3 سيناريوهات للتعامل مع حيوانات حديقة العمرية

تصديرها أو نقلها إلى محاجر «الزراعة» أو لموقع الصليبية المستغَل من أحد المستثمرين
• تحويل الحديقة إلى سداد عجز «التأمينات» ينهي مسيرة وجهة ترفيهية استمرت نصف قرن

نشر في 14-07-2024
آخر تحديث 13-07-2024 | 18:48
حديقة الحيوان... وتبدو لافتة بالإغلاق حتى إشعار آخر
حديقة الحيوان... وتبدو لافتة بالإغلاق حتى إشعار آخر

بعد أكثر من نصف قرن أمضتها حديقة الحيوان في منطقة العمرية كوجهة للرواد، شارف عمر الحديقة الخمسيني تقريبا على نهايته، بعد أن اعتمد المجلس البلدي طلب نقل موقع الحديقة إلى ملف سداد العجز الاكتواري للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وانتظار مصادقة وزيرة الدولة لشؤون البلدية على القرار.

وقد أسست حديقة الحيوان بالكويت عام 1968 في منطقة العمرية، وكانت تابعة لوزارة الأشغال العامة في بدايتها، إلى أن أسست الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في 1983، لتُنقل تبعية الحديقة إلى هيئة الزراعة بعد ذلك، واستمرت الحديقة كمرفق ترفيهي ومركز مهم للسياحة في البلاد، حتى إغلاقها تنفيذا للقرار الوزاري رقم 527 لسنة 2020 في 12 مارس 2020 الخاص باتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، حفاظا على الأمن الصحي للبلاد، ولم تفتح بعدها، رغم صدور قرار من مجلس الوزراء بإعادة فتح المرافق في يوليو 2021.

الضربة القاضية

وكانت الضربة القاضية للحديقة في كتاب مدير إدارتها الصادر في سبتمبر 2020 الذي أكد تهالك أغلب مرافق الحديقة، وعدم صلاحيتها للاستخدام، حيث أفاد بأن الحديقة تحتاج إلى صيانة جذرية من مبان وأقفاص، وطلب إعادة بناء كل مرافق الحديقة بنظام جديد، مع تأكيد رصد الفريق الهندسي المختص تكلفة تقديرية لأعمال الصيانة للحديقة تقدر بـ 232.073 دينارا كحد أدنى، نظراً لمرور أكثر من 50 عاما على إنشائها، علماً بأن ما تم صرفه لأعمال الصيانة منذ يناير 2018 بلغ 164 ألف دينار، مع وجود بعض أوامر عمل غير منتهية، كما تبين عدم جاهزية الحديقة.

«تنازل»

وفي يوليو الجاري، قررت هيئة الزراعة تنازلها عن موقع حديقة الحيوان لمصلحة السداد العيني لعجز مؤسسة التأمينات الاجتماعية، مما يعني أن أعمال تطوير الحديقة توقفت.

وجاء التنازل بعد أن وجّه وزير المالية وزير الدولة لشؤون الاقتصادية والاستثمار، د. أنور المضف، خطاباً لوزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة وزير الدولة لشؤون الإسكان، د. محمود بوشهري، حصلت «الجريدة» على نسخة منه، «أنه بالإشارة إلى القانون رقم 4 لسنة 2022 الذي أجاز السداد العيني لعجز مؤسسة التأمينات الاجتماعية، فقد قامت وزارة المالية تنفيذاً للقانون بتشكيل فريق عمل لتقييم الأراضي المراد تحويلها للمؤسسة، ومنها أرض حديقة الحيوان الواقعة في منطقة العمرية التابعة لهيئة الزراعة.


جانب من الحديقة
جانب من الحديقة

وأضاف الخطاب أنه حتى يتسنى لنا استكمال الإجراءات نحو تنفيذ القانون، يُرجى الإيعاز لمن يلزم بالموافقة على تحويل ملكية تلك الأرض إلى مؤسسة التأمينات، تحقيقاً للصالح العامة».

وأتى رد وزير الكهرباء: «نفيدكم بأنه لا مانع لدى الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية من نقل تبعية أرض حديقة الحيوان الواقعة في منطقة العمرية، والبالغ مساحتها 106.286 مترا مربعا إلى وزارة المالية، لذا يُرجى التفضل باتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن».

