بعد أن تلقيت تنبيهاً من (الرقابة) بتجاوزي المحظور قمت بتعديل إحداثيات بوصلة مقالي لتتماشى مع تعليمات «الجريدة» الموقرة، ونحن بأمر شوارب مقص الرقيب، ولذا سأدخل في صلب الموضوع دون مقدمات أو تشعبات، حيث إن إحدى المذيعات العربيات اعتادت بين فترة وأخرى إثارة أي خبر يخص دولة الكويت ليكون مادة للسخرية والاستهزاء من قبل متابعيها، معتقدة أن ما تقدمه من تفاهة هو مهنية إعلامية تندرج تحت مسمى الإعلام المنفتح.

في يوم الأحد 30/ 6/ 2024 كعادتها خرجت المذيعة عبر برنامجها الذي تأخذ مصادره من قنوات التواصل الاجتماعي ويصاغ بطريقة إعلامية على نظام (قص لزق)، ولا يهمها إن كان الخبر قديماً أو جديداً، ولا تكلف نفسها البحث والتحري عن الحقيقة المهم أنها تؤدي دورها، فوجدت ضالتها في د. عثمان الخميس فقط لأنه كويتي الجنسية، وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن الخميس لأنه أقدر وأجدر بالدفاع عن نفسه، فقد عرضت المذيعة مقطع فيديو قديماً قبل ثلاث سنوات تقريباً للدكتور الخميس وهو يتحدث عن شخصية جابر بن حيان الجدلية، وأنها شخصية وهمية وليست حقيقية.

Ad

وفي المقابل استضافت أحد دكاترة التاريخ ليعلق على الخبر، فأخذ يشرق ويغرب وحاس أم الموضوع واتهم جماعة الإخوان المسلمين، ولا أعلم ما الرابط بين د. الخميس والإخوان، وأنا على يقين لو كان د. الخميس من جنسية أخرى لما تطرقت له في برنامجها، لأن ما قاله لم يكن بالخبر الجديد، بل تحدث علماء المسلمين منذ مئات السنين على أن شخصية ابن حيان تكاد تكون خيالية ليس لها وجود، وإن بعض المشايخ الأجلاء من المملكة العربية السعودية الشقيقة ومنهم د. عبدالرحمن قائد تحدثوا منذ سنوات عن شخصية جابر بن حيان، ومع ذلك لم تتطرق لهم المذيعة في برنامجها.

هنا اتضحت الرؤية وأصبحت المسألة لا تقبل الجدال أو التأويل بأن المذيعة لديها عقدة اسمها الكويت قد نكتشف في القادم من الأيام الأسباب التي جعلتها تصاب بلوثة عقلية، فأصبحت لا تميز بين خبر جديد أو قديم أو حتى سبق صحفي ليكون مادة دسمة للمتلقي.

ثم أما بعد:

إذا كانت دولة الكويت مسببة لهم صداع مزمن فعلاجهم هو أن حذاء الكويت يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا.