مفاوضات غزة تتوقف ولا تنهار... وتوتر بين «حماس» وعباس

إصابة 4 جنود إسرائيليين بعملية دهس وإطلاق نار قرب تل أبيب... وتحذير من اغتيال نتنياهو

نشر في 15-07-2024
آخر تحديث 14-07-2024 | 19:28
أسرة فلسطينية نازحة تلوّح بعلامة النصر داخل منطقة المواصي في خان يونس بجنوب غزة أمس (أ ف ب)
أسرة فلسطينية نازحة تلوّح بعلامة النصر داخل منطقة المواصي في خان يونس بجنوب غزة أمس (أ ف ب)
أوقفت حركة حماس المفاوضات مع إسرائيل رداً على مجزرتَي المواصي ومخيم الشاطئ، دون نسف المسار الدبلوماسي لإنهاء حرب غزة بالدوحة، في حين برز تصاعد للتوتر بينها وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

غداة سقوط مئات الفلسطينيين بين قتيل وجريح في مجزرتين ارتكبتهما آلة القتل الإسرائيلية بمنطقة مواصي خان يونس ومخيم الشاطئ بمدينة غزة، قررت «حماس» وقف المفاوضات غير المباشرة مع الدولة العبرية بشأن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لإقرار هدنة قد تفضي إلى نهاية حرب غزة وتبادل المحتجزين، دون أن يصل الأمر إلى حد نسف المسار الذي أحرز الكثير من التقدم في الأيام الأخيرة، والذي يتوقع أن يُستأنف بالدوحة خلال أيام.

وأبلغ رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، إسماعيل هنية، الوسطاء بمصر وقطر وبعض الأطراف الإقليمية خلال سلسلة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار الحركة الإسلامية بوقف المفاوضات، بسبب «عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزّل».

وأفاد قيادي كبير في «حماس» وكالة فرانس برس، أمس، بقرار الوقف المؤقت، مؤكدا في الوقت ذاته أن قائد «كتائب عزالدين القسام»، الجناح العسكري للحركة الإسلامية، محمد الضيف، «بخير»، بعدما استُهدف بسلسلة الغارات الإسرائيلية التي تسببت في مذبحة بالمواصي أمس الأول.

وأوضح القيادي أن «القائد الضيف بخير، ويشرف مباشرة على عمليات القسام والمقاومة»، فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين قولهم إنه لم ترد أي معلومات استخبارية جديدة تؤكد اغتيال قائد «كتائب القسام».

واتهم هنية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بـ «وضع عراقيل» تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المتواصلة منذ 10 أشهر، من خلال «المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال».

وندد رئيس المكتب السياسي بتصريحات نتنياهو «التي اشتملت على شروط ونقاط جديدة لم ترد في ورقة التفاوض» التي اقترحها بايدن للمرة الأولى في مايو الماضي.

12 قتيلاً بغارة على مدرسة النصيرات... والضيف بخير ويتابع عمليات المقاومة

وأكد هنية، في سلسلة اتصالاته التي شملت إضافة إلى الدولتين الوسيطتين مصر وقطر، سلطنة عمان وتركيا، أن «حماس» أبدت التعاطي الإيجابي والمسؤول مع المقترح الأخير، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المعتقلين والرهائن.

رغم تصريحات كبار مسؤولي «حماس» بشأن تجميد المفاوضات بشأن صفقة التبادل، قال القيادي بالحركة، عزت الرشق، إن ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، وتداولته بعض وسائل الإعلام، عن قرار وقف المفاوضات، «لا أساس له من الصحة».

وأضاف عبر «تيلغرام»: «وهذا التصعيد النازي ضد شعبنا من نتنياهو وحكومته النازية، أحد أهدافه قطع الطريق على التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان على شعبنا، وهو ما أصبح واضحاً لدى الجميع».

