بزشكيان يدعو واشنطن إلى الاعتراف بالواقع ويشيد بموسكو وبكين
الرئيس الإيراني يلتقي العسكريين ويعيّن ظريف رئيساً للفترة الانتقالية للحكومة الجديدة
في رسالة عرضت رؤيته في السياسة الخارجية والعلاقات مع دول العالم، أشاد الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، أمس، بالعلاقة مع روسيا والصين، ودعا الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات جديدة على طهران، بسبب تطويرها الأسلحة الكيميائية، إلى «ضرورة أن تعترف بالواقع، وأن تفهم، مرة واحدة وإلى الأبد، أن الجمهورية الإسلامية لا ولن تستجيب للضغوط».
وفي رسالته، التي تناولت الخطوط العريضة للسياسة الخارجية خلال ولايته، عرض بزشكيان استعداده للدخول في «حوار بناء» مع الدول الأوروبية، لوضع العلاقات على «المسار الصحيح»، ووصف موسكو بأنها «حليف استراتيجي وجار مهم لإيران»، مبدياً كذلك استعداده «للتعاون على نطاق أوسع» مع بكين.
وبالنسبة لدول الجوار، دعا بزشكيان تركيا والسعودية وعمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات إلى «تعميق العلاقات التجارية ومعالجة التحديات المشتركة» في المنطقة.
من جانب آخر، عقد بزشكيان اجتماعاً مع رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري، والقائد العام لـ «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي، وقائد الجيش عبدالرحيم موسوي، ووزير الدفاع العميد محمد رضا أشتياني، والقائد العام للشرطة العميد أحمد رضا رادان.
وقال رئيس الأركان، قبل لقائه الرئيس الجديد، «إن القوات المسلحة بالإضافة إلى واجبها الرئيسي في الدفاع عن أرض الوطن واستتباب الأمن، تقف إلى جانب الحكومة الجديدة بكل قوتها وتحترم الحكومة، كما كانت الحال في الحكومات السابقة».
وجاء ذلك غداة إصدار بزشكيان أول مرسوم له منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية، التي أجريت الجولة الثانية منها الجمعة قبل الماضية، حيث عيّن وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف رئيساً للمجلس الاستراتيجي للفترة الانتقالية للحكومة الجديدة.
من جهته، أفاد ظريف بأنه «تم تعيين خمسة أشخاص أعضاء في اللجان الخاصة بالمجلس الاستراتيجي للحكومة الجديدة»، وقال إنه «لم تتم مراجعة أي مرشح لشغل أي منصب بما في ذلك النائب الأول للرئيس»، نافياً «الإشاعة» التي تقول إن شخصيات مثل الرئيس الأسبق الإصلاحي محمد خاتمي «مارست ضغوطاً بشأن هذه العملية».
وكشف عن اجتماع لرؤساء اللجان في المجلس الاستراتيجي للحكومة الجديدة، لتحديد مهام اختيار المرشحين لشغل مناصب حكومية، مشيراً إلى أن «عملية فحص المرشحين ستكون نهاية الشهر الجاري»، بالتزامن مع أداء بزشكيان اليمين الدستورية لولاية من أربع سنوات، خلفاً للراحل إبراهيم رئيسي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم الإعلان عن تشكيل مجلس صنع سياسات حكومة بزشكيان، برئاسة محمد رضا عارف، وعضوية محمد جواد ظريف و4 آخرين.
ولقيت الانتخابات الرئاسية الإيرانية متابعة دقيقة في الخارج، إذ إن إيران، القوة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسية، من الحرب في غزة إلى الملف النووي الذي يُشكل منذ سنوات مصدر خلاف بين الجمهورية الإسلامية والغرب، لاسيما الولايات المتحدة.
وكان بزشكيان وعد خلال الحملة الانتخابية بـ «إخراج إيران من عزلتها»، من خلال إقامة «علاقات بناءة» مع العالم، لاسيما مع الدول الأوروبية.