في خطوة إيرانية فریدة، نشرت صحيفة جوان التابعة للحرس الثوري مقالاً لقائد سلاح الجو اللواء أمير علي حاجي زاده، حذر فيه أنصار المرشح الرئاسي الخاسر سعيد جليلي المحافظين المتطرفين من الاستمرار في تحركاتهم ضد الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان.
وكتب حاجي زاده، الذي يعد من الشخصيات العسكرية ذات الشعبية الكبيرة بين الأصوليين، خصوصاً مَن يعتبرون أنفسهم ثوريين وأتباع الأيديولوجيا الثورية بإيران، أن الانتخابات كانت نزيهة وأحد المرشحين حصل على أكثرية أصوات الشعب، والمنافسة بين الاتجاهات السياسية انتهت مع انتهائها، والجميع يجب أن يخضعوا للنتيجة، والرئيس المنتخب هو رئيس لكل الشعب، وليس لفئة أو مجموعة خاصة، ولم يعد هناك معنى لاستمرار بعض الذين خسر مرشحهم في التهديد والوعيد.
وشدد على أن بزشكيان منتخب من الشعب ومدعوم من كل الثوريين، ولن يُسمح لأحد بالمزايدة على أحد بحجة أنه ثوري أكثر من الآخرين.
وجاءت مقالة حاجي زاده بعد يومين من دعوة بعض المتطرفين المتشددين جليلي إلى تشكيل حكومة ظل لا دولة ظل، في إشارة ضمنية لعدم اكتفائهم بالرئاسة من الآن فصاعداً، وسيسعون لتشكيل مجموعات تسيطر مستقبلاً على كل أركان السلطة، ومن بينها منصب المرشد الأعلى علي خامنئي.
ووفق القاموس السياسي الإيراني فإن الدولة تعتبر الأركان التي هي تحت سيطرة رئيس الجمهورية، ولكن الحكومة تعتبر الأركان التي تحت سيطرة المرشد والنظام بشكل عام.
وأكد مصدر في مكتب خامنئي أن بزشكيان اتصل بالمرشد مساء الاثنين الماضي، وطلب مساعدته، واشتكى من مساعي المتطرفين لإثارة الشارع ضده قبل بدء عمله.
وأوضح المصدر أن خامنئي طلب من بزشكيان تجنب إعطاء أي وعود لأي شخصية سياسية متطرفة يسارية أو يمينية لشغل منصب حكومي، والتركيز على تشكيل حكومة بيروقراطية يعمل فيها معتدلون في توجهاتهم وموالون للنظام، ووعده بالوقوف خلف كل خطواته مادام لا يخرج عن خط النظام.
وأضاف أن المرشد أمر قائد «الحرس» حسين سلامي بالتنسيق مع قادته ليعلنوا دعمهم للرئيس المنتخب، ويوقفوا سيرك المتطرفين، كما طلب من مدير مكتبه محمد كلبايكاني الاتصال بجليلي وإخطاره أن الانتخابات انتهت، وعليه وعلى أنصاره وقف كل تحركاتهم التصعيدية ضد بزشكيان، وإلا فسيتم التصرف معهم بالشكل المناسب.
وذكر أن كلبايكاني طلب بدوره من نائبه علي حجازي، المشرف على التنسيق بين الأجهزة الأمنية، الاتصال بجليلي وإبلاغه رسالة المرشد، وتوضيح تصريحات بعض أنصاره عن تشكيل حكومة ظل، مؤكداً أن النظام الإيراني لديه حكومة واحدة ودولة واحدة، والمرشد لا يقبل أي تحركات في الظل لأي أحد.
وأكد مصدر مقرب من بزشكيان، أن شخصيات ساعدته في الفوز مثل وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، ومحمد جواد آذري جهرمي، ومحمد فاضلي، والذين يعتبرون من اليسار المتطرف، لن يشغلوا أي مناصب؛ لتجنب مواجهة اليمين المتطرف.
وأفاد المصدر بأنه بعد تأكيد بزشكيان في رسالتين للأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله ورئيس حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية استمراره في دعم جبهة المقاومة والنضال الفلسطيني، فإن سلامي وقائد فيلق القدس إسماعيل قآني اتصلا به وشكراه على هذه الخطوة، وأكدا له أن الحرس الثوري سيقف الى جانب الرئيس الثوري الباسيجي (حسب وصفهم)، الذي خدم هو وزوجته الراحلة في التعبئة الشعبية (الباسيج) التابع للحرس كطبيب متطوع خلال الحرب العراقية ــ الإيرانية، وكان مسؤولاً عن تأمين الأطباء المتطوعين، وإقامة مستشفيات ميدانية.