قصيدة: التفاحة
راقتْ لعَيني هذه التُّفاحهْ
بصفاتها وهِباتها وضَّاحهْ
فيها الدواءُ كما الغذاءِ مُبطَّنًا
وبها من الربِّ الكريمِ مَلاحَهْ
فشهيَّةٌ ولذيذةٌ في قضمةٍ
وزكيَّةٌ في نكهةٍ فوَّاحهْ
كرويةٌ تبدو بغيرِ رشاقةٍ
إذ قدَّمتْ لطريقِها مِفتاحَهْ
لمناعةٍ ووقايةٍ ولصحةٍ
هي خيرُ زادٍ بالغنى نضَّاحَهْ
كم مدَّتِ الجسدَ العليلَ بنفعها
كم أعطتِ العقلَ السليمَ رجاحَهْ
هي مُتعةٌ في جلسةٍ أُسَريَّةٍ
بحضورها كلُّ الهمومِ مُزاحَهْ
بفطيرةٍ تحلو أرقَّ هديةٍ
وتشاركُ الإنسانَ في أفراحَهْ
قد فاقتِ القهَواتِ في إنعاشِها
حَبَتِ النهارَ المُنتشي إصباحَهْ
رمزتْ إلى بَدْءِ الخليقةِ، ربما
كانت هي المرمى لسوءِ إطاحهْ
لمعتْ على أغصانِ فرعٍ مُثمرٍ
بتحيَّةٍ وببسمةٍ لمَّاحهْ
نشرت جمالًا في الحدائقِ مُزهرًا
وضعتْ على صيف الرياضِ وشاحَهْ
ألوانُها قد أينعت وتنوَّعتْ
فوق السِّلالِ، على يدٍ فلَّاحهْ
بصناعةٍ من خالقٍ مُتفضِّلٍ
فهي العطيةُ حُلوةٌ ومُتاحهْ
وبرغم ذاك يعافُها بعضُ الورى
ويفضِّلونَ حلاوةً كالـ(راحهْ)
ما أغربَ الإنسانَ في رغباتِهِ!
في ملبسٍ أو مطعمٍ وسياحهْ
في سَيرِهِ في عالَمٍ مُتحضِّرٍ
مُتصنِّعٍ يبني بكلِّ مِساحهْ
سبحانَ مَن منح العبادَ عطاءهُ
وحباهمُ النعمى وحُسنَ فصاحهْ
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
نَشَرَ الرسالةَ والهدى بسماحهْ
والآلِ آلِ البيتِ ثم صحابةٍ
لم يبرحوا طُرُقَ الجهادِ وساحَهْ