الوقاية من أمراض الصيف الشائعة
تتنوّع الأمراض التّي تشيع أو تكثر في فصل الصيف حتّى باتت تسمّى أمراض الصيف، وهي أمراض قد تحدث بطبيعة الحال في أيّ وقت من العام، لكن يكثر حدوثها في فصل الصيف بسبب الشّمس أو الحرارة العالية أو المسابح الملوثة كأمراض الحساسية والأكزيما، أو بسبب الأكل الفاسد أثناء الإجازة، وكذلك الجفاف وضربات الشمس نتيجة الحرارة العالية ونقص شرب الماء يعد الأكثر إشاعة للإصابة عند الكبار والصغار.
لذلك تعتبر ضربة الشمس أحد أخطر أمراض الصّيف التي تحدث بسبب ارتفاع درجة الحرارة والتّعرّض لأشعّة الشّمس القوية، بالرغم من الاستمتاع بماء البحر أو المسبح، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم وصداع وغثيان وترجيع، كما يشكو المصاب من جفاف لنقص السوائل وقد يدخل في غيبوبة، وإن لم يكن معه أحد ينتبه له نتيجة حدوث اختلال في مستوى الأملاح وقلة شرب الماء أو زيادة التعرق بالمقارنة مع كمية الشرب، كما أن هذا الاعتلال الملحي سؤثر على مجهود القلب، وعمل العضلات والكلى نتيجة خسارة السوائل، وهذا قد يؤدي أيضا لسرعة تكون حصوات الكلى وتراكمها.
كما أن الصداع المزمن قد ينتاب الكثيرين نتيجة ارتفاع الضغط الحراري، أو التهاب في الجيوب أو نتيجة توتر العضلات العينية بسبب أشعة الشمس العالية وخسارة الماء الزائد عن طريق التعرق، والأفضل في الحالتين عمل التحاليل اللازمة للمصاب حتى يتم إنقاذه بشكل صحيح، وبعد الإسعافات الأولية فور الإصابة ننصح بنقله مباشرة إلى مكان مظلل وليس باردا لدرجة التكييف منعاً للصدمات الحرارية، وإعطائه سوائل كافية لتعويض ما فقده، وقد يحتاج إلى نقله لأقرب مستشفى لتعويض الصوديوم والبوتاسيوم والكلور وأحيانا الحديد وريدياً.
كما أن الكثير من الأطفال والكبار خلال السفر أو الرحلات الطويلة قد يصابون بالتسمم الغذائي أو الإسهال المزمن والترجيع وآلام البطن المبرحة وارتفاع درجة الحرارة للجسم والجفاف العام، بسبب الأكل الفاسد نتيجة التعرض لدرجات الحرارة العالية دون الانتباه إلى حرارة التخزين أثناء الرحلة، كما يمكن أن تتسبب بطفيليات طويلة الأمد تبقى في الأمعاء إن لم تعالج. ويلاحظ صيفاً إصابة الأطفال خاصة واحتمالية الكبار بالإصابة بحروق الشمس خاصة على الشواطئ، ولدغ الحشرات في المنتزهات، وأحياناً الالتهابات الفيروسية بسبب حرارة الجسم العالية في الصيف، كالحزام الناري أو الحصبة أو الجدري المائي، وهي أنواع من العدوى وارتفاع شديد لدرجة حرارة الجسم الداخلية، وهنا ننصح بعدم تعريض الجسم خاصة الرأس إلى صدمة الماء البارد أو المثلج! بل يكفي تبريد المريض بكمادات جل نبات الألوافيرا المبرد أو الكحول أو محلول الكالامين، حتى تجف الفيروسات الفقاعية ولا تنتشر عند تبريد الجسم، ولا مانع من أخذ حبوب أو شراب التحسس منعاً للحكة والانتشار، ولو لزم الأمر لا مانع أيضاً من استعمال دواء خافض للحرارة خاصة عند الأطفال.
وللتخلّص من حرّ الصّيف يلجأ الناس للسباحة، وقد يصاب البعض ببعض الأمراض نتيجة تلوث مياه أحواض السباحة، مثل التهاب الأذن الخارجية والتهاب الأمعاء والالتهابات البولية، كما قد تؤدي السباحة أيضا إلى غرق البعض وما يرافقه من أعراض تنفّسيّة قد تودي بالحياة، لذلك ننصح كل من وقع بهذه الظروف أن يقوم بعمل تحاليل طبية للدم والاطمئنان على الصحة العامة.