وجود المؤتمر الشعبي العام في الحكومة، وفي كثير من المؤسسات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، هو وجود صوري، وهم لا يمتلكون القرار، بل إن أختام المؤسسات التي يرأسها قيادات من المؤتمر، بيد وبتصرف كامل من مشرفين تابعين لجماعة الحوثي نفسها».

وجاء ذلك في وقت رأى متابعون للشأن اليمني أن إعلان الحوثي عن الحكومة قبل شهرين من تشكيلها له أغراض ورسائل عديدة أبرزها محاولة دعم مطالبه بـ»تنازلات اقتصادية وسياسية من الطرف الآخر، المتمثل بالتحالف العربي بقيادة السعودية، ومن الحكومة المعترفة بها دولياً». وسبق أن أصدر الحوثيون قراراً بإقالة حكومة بن حبتور، قبل نحو 10 أشهر، وتحديداً أواخر شهر سبتمبر الماضي، وتكليفهم في القرار ذاته حكومة تصريف أعمال.

ويشير متابعون يمنيون إلى أن مرور نحو سنة كاملة بين إعلان الإقالة والحديث عن الحكومة الجديدة يؤكد أن الحوثي «يواصل تخبطاته وفشله وإظهار حالة من عدم اللامبالاة بالصعوبات التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرته».

وفي خطاب الأحد الماضي، برر الحوثي تأخر تشكيل الحكومة بـ»الانشغال بمتابعة التصعيد والمجهود الحربي المساند لغزة».

إلى ذلك، جددت واشنطن، أمس الأول، تحذير رعاياها من السفر إلى اليمن، متوقعة حدوث «هجمات إرهابية» في ظل استمرار الاضطرابات الداخلية، وتزايد المخاطر الصحية.

وتحدّث مكتب الشؤون القنصلية، في وزارة الخارجية الأميركية، عن معلومات جديدة تحذر الأميركيين وحملة الجنسية المزدوجة مع اليمن، كونها تشير إلى مخططات لتنظيمي «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، و»داعش»، لتنفيذ هجمات.

وتوقع التحذير الذي يضع اليمن في المستوى الرابع من التصنيف، حدوث هجمات إرهابية «دون سابق إنذار» في محافظات البيضاء وأبين وشبوة.

ويأتي التحذير متزامناً مع هجوم مسلح شنته عناصر تنظيم «القاعدة» بواسطة قذائف مدفعية، على موقع عسكري تابع لوحدات عسكرية من اللواء الأول في قوات «دفاع شبوة» الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بمديرية الصعيد، جنوبي محافظة شبوة، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ثالث بجروح بالغة.