وفي وقت لم تتلقّ إسرائيل بلاغاً رسمياً من الوسطاء بشأن وقف المحادثات، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية بأن رئيس «الموساد»، دافيد برنياع، سيسافر إلى الدوحة خلال أيام لاستئناف التفاوض بشأن الصفقة المحتملة التي تضغط واشنطن على جميع الأطراف للقبول بها، بهدف احتواء النزاع ومنع تحوله إلى حرب إقليمية شاملة.

توتر عباس

من جانب آخر، برز تصعد التوتر بين «حماس» ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي تعوّل واشنطن على القوات التابعة له من أجل بناء نواة قوة تدير القطاع المنكوب بعد توقّف الحرب.

وانتقدت «حماس» بياناً للرئاسة الفلسطينية اتهمها بالتهرب من الوحدة الوطنية وتقديم ذرائع مجانية لإسرائيل لمواصلة الحرب وتدمير غزة، في أعقاب مجزرتَي المواصي ومخيم الشاطئ التي أسفرت عن سقوط نحو 115 قتيلا وإصابة المئات.

ووصفت الحركة الإسلامية التي كانت تسيطر على غزة منذ عام 2007 التصريحات بـ «المؤسفة» ودَعَت إلى سحبها.

جاء ذلك في وقت بدأ وزير الخارجية البريطاني الجديد، ديفيد لامي، جولة تشمل تل أبيب ورام الله للقاء نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إضافة إلى الرئيس الفلسطيني، لبحث آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار، إلى جانب تهدئة جبهة لبنان.

معارك وانتقام

ميدانيا، كبّدت عناصر حركتَي حماس والجهاد جيش الاحتلال خسائر، حيث أعلنت تفجير حقل ألغام في قوة هندسة إسرائيلية وتدمير 3 دبابات ورتل آليات في حي الشوكة برفح، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.

وتسببت غارة إسرائيلية جديدة على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات، وسط القطاع، في مقتل 12 وسقوط عشرات الجرحى، فيما ذكرت السلطات الصحية أن الاعتداءات الإسرائيلية تسببت في مقتل 141 خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الحرب إلى 38 ألفا و584.

وفي الضفة الغربية، ذكرت سلطات الاحتلال أن عملية مزدوجة تخللها دهس ثم إطلاق نار أسفرت عن إصابة 4 جنود بالجيش الإسرائيلي في منطقة الرملة عند مفترق قرب تل أبيب.

وأشارت إلى أن المصابيْن في حالة حرجة وخطيرة، فيما استشهد منفذ العملية برصاص قوة من حرس الحدود الإسرائيلي، وهو من سكان كفر عقب في منطقة القدس الشرقية.

وذكرت الشرطة أنها تحقق باحتمال إصابة بعض الإسرائيليين برصاصها خلال مطاردة المهاجم، لافتة إلى أن «الوضع في إسرائيل متوتر، وهناك حساسية في الضفة الغربية والقدس وغزة وفي الشمال» بمواجهة «حزب الله» اللبناني، في ظل وجود تقارير وإشارات تفيد بوجود نية لتنفيذ عمليات انتقامية، بعد محاولة استهداف الضيف، والمذبحة التي تسببت بها الضربات التي استخدمت فيها قنابلة ضخمة بالمواصي.

تشاؤم واتهام

وفي ظل توقعات متشائمة باحتمال استمرار حرب غزة لمدة 5 أو 6 أشهر، ومع عدم استبعاد تصاعد حدة تبادل إطلاق النار الحدودي مع «حزب الله»، قررت الحكومة الإسرائيلية تمديد الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال لتصل إلى 36 شهراً.

وجاء ذلك في وقت اتهمت عضوة مجلس الوزراء، أوريت ستروك، جهاز الشاباك بعدم القيام بما يكفي لضمان سلامة نتنياهو، محذّرة من أنه يمكن أن يكون هدفاً لمحاولة اغتيال، بسبب التحريض ضده، على خلفية مطالبة أهالي الرهائن بإبرام صفقة فورية لوقف الحرب وتحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس».

back to top