البيت الديموقراطي يتهاوى على بايدن... وترامب يستهدف المعتدلين

الرئيس الأميركي «على ما يرام»... وأوباما وكلينتون يخططان لإجباره على الانسحاب بعد تجميد التبرعات

نشر في 14-07-2024
آخر تحديث 13-07-2024 | 19:48
رغم تمسكه بالترشح لولاية ثانية، ارتفعت نسبة تأييد استبدال الرئيس الأميركي جو بايدن بنائبته كامالا هاريس، خصوصاً مع فشله في إسكات الأصوات المطالبة بانسحابه، في وقت خفّف خصمه دونالد ترامب من نبرته وتصرّفاته غير المتوقعة والمثيرة في محاولة لجذب الناخبين المعتدلين.

مع تصاعد الأصوات من داخل «بيته» الديموقراطي المنادية بانسحابه من السباق الرئاسي، ووسط الحديث عن «خطة» يعدها الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون لإجباره على التنحي، استأنف الرئيس الأميركي جو بايدن حملته الانتخابية، مؤكداً أنه «على ما يرام» وقادر على هزيمة «تهديد الأمة دونالد ترامب، الذي خفف من نبرته لجذب الناخبين المعتدلين.

وبعد أدائه المتناقض في المؤتمر الصحافي في اختتام قمة حلف شمال الأطلسي، طمأن بايدن ناخبيه، وقال أمام حشد في ولاية ميشيغان: «أؤكد لكم أنني على ما يرام وعلينا إنهاء المهمة وهزيمة تهديد الأمة دونالد ترامب».

وأضاف بايدن: «الأميركيون يريدون رئيساً وليس ديكتاتوراً»، وندد بـ»مشروع 2025»، وهو برنامج واسع للحكم يحمل بصمة اليمين المتطرف، ويسعى ترامب إلى النأي بنفسه عنه، رغم أن حلفاء مقربين منه هم من صاغوه.

وفيما أقر المتحدث باسم حملته مايكل تايلر بأن الرئيس الأميركي «يدرك أنه لا يزال ثمة قلق في الكونغرس، ولهذا فهو يركز على مهمة واحدة: إظهار أنه في أفضل وضع لمواجهة ترامب والتغلب عليه».

خطة ديموقراطية

يأتي ذلك بينما نشر أكثر من 20 عضواً ديموقراطياً سابقا في الكونغرس رسالة تدعو بايدن إلى عقد مؤتمر مفتوح في أغسطس المقبل وإعطاء شخصيات أخرى فرصة لتقديم ترشيحاتهم. وجاء في الرسالة أن «نزاهة الرئيس ورؤيته سليمتان. مع ذلك، فإن الطاقة والقدرة على التحمل التي يحتاجهما من أجل حملة انتخابية وفترة ولاية أخرى قد تضاءلتا. هذه المشكلة تنخر البلاد منذ أشهر وبلغت ذروتها أثناء مناظرة 27 يونيو وما بعدها».

ويواجه بايدن المزيد من الضغوط مع تعالي الأصوات التي تنادي بانسحابه من السباق الانتخابي من داخل الحزب الديموقراطي، فيما تؤكد مصادر أن مانحين يجمدون 90 مليون دولار من الدعم لحملة بايدن. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عدداً من المانحين الرئيسيين أبلغوا حملة بايدن أن نحو 90 مليون دولار من التبرعات التي تم التعهد بها ستظل معلقة في حال استمر بايدن بترشحه.

غير أن «فيوتشر فورورد»، التي يقدر أنها جمعت تعهدات بـ90 مليون دولار لبايدن، رفضت التعليق عن أي تجميد لأموال المانحين، فيما أكد أحد المتبرعين للصحيفة أن المجموعة اتصلت به وبمانحين آخرين للحصول على دعم، ولكنهم «يؤجلون» البت في ذلك.

أما المنتجة أبيغيل ديزني، فقالت إنها تخطط لتعليق تبرعاتها لحملة الديموقراطيين مادام بايدن باقيا في السباق، فيما دعا ريد هاستينغز، أحد أكبر المانحين للحزب الديموقراطي والمؤسس المشارك لشركة نيتفليكس، بايدن إلى الانسحاب من السباق «لإفساح المجال أمام زعيم ديموقراطي قومي لهزم ترامب».

