الأسد لأردوغان: المشكلة ليست في العناق وتبويس اللحى... بل بمضمون اللقاء

«لا معنى لأي اجتماع لا يناقش انسحاب القوات التركية من شمال سورية» • دمشق تنتخب رابع برلمان منذ 2011 والحكومة تروّج لدولة حديثة

نشر في 16-07-2024
آخر تحديث 15-07-2024 | 20:33
الأسد يدلي بصوته في دمشق أمس (د ب أ)
الأسد يدلي بصوته في دمشق أمس (د ب أ)

على وقع التغيرات الدبلوماسية التي أعادت مقعدها بجامعة الدول العربية وعلاقاتها مع دول خليجية وسرّعت تقاربها مع تركيا بعد قطيعة مستمرة منذ 13 عاماً، انتخبت سورية أمس أعضاء مجلس الشعب، في استحقاق هو الرابع من نوعه منذ اندلاع النزاع في 2011، ولا يُتوقّع أن يُحدث تغييراً في المشهد السياسي.

وشهدت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8151 في مناطق سيطرة الحكومة إقبالاً هادئاً، باستثناء محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، والتي شهدت تحركات احتجاجية رفضاً للانتخابات وهاجم سكّان مراكز عدة، وأقدم بعضهم على تحطيم الصناديق وحرق أوراق الاقتراع.

وفي دمشق، أقبل الناخبون على التصويت، ونشرت الرئاسة صوراً للرئيس بشار الأسد وهو يدلي بصوته، ويطّلع على قوائم المرشحين.

وبعد إدلائه بصوته، أكد الأسد للصحافيين، أنه مستعد للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان إذا كان ذلك يحقق مصلحة، لكنه اعتبر أن المشكلة ليست في اللقاء بحدّ ذاته إنما في «مضمونه».

وأضاف أنه «إذا كان اللقاء يؤدي لنتائج أو إذا كان العناق أو العتاب أو تبويس اللحى يحقق مصلحة فسأقوم به»، متسائلاً عن معنى أي اجتماع لا يناقش «انسحاب» القوات التركية من شمال سورية.

وأشار إلى أن «طرح اللقاء قد يكون مهماً لتحقيق هدف، لكن لم نسمع عن حل المشكلة. أول سؤال نسأله، لماذا خرجت العلاقات عن مسارها الطبيعي منذ ثلاثة عشر عاماً؟ لم نسمع أي مسؤول تركي يتحدث عن هذه النقطة بشكل صريح».

وتابع: «نحن إيجابيون تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة وهذا طبيعي. لا أحد يفكر في أن يخلق مشاكل مع جيرانه، ولكن هذا لا يعني أن نذهب من دون قواعد».

من جهته، قال رئيس الوزراء حسين عرنوس، بعد إدلائه بصوته، إن «الدولة تحترم الدستور، وكل استحقاقاته تمت بمواعيدها وفي أصعب الظروف»، مضيفاً: «نحن في مرحلة جديدة، ونتطلع لبناء سورية الحديثة، التي رسمت حوارات المجتمع سياساتها وتوجهاتها».

بدوره، قال وزير الخارجية فيصل المقداد: «نبدأ بهذه الانتخابات مرحلة جديدة في تاريخ سورية»، معتبراً أنها «تعبير حقيقي عن إيمان الشعب بالديموقراطية».

ووفق لجنة الانتخابات، تنافس 1516 مرشحاً للفوز بـ 250 مقعداً، بعد انسحاب أكثر من 7400، وتتوزّع المقاعد مناصفة تقريباً بين قطاع العمّال والفلاحين (127) وبقيّة فئات الشعب (123).

وفي حين لم يتمكن المقيمون بمناطق عدة خارج سيطرة الحكومة أو ملايين اللاجئين المشاركة رغم تحديد مراكز لهم بمحافظات أخرى، منعت الإدارة الكردية المدعومة أميركياً وقوات «قسد» وضع صناديق بالمناطق الخاضعة لسيطرتها في منبج والطبقة وكوباني والرقة وريف دير الزور والقامشلي والحسكة.

وتجاهلت هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة أخرى تسيطر على إدلب ومحيطها الانتخابات، وكذلك فعلت الفصائل الموالية لأنقرة التي تنتشر مع قوات تركية على الشريط الحدودي الواسع.

back to top