موافقة البلدية

وسارعت بلدية الكويت بالموافقة على طلب تنازل حديقة الحيوان للتأمينات، وأحالت الطلب بشكل مستعجل للمجلس البلدي، واشترطت البلدية التنسيق مع وزارات الخدمات، والالتزام باشتراطاتها إن وجدت، وتفويض الجهاز التنفيذي بزحزحة وتعديل شكل وحدود الموقع في حال تعارضه مع أية خدمات البنية التحتية القائمة، أو لأي دواع تنظيمية، وتزويد الإدارة المختصة بالبلدية بمخطط تفصيلي يوضح النسب والاستعمالات المقترحة لدراستها واعتمادها، ليعتمد المجلس البلدي القرار ويحيله للمصادقة، بعد أن طلب تقريراً للمشروع البديل للحديقة قبل تنفيذه في العمرية.

«ملاحظات ديوان المحاسبة»

وكشف ديوان المحاسبة في أحد تقاريره السنوية، وتحديداً لعام 2022/2021، عن مجموعة ملاحظات، أبرزها عدم وجود بنية تحتية مناسبة لقدم إنشائها منذ 1968، مما يتسبب في الأعطال الكهربائية من حرائق وانفجارات لمحول الكهرباء والتمديدات الأرضية، وبالتالي انقطاع الكهرباء عن مباني الحيوانات وأجهزة التكييف، ويؤدي إلى نفوقها لارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع الماء بشكل مستمر عن ريّ النباتات ومشارب الحيوانات والمرافق العامة.

وأشار التقرير إلى تهالك الأرضيات والمظلات وتعرُّض أجزاء من مظلة المدخل للسقوط، وكذلك تهالك سور الحديقة، مع وجود احتمال سقوطه في أي لحظة، إضافة إلى تهالك دورات المياه، وتآكل أجزاء الأعمدة والأسوار الحديدية والسياج الإسمنتي، وتهالك مباني أقفاص الحيوانات، ومعظمها معرضة للسقوط، ووجود شروخ في الحوائط والأسقف والأحواض، ووجود تمديدات كهربائية مكشوفة وصرف صحي من دون أغطية، فضلاً عن تعطل النوافير وتسرّب المياه، مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء، مع وجود أعطال في المضخة، وضيق بعض الأقفاص، مما يتسبب في هيجان الحيوانات وتعرّضها للإصابة.

كما بيّن الديوان عدم توفير الاحتياجات اللازمة لتشغيل الحديقة، وأبرزها وجود نقص كبير للعمالة المتخصصة لتربية الحيوانات، كالزاحفة وآكلات اللحوم، وعدم توفير العديد من الأجهزة الطبية لعيادة البيطرة في الحديقة، منها جهاز السونار والأشعة العادي والمتنقل، وجهاز تعقيم المعدات ومعدات التشريح والجراحة والتطهير، وأدوات بندقية التخدير، وكذلك صغر حجم معزل العيادة.

مصير الحيوانات

ويبقى السؤال: ما مصير الحيوانات التي تخضع للرعاية داخل الحديقة؟، حيث كشفت مصادر لـ «الجريدة» عن 3 سيناريوهات من الممكن تنفيذها بعد اعتماد نقل موقع حديقة الحيوان، والتأكد من إقامة مشروع آخر لسداد العجز الإكتواري، أولها، إمكانية نقل الحيوانات إلى الموقع التابع لهيئة الزراعة في الصليبية، والمقام على مشروع «الغابة الصغيرة»، ويستغله أحد المستثمرين، كبديل صغير الحجم ومؤقت، إلى أن يحدد مشروع جديد لحديقة الحيوان إن وجد، مبينة أنه لا توجد أي دارسة لإنشاء حديقة جديدة، أو اختيار أرض أو موقع لإنشاء حديقة حيوان بديلة لحديقة العمرية.


لافتة تظهر مواعيد الزيارة 
لافتة تظهر مواعيد الزيارة

وأضافت المصادر أن السيناريو الثاني يتمثل في إمكانية الاحتفاظ بالحيوانات في المحاجر الخاصة بهيئة الزراعة، بينما السيناريو الثالث هو تصدير تلك الحيوانات، خاصة المفترسة منها والنادرة، إلى الخارج، وبيعها الى دول قريبة.

رعاية الحيوانات مستمرة

قالت مصادر في هيئة الزراعة إن العديد من الحيوانات مازالت تتلقى الرعاية المستمرة، ولم تتوقف الهيئة عن تقديمها، مشيرة إلى أنها توقفت عن زيادة أعداد الحيوانات داخل الحديقة، لعدم الحاجة، في ظل توقّف مشروع الصيانة مؤقتاً، حفاظاً على الموجود منها.

back to top