وأشارت الصحيفة إلى أن تجميد هذه الأموال يأتي في وقت يبحث مستشارون لبايدن كيفية إقناع الرئيس بالانسحاب من السباق، فيما كشف موقع «أكسيوس» أن الديموقراطيين يحيكون «خطة» ضد بايدن من أجل إجباره على الانسحاب من السباق الرئاسي، مؤكداً أن «الديموقراطيين متماسكون جداً، ومعظمهم من إدارتي الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون، يخططون طوال الوقت لدفع بايدن إلى سحب ترشيحه بسرعة... وبشكل غير رسمي».

ونقل الموقع عن مصدر لم يسمه أن هؤلاء شكلوا «لجنة لعدم انتخاب الرئيس، ومهمتهم إخراج بايدن من السباق الرئاسي، وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل»، مشيراً إلى أن عدد الديموقراطيين الذين لا يريدون مشاركة بايدن في الانتخابات يتزايد يوما بعد يوم.

وأكد «أكسيوس» أن الديموقراطيين يأملون أن يتمكن مستشارو أوباما وكلينتون والزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي من إقناع الرئيس بسحب ترشيحه من الانتخابات.

هاريس وترامب

وحول ما إذا كانت نائبة الرئيس الأميركي كاميلا هاريس، مؤهلة لتسلم منصب الرئاسة، حيث تكرر اسمها مراراً مؤخراً كمرشحة بديلة لبايدن، كشف استطلاع أجرته مؤسسة «يوغوف» أن أكثر من 73% ممن شملهم الاستطلاع يوافقون على ترشيح هاريس بدلاً من الرئيس الحالي في السباق الانتخابي، مقابل رفض 37%، فيما تبلغ نسبة ممن لديهم رأي إيجابي تجاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب 41%.

ويعتقد ما يقرب من نصف المشاركين (48%) أنه إذا ظل ترامب وبايدن مرشحين للرئاسة، فإن الرئيس السابق سيفوز في الانتخابات، بينما أعرب 29% فقط عن توقعهم فوز بايدن.

من ناحيته، فرض ترامب، المعروف بتصرّفاته غير المتوقعة والمثيرة للجدل، نوعاً من الرقابة الذاتية في محاولة لتوسيع دائرة ناخبيه لتشمل من هم أكثر اعتدالاً، في سياق استراتيجية متكاملة تمهيداً للانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، حيث خفف حدّة خطابه بشأن قضايا رئيسية مثل الهجرة والإجهاض، في تكتيك يقول محلّلون، إنّه مدعوم بثقته في ولاء قاعدته المحافظة، وبإدراكه أنّ النهج المتشدّد لا يحظى بدعم أغلبية الرأي العام خصوصاً في ما يتعق بالإجهاض.

كما ندّد ترامب الذي سيصبح رسمياً مرشحاً للحزب الجمهوري في مؤتمر الحزب الأسبوع المقبل، بوثيقة (مشروع 2025) التي يُنظر إليها على أنّها خريطة طريق للحكم صاغتها مؤسسة بحثية محافظة تضمّ عدداً من حلفائه المقرّبين.

ويأتي ذلك في ظلّ تعرّض هذه الوثيقة المؤلّفة من 900 صفحة، لانتقادات حادّة بسبب ما حملته من دعوات إلى الترحيل الجماعي للمهاجرين وإضعاف المؤسسات الفدرالية.

ورغم أنّ ترامب نفسه دافع عن مثل هذه الأفكار، إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من انتقاد المقترحات الواردة في الوثيقة، واصفاً إياها بأنها «سخيفة تماماً وفظيعة»، من دون أن يحدّد أيّاً منها يقصد.

وأمام زلّات لسانه وصعوبات نطقه وغيرها، تتفق وسائل الإعلام الأميركية على أن أداء بايدن ضعيف، لكن خبراء علميون حذروا من التوصل إلى استنتاجات متسرّعة بشأن حالته الصحية، وأوصوا بإخضاعه لفحوصات طبية إضافية يقع نشر نتائجها لوضع حدّ للتكهنات في حال لم تؤكد المخاوف الحالية.

وبينما أقر طبيب الأعصاب دينيس سيلكو بأنه «يظهر وكأن بايدن في المراحل الأولى من مرض باركنسون»، شدد الخبير في الشيخوخة والأستاذ في الصحة العامة بجامعة إيلينوي في شيكاغو جاي أولشانسكي على أنه «حان الوقت لكي يخضع كلّ من المرشحَين الرئاسيين لاختبار إدراكي» يمكن تضمينه في فحص عصبي أو استخدامه كفحص أولي.

back to top